أنقرة تعلن استعدادها لمشروع «السيل التركي» لنقل الغاز من موسكو

  • 8/8/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده مستعدة لـ»اتخاذ القرار» بشأن مشروع «السيل التركي» لمد أنابيب للغاز الطبيعي من روسيا، ومن المقرر أن تمتد الأنابيب من جنوب روسيا إلى تركيا عبر البحر الأسود وربما يتم استكمالها لتصل إلى اليونان الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي. وقال أردوغان في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية، عشية لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سان بطرسبرج، إن تركيا تشتري بالفعل معظم احتياجاتها من الغاز من روسيا. وسيكون هذا اللقاء هو الأول بين الرئيسين منذ إسقاط تركيا طائرة روسية على الحدود مع سورية أواخر العام الماضي. وأدت الحادثة إلى توتر شديد في العلاقات بين الجانبين، إلا أن أردوغان أصدر في يونيو الماضي اعتذارا وأبدى رغبة قوية في إعادة بناء العلاقات بين الجانبين. وأكد أردوغان في المقابلة أن تركيا ترحب بالسائحين الروس وأنها قادرة على حمايتهم. وقال :»في هذه اللحظة، لا مشاكل في تركيا، وخاصة في المناطق السياحية». وكانت روسيا قررت منع مواطنيها من السفر إلى تركيا بعد حادثة إسقاط الطائرة إلى أنها قررت لاحقا رفع هذه العقوبات. ورغم ذلك فإن الروس لا يزالون حذرين بشأن السفر إلى تركيا خاصة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا الشهر الماضي. ويزور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سان بطرسبورغ اليوم لترسيخ استئناف العلاقات رسميا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مع شعوره بالغضب من الغرب الذي لم يبد تضامنه التام معه بعد الانقلاب الفاشل. تأتي الزيارة تتويجا للمصالحة التي تحققت بعد ان اعرب إردوغان عن أسفه، في حين تحدثت موسكو عن تقديمه «اعتذارا» عن اسقاط سلاح الجو التركي طائرة مقاتلة روسية على الحدود السورية في نوفمبر، تسبب الحادث بقطيعة بين البلدين لذلك كانت سرعة قبول موسكو بالمصالحة مفاجئة. واعرب إردوغان عن ارتياحه لرد فعل روسيا على الانقلاب الفاشل منتصف يوليو اذ كان بوتين اول من اتصل به من القادة الاجانب لادانة الانقلاب ولم يوجه انتقادات لانقرة في ما يتعلق بالحملة التي اعقبته كما فعل القادة الاوروبيون. يقول جيفري مانكوف من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن ان «رد الفعل الروسي يتعارض بشدة مع رد فعل القادة الغربيين حلفاء تركيا». لم تكن العلاقات سهلة يوما بين تركيا وروسيا المتنافستين لفرض نفوذهما على منطقتي البحر الاسد والشرق الاوسط. ولكن قبل الازمة الناجمة عن اسقاط الطائرة الروسية، نجح البلدان في وضع الخلافات حول ملفات مثل سورية واوكرانيا جانبا والتركيز على التعاون الاستراتيجي مثل مشروع بناء انبوب الغاز «تركستريم» الى اوروبا وبناء محطة نووية روسية في تركيا او زيادة المبادلات التجارية الى مئة مليار دولار. يقوم التحالف بين بوتين وإردوغان على صداقة بين رجلين طموحين في الستينات من عمرهما ويعزى اليهما الفضل في انهاض بلديهما بعد مرورهما بازمات اقتصادية ويوجه اليهما اللوم كذلك لعدم ايلاء اهتمام باحترام حقوق الانسان. وبعد ان اعرب إردوغان عن امتعاضه لعدم ابداء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الدعم التام له، توجه نحو تقوية علاقاته مع روسيا. ويقول محلل في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية «حتى وان كانت هذه العلاقات غير مستقرة تماما فان تدهور العلاقات مع الغرب من شأنه تسريع التقارب بينهما». وتركيا حريصة على اصلاح الاضرار التي لحقت بها جراء العقوبات الروسية على قطاعات الزراعة والبناء والسياحة. وتفيد ارقام الكرملين ان المبادلات التجارية تراجعت بنسبة 43% الى 6.1 مليارات دولار بين يناير ومايو الماضيين. وتضررت السياحة التركية بعد تراجع الرحلات الروسية. وتراجعت اعداد السياح الروس بنسبة 93% في يونيو مقارنة مع الشهر نفسه من العام 2015. ومع استئناف الرحلات السياحية، لا يزال ينتظر اعادة احياء مشروع انبوب الغاز الذي يفترض ان ينقل 31,5 مليار متر مكعب سنويا الى تركيا عبر البحر الاسود ومحطة اكويو النووية. ويقول المستشار في العلاقات الخارجية لدى بوتين يوري اوشكالوف ان قيام بوتين بزيارة روسيا خلال فترة قصيرة بعد الانقلاب الفاشل برهان على الاهمية التي توليها انقرة للعلاقات مع موسكو. ولكن بعد الازمة الحادة التي شهدتها العلاقات، يحتاج الامر الى الوقت والجهد لاعادتها الى سابق عهدها، يقول محللون ان موسكو في موقع قوة ازاء تركيا التي لا تزال تستورد اكثر من نصف احتياجاتها من الغاز من روسيا. ويقول مانكوف ان العلاقات المتوترة بين تركيا والغرب وفرت «فرصة من ذهب دفعت تركيا باتجاه روسيا» ويقول الكسندر بونوف من مركز كارنيغي في موسكو ان «ما سنشهده هو علاقة اكثر متانة ولكن ذات طابع تغلب عليه البراغماتية، لا تقوم على علاقة شخصية او ايديولوجية وانما على المصالح العملية المشتركة».

مشاركة :