يطالعنا العلم البحثي بين الحين والآخر بأخبار علمية مغايرة لما اعتدنا معرفته ولما نشأنا عليه. ومن هذه الدراسات البحثية هو ما طالعتنا به دراسة جديدة قام بها مختصون من جامعة تفت الأمريكية في بوسطن والتي شملت عددا كبيرا من المرضى تجاوز تعدادهم النصف مليون مريض، توفي منهم ثمانية وعشرون ألف مريض تقريبا منهم أربعة وعشرون ألف مريض مصاب بمرض السكري وعشرة آلاف مريض مصاب بأمراض القلب المختلفة. وكان أحد التساؤلات المطروحة في هذه الدراسة هو هل للدهون وهل لتناولها تأثير سلبي على نسبة حدوث الوفيات لدى هذه الشريحة من المرضى. وحين تحدثت هذه الدراسة عن الدهون وعلاقتها بالوفاة، فهي في الواقع تحدثت عن تناول الكمية المعتدلة من الدهون (ومثال ذلك الزبدة) وقد قررت أن النسبة المعتدلة هي 14 جراما من الدهون أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الدهون. وقد وجدت هذه الدراسة والتي ضمت خمس عشرة دراسة احصائية أن تناول كميات معتدلة من الزبدة أو الدهون لا يؤثر سلبا على حدوث وفيات أمراض القلب أو مرض السكري. وهذا لا يعني البته الإفراط في تناول الدهون ولكن يعني المرونة والسماح لتناول القدر المنصوح به من هذه الدهون. وهذه الدراسة وغيرها نشرت في نهاية شهر يونيو الماضي والتي تناولتها الكثير من الأوساط العلمية والإعلامية المختلفة