صدمة الزائرين بـ«الحائط» .. موت وجفاف

  • 8/9/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يصطدم الداخل إلى (الحائط) عبر بوابتها الجنوبية، بأشجار نخل متساقطة وآبار جافة، تعكس الحالة الصعبة التي تعيشها المحافظة؛ فالكتاب -كما يقال- يبان من عنوانه، والمدخل هو الصورة التي ترسم دائما في مخيلة الزائر. ورغم أن الحائط (250 كيلومترا جنوبي حائل) مصنفة على أنها محافظة وتحتضن نحو 100 ألف نسمة، إلا أنها تفتقد الكثير من الدوائر الحكومية، وتعاني نقصا حادا في المشاريع التنموية الأساسية، ما دفع كثيرا من سكانها إلى الرحيل منها نحو المدن الكبرى بحثا عن حياة أفضل، فيما الذين بقوا فيها طالبوا بالارتقاء بمحافظتهم، وتزويدهم بالخدمات والبنية التحتية. واستغرب سالم الدوبح عدم افتتاح فرع للأحوال المدنية في الحائط، مشيرا إلى أن نقص هذه الخدمة يجبرهم على قطع 500 كيلومتر إلى حائل؛ ذهابا وأيابا، أو السفر إلى المدينة المنورة لإنجاز المعاملات المدنية الصغيرة؛ مثل استخراج بطاقات شخصية، دفتر عائلة، إضافة مواليد، تبليغ عن وفاة، أو غيرها من المعاملات المدنية الضرورية. ورأى الدوبح ضرورة افتتاح مكتب للضمان الاجتماعي في الحائط ينهي حالة الترحال التي يخوضها الأهالي إلى المدن البعيدة لاستكمال الإجراءات أو تحديث البيانات، ما ينهك المسنين وذوي الدخل المحدود والنساء ماديا وجسديا. وأكد على ضرورة افتتاح فرع للجوازات لإنهاء معاملات المواطنين والمقيمين، والمساهمة في القضاء على العمالة المتخلفة، مستغربا من أن الحوادث المرورية التي تقع بكثافة على طرق الحائط لم تحرك الجهات المختصة لافتتاح مركز للهلال الأحمر. وسرد مدير جمعية تحفيظ القرآن بالحائط عبداللطيف صالح الرشيد، بعض الوقائع التي تدعو إلى ترقية محافظة الحائط إلى الفئة (أ)، لافتا إلى أنها إحدى أهم المحافظات التابعة لمنطقة حائل إداريا، حيث يتبع لها 18 مركزا تقريبا، ويشكل موقعها أهمية اقتصادية كبيرة، وتتفرع منها شبكة طرق رئيسية تربطها بعدد من مدن ومحافظات المملكة. وذكر الرشيد أن أهالي الحائط يحلمون بترقية محافظتهم للفئة الأعلى؛ نظرا لأهميتها التاريخية وللكثافة السكانية والعمرانية الراهنة، مرجعا النقص الحاد في الخدمات الذي تعاني منه إلى أنها مصنفة على فئة أقل. وشكا سالم الرشيدي من تهالك طرق الحائط الداخلية وحاجتها للتعبيد، مستغربا افتقاد المحافظة لكلية للبنين، ما يجبرهم على قطع 600 كيلومتر إلى حائل أو المدينة المنورة ذهابا وإيابا يوميا، ويصبحون بذلك عرضة للحوادث القاتلة، مشددا على أهمية افتتاح فرع لجامعة حائل في الحائط. وقال الرشيدي: «لم تقتصر معاناة أهالي الحائط على نقص المشاريع التنموية وغياب الدوائر الحكومية، بل يشكون من تدني مستوى الخدمات الصحية، فمستشفى المحافظة العام يعاني من قلة إمكانياته وعدم قدرته على استيعاب المراجعين، وضيق مبنى الطوارئ فيه مع نقص الكادر الطبي فيه بشكل عام، وهو ما يدفع الأهالي إلى التوجه لحائل أو الشملي للاستشفاء، رغم معاناة الطريق». وشدد عبيان عبدالله الرشيدي على أهمية رفع طاقة مستشفى الحائط الجديد من 50 سريرا إلى 100 سرير، وتشغيل كافة أقسامه وتزويدها بالأجهزة والطاقم الطبي والتمريضي، مشيرا إلى أنه لا يوجد أخصائي أشعة تلفزيونية ومقطعية، رغم وجود العديد من الحوادث والمشكلات الصحية التي يتعرض لها الأهالي، مستغربا إغلاق وحدة العناية المركزة منذ افتتاحه. وانتقد جميعان الحجي تجاهل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية افتتاح مركز لذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: «وكأن الحائط تخلو من هذه الفئة الغالية علينا، التي يتكبد ذووها مشاق السفر إلى مناطق أخرى، وكثيرا ما شد بعضهم رحالهم إلى خارج منطقة حائل، بحثا عن نهاية لمعاناتهم التي استمرت طويلا دون الوصول إلى حلول مجدية»، متمنيا افتتاح فرع لوزارة البيئة والمياه والزراعة ومكتب شركة الكهرباء. ورأى محمد مزيد الرويضي أن قاضيين في محكمة الحائط لا يكفيان للبت في القضايا الكثيرة التي تصلهما يوميا، ما يتسبب في تباعد المواعيد، مقترحا زيادة العدد لإنجاز المعاملات بأسرع وقت، خصوصا حجج الاستحكام التي لم تستخرج من 15 عاما، لعدم توفر القضاء مع كثرة المراجعين بالمحكمة العامة بالحائط. وطالب مدير مكتب التعليم في الحائط شليويح علي نافع الرشيدي، برفع مستوى المكتب إلى إدارة تعليم، خصوصا أن المحافظة تضم أكثر من 95 مدرسة بنات لمراحل الروضة والابتدائية والمتوسطة والثانوية، يتعلم فيها 6030 طالبة ويعمل فيها 700 معلمة وأكثر من 30 مشرفة تربوية، كما يشرف المكتب على 86 مدرسة بنين؛ منها 49 ابتدائية، 20 متوسطة، 12 ثانوية، ومدارس خاصة، تضم أكثر من 800 معلم وما يزيد على 6500 طالب. ووصف رئيس النادي الرياضي في المحافظة عابد الوقدان وضع الرياضة في الحائط بالمتدهور، مشيرا إلى أن النادي بحاجة للعديد من الاحتياجات، حيث لا توجد به صالة رياضية، ولا مضمار للجري. وقال الوقدان: «الميزانية السنوية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمقدرة بـ150 ألف ريال لا تفي بمتطلبات النادي، لهذا نطالب رجال الأعمال بتقديم الدعم المادي للنادي».

مشاركة :