منذ تم الإعلان عن إضافة جائزة للرواية ضمن جوائز سوق عكاظ، انقسم الروائيون بين مؤيد إضافة الرواية ضمن الأجناس المرشحة للفوز بالجوائز، وبين متحفظ على ذلك؛ كون جوائز الرواية محليا خجولة، وبين رافض فكرة الجائزة؛ كون السوق معنيا بالشعر. يرى الروائي عواض شاهر أن جوائز سوق عكاظ بسبب كثرتها في حاجة ماسة إلى دراسة متخصصة تقيّم ما أنجز منها حتى الآن وتتقصى أثره ومآلاته في المدى القريب والبعيد، وما إذا كان هذا الكم من الجوائز ملائما للحراك الثقافي بشكل عام ويستوعبه ويعلي من زخمه بمقاربات صحيحة وسليمة، أم ليست أكثر من مظاهر احتفالية تتوالى مواسمها بطريقة تراكمية بعيدة عن التأثير المباشر والتغيير النوعي في الشأن الثقافي عامة. وأضاف شاهر لا أشكك في الخطط والغايات التي قامت عليها هذه الجوائز، إنما أتساءل عن غياب الدراسات التي تبحث وتقيم وتضع التوصيات. ويؤكد أن جائزة الرواية جزء من هذا التوجه، إذ الجوائز -في حد ذاتها- ليست قضية مهمة، إنما المهم هو هل فعلا تحقق كفاية نوعية مهمة من حيث التأثير في ذهنية المبدع أينما كان وإدخاله في الرهان على الإبداع والتميز بصفته المفتاح الأهم في الاستثمار الصحيح في إنتاج عابر للزمن والمراحل، دون أن ندفعه إلى مجرد أن يشارك من أجل قيمة الجائزة المالية أو من أجل أن تشتغل عليه آلة الإعلام الثقافي فترة من الزمن ثم تنساه. لافتاً إلى أن الأولوية في الاهتمام المستدام بالمبدع، سواء فاز بجائزة من جوائز سوق عكاظ أم لم يفز، حيث من المهم أن يكون أحد الأسس القائمة على الاحتفال بالمبدع ذاته كقيمة استثنائية على مدى طويل وليس كمشارك لمرة أو مرتين في جوائز السوق. ويفترض شاهر أن جائزة الرواية تدرج ضمن اهتمامات الأدباء في مؤتمر الأدباء القادم لأن الجائزة تخصهم ومن المهم الاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم في هذا الخصوص. فيما يرى الروائي إبراهيم شحبي أن جوائز الرواية لدينا خجولة لا تقبل إلا ما رخصه الرقيب المحلي، وليس لها آلية واضحة ومعايير ثابتة كجوائز العرب والعجم، ويؤيد وجودها لما فيه من بصيص أمل سواء في سوق عكاظ أو غيرها. فيما تبنى الروائي عمرو العامري موقفا ضد ثقافة الجوائز كونها غالبا تثير حولها الجدل حول استحقاقها وكيفية الاختيار، وهل يتقدم المبدع للجائزة أم تبحث عن إبداعاته لجنة الجائزة إلى ما هنالك. وأضاف سبق أن رأينا روايات فازت وكتباً نالت جوائز وشعراء وقصائد وكانت بعيدة عن الإبداع والسبب ثقافة وخلفيات ومرجعيات لجنة الجائزة وحتى جوائز شاعر عكاظ لم يكن معظم شعرائها مقنعين. ويرى أن سوق عكاظ كان سوقا للشعر ويفترض أن يظل معنيا بالشعر، وعلى الرواية أن تبحث عن منابر أخرى وهي كثيرة.
مشاركة :