طوكيو رويترز عبَّر إمبراطور اليابان اكيهيتو (82عاماً) في خطاب نادر للشعب ألقاه عبر الفيديو أمس، عن قلقه من عدم تمكنه من أداء مهامه بشكل كامل بسبب تقدمه في العمر في تصريحات اعتبرت على نطاق واسع تلميحاً لرغبته في التنازل عن العرش. وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.اتش.كيه) ذكرت الشهر الماضي أن اكيهيتو الذي خضع لجراحة في القلب ولعلاج من سرطان البروستاتا يريد التخلي عن العرش في غضون سنوات قليلة وهي خطوة لم تحدث من قبل في تاريخ اليابان الحديث. وينص دستور اليابان على أن الإمبراطور رمز للدولة ووحدة الشعب. وهو لا يملك سلطة سياسية. وكان الإمبراطور يُعد إلهاً في يوم من الأيام. وأحجم اكيهيتو عن القول صراحة إنه يرغب في التخلي عن العرش مما قد يُعد تدخلا في السياسة. وقال «عندما أفكر في أن مستوى لياقتي البدنية يتراجع تدريجياً، فإنني أخشى أنه قد يصبح من الصعب علي أداء واجباتي كرمز للدولة بكل ما أملك من طاقة مثلما أفعل حتى الآن». وورث اكيهيتو العرش عام 1989 بعد وفاة والده هيروهيتو الذي خاضت اليابان الحرب العالمية الثانية في عهده. وسعى لتضميد جراح الحرب في آسيا خلال رحلات في الخارج وعمل على تقريب العائلة الإمبراطورية من الشعب. ويقول خبراء إن اكيهيتو يؤمن بشدة بأن أداء الإمبراطور لواجباته على نحو كامل جزء لا يتجزأ من دوره الدستوري. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية العظمى من اليابانيين يتعاطفون مع رغبة الإمبراطور في التنازل عن العرش لكن الأمر يتطلب تعديلات قانونية. وقلص اكيهيتو من واجباته الرسمية في الآونة الأخيرة ويحل محله وريثه على العرش ولي العهد ناروهيتو (56 عاماً). لكن الإمبراطور قال أمس، إن هناك حدوداً لذلك. وبدا أنه يشكك فيما إذا كان من الملائم إتباع نظام حالي يسمح لناروهيتو بتولي المنصب بصفته وصياً على العرش إذا عجز والده عن القيام بمهامه. وقال اكيهيتو «حتى في مثل تلك الحالات (من الوصاية على العرش) فإن ذلك لا يغير من حقيقة أن الإمبراطور يبقى إمبراطوراً إلى أن تنتهي حياته حتى وإن كان غير قادر على أداء واجبات الإمبراطور بشكل كامل». وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحفيين إن من الضروري التفكير في الخطوات التي يمكن اتخاذها في ضوء عمر الإمبراطور والأعباء المترتبة على واجباته الرسمية. ولم ينجب ناروهيتو سوى ابنة. ولا يحق للإناث وراثة العرش في اليابان، لذا فإن الولاية ستنتقل بعد ناروهيتو إلى شقيقه الأمير اكيشينو ثم إلى ابن أخيه هيساهيتو البالغ من العمر تسع سنوات. وهذا هو ثاني خطاب للشعب يلقيه اكيهيتو عبر الفيديو وكان الأول بعد زلزال ضخم وتسونامي وأزمة نووية هزت شمال شرق اليابان في مارس 2011. من جهة أخرى أمرت وزيرة الدفاع اليابانية المعينة حديثا تومومي انادا أمس جيش بلادها للاستعداد لتدمير أية صواريخ يمكن أن تطلقها كوريا الشمالية وتهدد البلاد، بحسب الإعلام المحلي. وذكر تلفزيون «إن اتش كاي» العام أن الوزيرة أصدرت الأمر دون أن تتطرق إلى أي مؤشر على أن بيونغ يانغ تستعد لإطلاق مثل هذه الصواريخ. والأسبوع الماضي عيَّن رئيس الوزراء شينزو ابي صديقته المقربة انادا المعروفة بأرائها القومية المتشددة، في منصبها الجديد. وقال التلفزيون إنه من المتوقع أن تجدِّد انادا الآمرة بالاستعداد كل ثلاثة أشهر حتى تبقي طوكيو على حالة التأهب. ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع التعليق على تقرير التلفزيون. ويأتي إطلاق الصاروخين في أعقاب تهديد كوريا الشمالية بـ «عمل فعلي» بسبب نشر نظام صاروخي أمريكي متطور مضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية، وقبل أسابيع من بدء مناورات كورية جنوبية أمريكية مشتركة واسعة.
مشاركة :