«ماسبيرو زمان»: نوستالجيا لزمن الأبيض والأسود

  • 8/9/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن التلفزيون المصري في حزيران (يونيو) 2016 إطلاق البث التجريبي لقناة «ماسبيرو زمان»، وبدأ البث الرسمي للقناة في الرابع من آب (أغسطس) الجاري. خرجت القناة للنور وهي تحمل شعار «من فات ماسبيرو تاه» وتَعرض مواد من التراث التلفزيوني القديم مثل الأفلام والمسلسلات والسهرات التلفزيونية وأغانٍ وبرامج منوعة ولقاءات حوارية مع شخصيات أدبية وثقافية مصرية، إضافة الى مباريات كرة القدم الشهيرة في زمن «الأبيض والأسود». حازت القناة، منذ بداية انطلاقها التجريبي، على اهتمام المشاهد المصري ربما لأنها أعادته إلى زمن يشعر بالحنين إليه، كما جذبت أيضاً أجيالاً من الشباب لم تعاصر تلك الفترات البعيدة فعايشتها من خلال ذلك التراث، حيث تنتمي المواد التراثية المعروضة لزمن اتسم بالرقي واحترام القيم وهو ما لم يعاصره كثر من الأجيال التي ربما وجدت مبتغاها في قناة تلفزيونية تحلق بهم في أزمنة راودهم الحلم للعيش خلالها بعيداً من زمن تنافس فيه البعض على عرض القبح والإثارة من أجل جذب الجمهور. حسين زين رئيس قطاع القنوات المتخصصة والمشرف على قناة «ماسبيرو زمان» يُطلع «الحياة» عن بداية القناة: «عندما توليت مسؤولية رئاسة قطاع القنوات المتخصصة بالتلفزيون المصري عام 2014 عزمت أن أجمع كل مواد التراث والإبداعات التي أنتجها التلفزيون المصري منذ تأسيسه في ستينات القرن العشرين. راودتني الفكرة في آب 2014، ثم تمت بلورتها من خلال تشكيل فريق عمل من أجل جمع وإعداد المواد التراثية وتنقيحها تمهيداً لعرضها على القناة المزمعة حينذاك». يضيف زين أن الهدف من القناة هو عرض تراثنا الذي أنتجه التلفزيون المصري حيث يحوي كنوزاً من الإبداعات والرقي، الى جانب تعريف الأجيال الحالية بهذه الأعمال سواء البرامج أو الأفلام أو الوثائقيات وتعريفهم بمذيعين وشخصيات عامة ربما سمعوا عنهم ولكن لم يعرفوهم. أردنا تقديم هذه الأعمال كهدية للمتلقي من مكتبة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري». وسئل هل التلفزيون المصري الآن لا يستطيع أن ينافس فاضطر للعودة إلى مخزونه التراثي، فأجاب زين بالنفي قائلاً: «نحن الآن نقوم بإعادة تقويم للقنوات التلفزيونية من أجل تطويرها ونُعد خطة فعلية لذلك، وبالفعل لدينا قنوات ناجحة وتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة مثل قناة «النيل للرياضة»، كما انه يجري تطوير كل القنوات الأخرى التي تنتظر انطلاقاً جديداً بمجرد الانتهاء من تغيير وتطوير البرامج والمحتوى». وعما يميز قناة «ماسبيرو زمان» عن غيرها، خصوصاً أن قنوات التلفزيون المصري وأيضاً القنوات الخاصة اتجهت منذ فترة لعرض محتويات ومسلسلات قديمة يقول زين: «نعرض من خلال قناة «ماسبيرو زمان» كل التراث المملوك لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الذي لم يخرج للنور من قبل وعلى رغم أن جزءاً من تراثنا تمت سرقته في ما مضى لكنه لا يتجاوز 20 في المئة مما يمتلكه الاتحاد، وبالتالي لدينا ما يميزنا لعرضه وما لم يسبق للجمهور مشاهدته». ويشير زين إلى أن هناك خطة تهدف للحفاظ على هذا التراث لأنه تمّت سرقة بعض هذا التراث والتربح منه مالياً من خلال بيعه، ولذا قمنا بتسجيل كل الأعمال التراثية على غوغل، فبدأنا باسترجاع تراثنا المنهوب وتسجيله باسم اتحاد الإذاعة والتلفزيون من طريق بصمة إلكترونية يتبعها تسجيل هذا التراث على محرك البحث، ما يمنع أي شخص أو جهة من عرضها اذ يقوم غوغل بحذفها. ناهيك بأن الأعمال المعروضة على القناة تحوي علامة مائية نضعها حفظاً لحقوق الملكية». وعن نسبة مشاهدة القناة وإقبال الجمهور عليها، يوضح زين أن قناة «ماسبيرو زمان» تتمتع بنسب مشاهدة مرتفعة منذ اليوم الأول للبث التجريبي، فخلال الأسبوع الأول كانت نسبة المشاهدة تتجاوز 400 ألف مشاهد، وبعد انطلاق البث الرسمي وصلت النسبة إلى ما يزيد على 5 ملايين مشاهد». ويضيف: «انهالت على القناة عروض إعلانية تجرى دراستها من كل النواحي، سواء الاقتصادية أو من نواحي العرض». وبالنسبة الى جمهور القناة يقول زين: «نستهدف الجمهور بجميع شرائحه من خلال برامج مختلفة سواء الأطفال أو الشباب أو حتى الكبار الذين عاصروا هذه الأعمال، كما أن القناة تعرض أيضاً برامج حوارية ورياضية». وهل ستعتمد القناة على تراث التلفزيون فقط أم ستعرض مواد تراثية أخرى من خارج مكتبة التلفزيون المصري، يقول زين: «هدفنا عرض التراث بشتى أنواعه، فخلال ذكرى «ثورة 23 يوليو» أمدتنا السيدة هدى عبدالناصر بمواد جديدة لخطب ولقاءات الرئيس جمال عبدالناصر، وقدم كثير من الأفراد ممن لديهم مواد تراثية وأرشيفية لنا مواد تراثية لا تحويها مكتبة اتحاد الإذاعة والتلفزيون».

مشاركة :