عودة أسعار النفط للتراجع في الآونة الأخيرة لتصل إلى مستويات الثلاثينيات دولاراً للبرميل في مطلع العام، دفعت البعض من أعضاء منظمة أوبك إلى وقف حدة النزاعات والنظر في انتهاج عمل مشترك، لاسيما إذا ما انهارت أسعار النفط مجددا وقد أعاد مجرد التلميح الى إمكانية عقد إجتماع غير رسمي للمنظمة في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل على هامش منتدى الطاقة الدولي في الجزائر الى طاولة البحث إمكانية دخول أوبك مجددا الى السوق كلاعب أساسي بإمكانه التحكم في الأسعار، ما أدى الى موجة صعود لأسوق البترول مطلع الأسبوع وصلت الى 3% ودفعت خام غرب تكساس الوسيط فوق 43 دولارا للبرميل إثر كشف الرئيس الحالي لمنظمة أوبك، وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة عن اجتماع الجزائر. ورأت محللة RBC Capital Markets لاستشارات النفط حليمة كروفت أن الدول الأعضاء في المنظمة قد لا تتخذ إجراءات هامة إلا أنها من الممكن أن تشكل لجنة لدراسة المقترحات التي كانت فنزويلا طرحتها في الربيع الماضي. ولكن منذ أن وافقت منظمة أوبك في نوفمبر 2014 على أن ترك حرية تحديد الأسعار للسوق، يسعى عدد من أعضاء أوبك المتضررين من تراجع مستويات الأسعار الى تجميد الإنتاج سعياً لاستعادة المنظمة سيطرة أكبر على التسعير من خلال الإنتاج، إلا أن محاولاتهم قد مُنيت بالفشل. وقامت المملكة العربية السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في أوبك بقيادة خطط إنهاء حصص الإنتاج وترك أمر التسعير للسوق، وجاء هذا التوجه مع إستمرار دول أعضاء وغير أعضاء في أوبك بضخ مستويات عالية الامر الذي أغرق السوق بمزيد من الخام ودفع بالأسعار نحو الهبوط. وكانت المملكة العربية السعودية ذكرت مراراً بانها لن توافق على أي صفقة تتعلق بالإنتاج ما لم تتم الموافقة على كافة الإجراءات المقترحة ةمنها مشاركة إيران في الخطة، وهو ما رفضته طهران التي تعمل على إعادة صادراتها النفطية الى مستويات ما قبل فرض العقوبات الدولية عليها بسبب برنامجها النووي. وقوبلت عودة إيران بحرب أسعار في الوقت الذي يناضل فيه المنتجون للمحافظة على حصصهم في السوق، وفي هذا السياق تشير حليمة كروفت الى أنّ معركة الأسعار القائمة لا تصدق، معتبرة أنّ المشكلة تتمثل بالإنتاج الأميركي وطلب أقل داخل الولايات المتحدة، ما جعل الأمور تتحول إلى معركة لآسيا، ومعركة داخلية في منظمة أوبك كما يقوم العراق بحشد اعدادٍ كبيرة من البراميل نحو الصين.. إنها معركة شرسة من أجل الوصول إلى السوق الآسيوية، إنهم يتنافسون ضد روسيا. أما روسيا الدولة غير العضو في أوبك والتي تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم، ستكون أساسية في أي صفقة لتجميد أو خفض الإنتاج، وقد نقلت الصحف عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله أن موسكو ستكون مستعدة لبحث تجميد إنتاج النفط إذا انخفضت الأسعار بدرجة كبيرة، كما ذكرت صحف عالمية أنّ الوزير الروسي أبلغ الصحافيين أن بلاده لطالما كانت مستعدة للمفاوضات، وأنه قد يجتمع مع نظيره السعودي خالد الفالح في شهر سبتمبر.
مشاركة :