تعتبر عادة مص الأصبع أو الإبهام وعضه أمراً شائعاً لدى 45% من الأطفال يباشرونه منذ ولادتهم، وهي عملية طبيعية، وقد خلصت دراسة جديدة إلى أنها مفيدة كونها تقلل من تعرضهم للمعاناة من الحساسية فيما بعد. هاتان العادتان يطورهما الأطفال داخل أرحام أمهاتهم، وتعملان على حمايتهم من الحساسية من بعض الأشياء كعث غبار المنزل والعشب والتراب والفراء، وذلك بسبب تعرضهم للجراثيم في سن مبكرة، وتنبيه الوظائف المناعية للجسد، كما تحميهم العادتان أثناء فترة البلوغ، حتى لو كان الآباء والأمهات يعانون من الحساسية، أو أنهم نشأوا في منزل يحتوي على حيوانات أليفة أو أشخاص مدخنين، وفقاً لصحيفة "تليجراف" البريطانية. ومن جانبه، قال البروفيسور مالكولم سيرز من جامعة ماكماستر الكندية: إن النتائج تتفق مع "نظرية النظافة" التي تشير إلى أن التعرض المبكر للميكروبات أو الجراثيم يقلل من خطر الإصابة بالحساسية، ودرس الباحثون حالة 1037 مشاركاً منذ فترة ولادتهم وحتى البلوغ، وذكر آباؤهم وأمهاتهم أن أطفالهم بدأوا في تبني هذه العادات عندما كانت أعمارهم 5 و7 و9 و11 سنة، ثم تعرض الأطفال لاختبارات خاصة بالحساسية باستخدام اختبار وخز الجلد إيجابي، واختبر الباحثون وجود نوع واحد مشترك من الحساسية على الأقل لدى الأطفال في سن 13 و32 سنة. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تبنوا إحدى هاتين العادتين كان لديهم معدل حساسية أكثر انخفاضاً في عمر 13 سنة من أولئك الذين لم يتبنوا العادتين، وذلك بنسبة 38% مقارنة بنسبة 49%، أما من تبنى العادتين فقد كانت لديهم معدلات خطورة أقل بنسبة 31%، وظلت هذه الحماية خلال حياة المشاركين حتى عند اختبارهم في سن 32. كرر الكاتب الرئيسي للدراسة بوب هانكوكس تعليقات سيرز قائلاً: إن النتائج تشير إلى أن التعرض للميكروبات عند الطفل يقلل من خطر الإصابة بالحساسية.
مشاركة :