حين تابعت حلقات صحوة أنا وأبنائي خلال شهر رمضان المبارك استمتعنا حقيقةً بمعظم الحلقات لما كانت تحمله من شخصيات جاذبة مثقفة صادقة، وأعني الدكتور أحمد العرفج والضيف الدكتور عدنان إبراهيم، هذا أولا، فالمرء مخبوء تحت لسانه، فكرة الصحوة وجمالها أنها كانت تدعو الإنسان للتفكر والوصول إلى الحقيقة من خلال الاستشهاد بما ورد في القرآن والسنة وكافة الديانات والآراء والمذاهب والأعراف والقصص والتجارب الإنسانية. لم تقف صحوة عند حدود ضيقة أو أشخاص معينين أو مذهب معين، لم تناقش الثوابت لأنها ثوابت ولا مجال فيها للنقاش وإنما الطرح كان يناقش الأمور الجدلية الأخرى التي كثر فيها الخلاف وانشغل بها الناس عن واقع الأمور. لقد أحسن العرفج باستضافة هذا المفكر في هذا الوقت من الزمان، ويحسب له الدكتور عدنان كبقية البشر كان يمر بمراحل عمرية مختلفة ولكل مرحلة خصائصها، وأعتقد أن حدته وحماسه السابق في صغره وبداية شبابه وما صدر عنه وأثار حوله الجدل تجاوزه الان وله العذر العمري المرحلي، الان هذا المفكر الجاد الصادق والذي أنعم الله عليه بنور البصيرة والحافظة القوية والحجة الدامغة ينشر تجربته الإنسانية بكل وضوح يتأني يستشهد يناقش بمنطق العقل والفكر، يدعوك حتي للتفكر فيما يقول بل يطالب بمناظرة علنية مباشرة لثقته بنفسه وحجته المبنية على الفطرة والقيم الإنسانية الرفيعة، هو الباحث عن الحق هو المؤمن النير البصيرة والذهن، لم أسمعه يحرم أو يحلل أمراً وإنما يدعوك للتفكر بما وجبه الله عليك كمخلوق متميز عند الله بعقله، أجزم أنه يعي تماما أن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان ثم أنزل القرآن له دستوراً ومنهجاً لحياته صالح لكل زمان ومكان، حتي الموسيقي، دور المرأة الخ الخ، من أنعم الله عليه بنور البصيرة والصدق وسعة الاطلاع والفهم السليم سيفهم ويستوعب ويستنتج ما يطرحه هذا المفكر الذي يجيد عدة لغات ويفهم حضارات الشعوب بل يدرك الدعوة بالموعظة الحسنة وإعمال العقل. صرح لي احد الشباب المبتعثين وكان من رواد الحلقات الدينية بتأثير مدرسيه حتي بداية الثانوية وأمه كانت حريصة على خروجه للتعلم خارج هذا النطاق الذي وقف بابنها للأسف عند حدود ممنهجة ضيقة لا تمت لسلوك الإسلام بصلة، حين غادر ابنها إلى كندا كان بصدد البحث عن ذاته وعن الحقيقة وكان يستمع كثيراً لكبار العلماء والمفكرين وكذلك من على شاكلة ظروفه حتة وصل للدكتور وغاص معه فكرياً ونفسياً، ارتاح له ولفكره وقراءاته الواسعة وبدأ يتبع طريقه ومنهجه في البحث والتفرغ للقراءة والسفر الهادف والنقاش البناء، حتي بلغ الخامسة والعشرين كان الدكتور عدنان رفيقه وقدوته لمدة خمس سنوات أخرجه بفضل الله من الظلمات إلى النور، صرح لأمه المثقفة الواعية، وقد أصبح ولله الحمد رجلا معتدلاً يفهم دوره الإنساني كمسلم، أمي لتعلمي أن هذا المفكر الذي تشاهدينه الآن في صحوة هو من سخره الله لي وهو المؤثر في مشوار بحثي عن الحقيقة أتمنى على الله أن ألقاه لأشكره وأدعو له وأحكي له قصتي معه، أماه حين تحظى مدارسنا بأمثاله سيفهم الطلاب حقيقة وسماحة الإسلام بهدي سوي لسيد البشر نبي الأمة في كل بقاع الأرض. مما رسخ في ذاكرتي من الحلقات الموسيقي والفتوي والمرأة، نتمني استمرار صحوة، نفع الله بكما، امين.
مشاركة :