حذّرت حركة فتح، امس، من خطورة "التحريض" و"التهديد" الإسرائيلي المتكرر بحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معبّرة عن خشيتها من تكرار تجربة الراحل ياسر عرفات. وقال الناطق باسم حركة فتح أحمد عسّاف امس "ننظر الى التهديدات والتحريض الإسرائيلي بحق الرئيس عباس بخطورة بالغة"، وأشار الى أن "هذه التهديدات تصاعدت في الآونة الأخيرة ووصلت إلى حد التلويح بالمس بحياة الرئيس بشكل شخصي"، لافتاً إلى أن هذه التهديدات "تأتي من جهات إسرائيلية مختلفة من اليسار إلى اليمين". ورأى أن هذه المواقف الإسرائيلية تدلل على "رفض الاحتلال للسلام وعدم الجاهزية لدفع استحقاقات السلام"، معتبراً أن "الحملة تتصاعد بهدف الضغط على الرئيس والنيل من عزيمته ودفعه لتقديم التنازلات". وكان مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية وجّهت انتقادات حادّة لعباس على خلفية رفضه الاعتراف بيهودية إسرائيل، وسط تلويح بعزله. ولم يستبعد الناطق باسم فتح أن تقدم إسرائيل على "خطوات متهورة"، لافتاً إلى أن الفلسطينيين يتذكرون ما حصل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وكان عرفات تعرّض للحصار الإسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله عام 2002، قبل أن يصاب بمرض غامض أفضى إلى موته في تشرين ثاني/نوفمبر 2004 وسط اتهامات من الفلسطينيين لإسرائيل بدس نوع خطير من السم في طعامه. ورفض عسّاف التعليق على ما ورد في صحيفة (معاريف) الإسرائيلية امس عن إيفاد إسرائيل مبعوث لمقابلة القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، المقيم في الإمارات، في إطار سعيها لإيجاد بديل عن عباس، قائلاً "لا أعلّق على وسائل إعلام إسرائيلية". غير أن عسّاف شدّد على أن "الرئيس الفلسطيني يمثل الإجماع الفلسطيني ويحظى بتأييد جارف، وهو قائد حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وأي تصعيد بحقه لن يقبله الشعب الفلسطيني". وكانت صحيفة (معاريف) قالت إن إسرائيل تستعد لإمكانية استقالة عباس، ولهذا تعمل على تقوية العلاقات مع مسؤول جهاز الأمن الوقائي السابق محمد دحلان، الذي قالت إنه أبلغ في السابق واشنطن أنه قادر على جلب السلام، مشيرة الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أرسل إليه مبعوثاً خاصاً لهذا الغرض. على الارض إعتقل الجيش الإسرائيلي امس 7 فلسطينيين خلال حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية. وقال مصدر حقوقي فلسطيني إن القوات الإسرائيلية اعتقلت شابين بعد مداهمة منزليهما في بلدة عزون شرق قلقيلية، و3 شبان آخرين في بلدة حوارة جنوب نابلس، وشخصاً سادساً من البلدة القديمة في الخليل. وذكر المصدر أن القوات الإسرائيلية اعتقلت في وقت مبكر صباح امس، شاباً فلسطينياً من سكان مدينة القدس المحتلة من داخل ساحات المسجد الأقصى، بعد مناوشات مع شبان مقدسيين. وقال شهود إن قوات إسرائيلية اقتحمت ساحات المسجد الأقصى، ووقعت مناوشات بينها وبين شبان فلسطينيين كانوا يتواجدون في المكان.
مشاركة :