وصلت مدمّرة للقوات البحرية الأميركية تحمل صواريخ موجهة، الى ميناء كينغداو شمال الصين أمس، في أول زيارة لسفينة حربية أميركية منذ رفض بكين قرار محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، والذي اعتبر أن «لا أساس قانونياً» لإعلانها سيادتها على بحر الصين الجنوبي. وأجرت المدمّرة «يو أس أس بينفولد» تدريب إشارة مع البحرية الصينية، فيما قال قائدها جاستن هارتس أن الزيارة هدفها «بناء علاقات» مع النظراء في الصين. لكنه أحال الأسئلة حول التوتر في بحر الصين الجنوبي، الى قيادة المحيط الهادئ في هاواي. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي اعتبر الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة واليابان وأستراليا «تصبّ الزيت على نار» التوترات الإقليمية، بعدما أصدرت بياناً مشتركاً حضّ بكين على الامتناع عن تشييد ثكنات عسكرية أو استصلاح أراضٍ، في المياه المتنازع عليها. وكانت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي أصدرت قرارها في تموز (يوليو) الماضي، بعد دعوى رفعتها الفيليبين. واعتبرت المحكمة أن بكين «انتهكت حقوقاً سيادية» لمانيلا. طفي السياق ذاته، بدأ الرئيس السابق للفيليبين فيدل راموس زيارة إلى هونغ كونغ تستغرق خمسة أيام، لتحسين العلاقات مع الصين. وقال ناطق باسم الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي أن الزيارة «قد تمهّد لمحادثات ديبلوماسية» مع بكين. وأضاف أن راموس «سيجتمع مع أصدقاء قدامى، وربما يلعب مباريات غولف». وقبِل راموس (88 سنة) عرضاً من دوتيرتي بأن يكون مبعوثاً خاصاً إلى الصين، بعد قرار محكمة لاهاي. لكن الرئيس السابق أجاب عن سؤال هل سيثير مسألة الحكم، قائلاً: «هذه ليست مهمتي. لست أنا من سيثير هذا الأمر. مهمتي تحسين العلاقات مع الصين». وأشار الى أن مسؤولين من البلدين سيجرون محادثات رسمية. واعتبرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن زيارة راموس تشكّل «أول خطوة ملموسة» في اتجاه التعامل بين الطرفين، مشيرة الى أنها «قد تفتح فصلاً جديداً في تسوية النزاعات». الى ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا أن بلاده ستواصل حضّ بكين على الامتناع عن تصعيد الوضع في بحر الصين الشرقي، في وقت تردّ فيه بحزم وبهدوء بعد دخول سفن رسمية صينية مياهاً قرب ما تعتبره طوكيو مياهها الإقليمية حول جزر متنازع عليها. في غضون ذلك، خالف نواب كوريون جنوبيون توجيهات حكومتهم، وتوجّهوا الى بكين لمناقشة مسألة نشر الدرع الصاروخية الأميركية المضادة للصواريخ «ثاد»، لمواجهة «تهديدات» كوريا الشمالية. وفي خطوة تغضب الصين، إذ تعتبرها خطراً على أمنها القومي. وقال كيم يونغ-هو، أحد النواب الستة الذين ينتمون الى حزب «مينجو» الليبرالي، ان الدافع الوحيد لتحرّكهم هو تهدئة التوتر، مضيفاً: «نأمل بإعادة بعض الدفء الى العلاقات الباردة بين بكين وسيول». لكن الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون - هي اعتبرت أن الزيارة ستأتي بنتائج عكسية، وزادت: «في قضايا الأمن القومي، يجب ألا يكون هناك خلاف بين الغالبية والمعارضة. بعض الساسة يُطلق تأكيدات سخيفة تفيد بأن نشر ثاد لن يقدّم سوى أعذار جديدة لكوريا الشمالية لتقوم بمزيد من الأعمال الاستفزازية، وهذه ذريعة قريبة جداً من موقف الشمال».
مشاركة :