سرعة استجابة الإمارات للطوارئ.. حرفية واستراتيجية وأمان

  • 8/11/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تظهر قوة الأمم العريقة في الشدائد والمحن، ويتجلى المعدن الأصيل لأبنائها في الملمات، حيث ينصهر الجميع في بوتقة واحدة، تتضاءل خلالها التضحيات وإن جاءت كبيرة، والأرواح وإن كانت غالية. فمرة أخرى تثبت دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم أنها على قدر التحدي، وأنه مهما كانت الصعوبات فإنها على القدر نفسه من الاستعداد لمواجهتها والتغلب عليها، بل وقهرها والوصول إلى بر الأمان، متسلحة في ذلك بعزيمة قادة أوفياء، ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فوهبوا أراوحهم فداء لهذا الوطن. ورغم توالي الأحداث سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فإن الإمارات أبت إلا أن تكون نموذجاً في التعامل معها، ورقماً صعباً في التصدي لها، لتؤكد للعالم مجدداً أن أبناءها لا يرضون عن المركز الأول بديلاً. فقد أظهرت دولة الإمارات من خلال تعاطيها مع الحريق الذي شب في طائرة طيران الإمارات رقم إي كيه 521 القادمة من الهند يوم الثالث من شهر أغسطس/آب الجاري كفاءة عالية وقدرة فائقة وسرعة استجابة قياسية في التعامل مع حالات الطوارئ، ما نتج عنه خروج جميع ركاب الطائرة الذين بلغ عددهم 282 راكباً و18 من أفراد طاقمها سالمين بعد أن تم إجلاؤهم بسلام في وقت قياسي قبل أن تندلع النيران في جسم الطائرة. الوقت القياسي الذي اختطه دولة الإمارات كنهج للتعامل مع أي حادثة يعد العامل الأساسي في الخروج منها بأقل الخسائر، ففي هذه الحادثة لم يستغرق إجلاء الركاب من على متن الطائرة سوى دقائق من خلال احترافية أبهرت العالم في التعامل مع مثل هذه الحوادث، و45 ثانية أخرى من أجل وصول رجال الدفاع المدني لموقع الحادث والتعامل أيضاً باحترافية كبرى لإخماد الحريق. وعلى الفور ومنعاً للشائعات التي قد تصاحب مثل هذه الحوادث، عقد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، مؤتمراً صحفياً بين فيه أسباب الحادث، وما تم تنفيذه من إجراءات للتعامل معه، والوصول إلى هذه النتيجة، وهي سلامة جميع الركاب الذين كانوا على متن الطائرة، مشيداً في هذا السياق بالحرفية العالية التي تعامل بها طاقم الطائرة مع الركاب، حيث قام بإجلائهم من على متنها بسلام. ونظراً لتفاني أبناء الإمارات في أداء واجبهم الوطني المنوط بهم على الوجه الأكمل، فقد راح ضحية لهذا الواجب أحد أبناء الوطن جاسم البلوشي الذي دفع حياته ثمناً ضارباً أروع الأمثلة في التفاني في أداء واجبه مع رفاقه من رجال الدفاع المدني، فلقي ربه شهيداً، ونعته الإمارات بكل فخر وعزة. وما حدث بالأمس القريب في مطار دبي يعيد للأذهان الكفاءة العالية التي أثبتتها من خلال مواجهتها حريق فندق العنوان في دبي ليلة رأس السنة من العام الجاري 2016، حيث أكدت من خلاله أجهزة الدولة المتخصصة كافة أنها على أتم الاستعداد للتعامل مع كل طارئ أو حادث بسرعة ونجاعة فائقتين. وأسهمت السرعة الكبرى التي تعاملت بها فرق الدفاع المدني مع الحادث في السيطرة على الحريق في وقت قياسي لم يتعد ثلاث ساعات ونصف الساعة فقط، كما قامت بإخلاء نحو ثلاثة آلاف نزيل كانوا في الفندق بطريقة سلسة وآمنة، ووفرت لهم أماكن بديلة مباشرة، بينما واصل الجمهور الذين قدموا من مختلف دول العالم بأعداد ضخمة احتفالاتهم بالعام الجديد. إشراف القيادة المباشر هذه العملية أظهرت للقاصي والداني أن دولة الإمارات حققت مؤشرات السرعة والاستجابة العالمية في التعامل مع الحالات والحوادث الطارئة، خاصة أن هذه الحادثة تمت تحت إشراف مباشر من قبل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي أكد أن الحفاظ على أرواح الناس هدف استراتيجي لوزارة الداخلية التي تعمل وفق مؤشرات عالمية في سرعة الاستجابة. ولم يكن هذا ليتحقق لولا اهتمام قيادتنا الرشيدة بتأهيل الأجهزة المتخصصة، وتوفير كل ما تحتاج إليه من أجل القيام بعملها على الوجه الأكمل، ولولا إخلاص أبناء هذه الأجهزة الذين لم يوفروا أي جهد، بل خاطروا بحياتهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين من مواطنين ومقيمين وسياح. هذه العملية أبهرت الجميع سواء في سرعة الاستجابة القياسية أو في طريقة التعامل معها، وأدت إلى إجلاء جميع النزلاء في فترة قياسية، وإنقاذ جميع الأرواح وتأمينها دون إثارة الذعر أو اتخاذ أي إجراءات معرقلة للحركة أو مقيدة للحريات. الوقت القياسي والاحترافية في مواجهة الحوادث نهج إماراتي في حادثة أخرى، أثبتت الأجهزة المعنية في دولة الإمارات أنها على قدر المسؤولية، وأن أرض الإمارات واحة للأمن والأمان من خلال سرعة إلقاء القبض على قاتلة المدرسة الأمريكية أبوليا ريان التي كانت تعمل في أبوظبي في الجريمة المعروفة إعلامياً ب شبح الريم التي تم الحكم فيها على المتورطة بالإعدام إنفاذاً للقانون. فبعد ساعات قليلة أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على الجانية، مؤكدة أن دولة الإمارات لن تتساهل مع الإرهاب، وهي حازمة وحاسمة في قطع دابره وأن تطبيق القانون يصون المجتمع وأفراده، وأنها ظلت على مدى تاريخها عنواناً للاستقرار ومثالاً للترابط الاجتماعي، ولا يعكر صفو هذا النموذج أحياناً سوى ممارسات لا تمت للمجتمع الإماراتي بصلة، وهو ما يسم هذه الجريمة بالفردية والدخيلة على المجتمع. وانتهاجاً لمبدأ الشفافية الذي تتعامل به دولة الإمارات مع مختلف الأحداث الجارية على أرضها كشف وقتها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان عن تفاصيل تلك الجريمة النكراء التي وقعت في أحد المراكز التجارية في جزيرة الريم في أبوظبي، مؤكداً سموه أنه تم تحديد هوية المشتبه بها في أقل من 24 ساعة، والقبض عليها خلال أقل من 48 ساعة. هكذا تتعامل دولة الإمارات العربية المتحدة مع الحوادث التي تقع على أرضها الطيبة، باعثة رسالة لكل من يعيش على أرضها أنه سيظل ينعم بالأمن سواء أكان من المواطنين أو المقيمين أو الزائرين.. وفي الوقت نفسه مجسدة صورة ملحمية قل نظيرها في أي دولة بالعالم متمثلة في التلاحم بين القيادة والشعب وروح التفاني التي تربى عليها أبناء هذا الوطن الذين يجودون بالنفس والمال والولد من أجل رفعة هذا الوطن. (وام)

مشاركة :