أوضحت الأخصائية النفسية نوال الزهراني، أن التنافسية في بيئة العمل، تحمل دلالات كثيرة ولها أثرها الكبير على صحة الإنسان وكذلك في بيئة العمل، وقالت: «التنافس هو حالة انفعالية تشتد فيها الدوافع ويتداخل فيها الصراع مع الرغبة العارمة بالتفوق في العديد من المشاعر». وأضافت «للمنافسة خصائص مركبة، وعند تناولنا لأثر المنافسة على بيئة العمل فإنني أشدد على الأثر الإيجابي والذي يسمو الإنسان إلى آفاق واسعة من العطاء والإنتاجية، وهو الوقود الفعلي الذي يشعل الهمة ويستحدث الإبداع وهنا أعني تنافس الفرد مع ذاته على اعتبار أن العظمة الحقيقية للكون تكمن في قلب الإنسان الذي يوحي للعقل فيستلهم طاقاته وينطلق في فضاء رحب من القدرات التي يحملها بين ثناياه، وقد يجهلها حجما ونوعا ويقود إلى شرف البناء». وأردفت الزهراني «أما التنافس المعروف في بيئة العمل بين الزملاء فهو هدر للطاقات ومصيدة لقدرات الفرد لأنه مقنن بسقف محدد من الأداء، ناهيك عن ما تحمله سيكولوجية التنافس بين الزملاء من حالة القلق والتوتر والصراع والرغبة بالتفوق على الآخر في محاولة للوصول الأسرع من الآخرين» وزادت «ينتج عن هذه الحالة غياب روح الفريق ونمو حب الذات والأنانية والرغبة في الاستحواذ على الانتباه وضعف الثقة بالنفس، كونه ينظر إلى الآخرين دوما بأنهم أفضل منه، فلا يفطن لإمكاناته ومهاراته التي تمكنه من تحقيق جدارته، فيظل يشعر بالدونية، وبما يؤدي إلى انحراف الهدف العام من الاتجاه نحو المصالح العامة لجهة العمل، وتمزق روابط الولاء بين الموظفين أنفسهم». وخلصت بالقول «هذه التصرفات بلا شك تنعكس سلبا على الأداء، وتصرف الموظفين عن الرغبة في التطوير لانشغالهم بالآخر، وبالتالي أفول القيمة والانشغال بالمكيدة والإيقاع بالآخرين من أجل البروز، فيظل العطاء مرهونا بالمصالح الشخصية وتحقيق التفوق الذاتي، فلا يرتقي الأداء إلى مستوى شرف الريادة».
مشاركة :