يوم تسود وجوه وتبيض وجوه !!

  • 8/12/2016
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

قال أمير الشعراء أحمد شوقي : ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا هناك عبارة تقول (الشجاعة ﻻ تعرف المستحيل) وهو ماحققه البطل الرامي فهيد الديحاني يوم الأربعاء الموافق 10 أغسطس الجاري عندما أحرز الميدالية الذهبية في مسابقة الدبل تراب الذي يعتبر حدث تاريخي لأن الرامي أحرز الميدالية البرونزية في أولمبياد سيدني سنة 2000 وكذلك أولمبياد لندن في لندن سنة 2012 وهذه أول مرة يحصل على الميدالية الذهبية رغم الظروف الصعبة سواء الجوية أو المعنوية لأنه يلعب تحت العلم الأولمبي وليس علم الكويت ولهذا ما حققه البطل الرامي فهيد الديحاني إنجاز تاريخي في كل المقاييس فقد حقق المستحيل. نقول بيض الله وجهك ووجه كل من شارك معك في أولمبياد ريو دي جانيرو فقد تحملوا المشاق وماﻻ يطاق لدرجة أنهم تحملوا حتى مصاريف المشاركة وكل ذلك لسبب واحد هو أن يرتفع اسم الكويت عاليا وهو شعور جميل ﻻ يعرف طعمه إﻻ من يمر بهذه الظروف القاسية عندما يتعامل هؤﻻء الأبطال معاملة اللاجئين وﻻ يسمعون النشيد الوطني وﻻ يرون العلم الكويتي يرفرف عاليا وهو شعور مؤلم وقاس ﻻيقلل من شأن هؤﻻء الأبطال وبالأخص الرامي فهيد الديحاني بل يرفع من قدرهم لأنهم تحدوا الصعاب والمستحيل لتحقيق أهدافهم وهو الوقوف على منصة التتويج ونيل الميدالية الذهبية التي نعتقد أنها مفاجأة من العيار الثقيل لكل من شارك وساهم في استمرار الإيقاف. أيضا نقول للحكومة وكذلك المجلس أنكم السبب المباشر في هذه المهزلة الرياضية التي ينطبق عليها المثل القائل (يافرحة ماتمت) فقد اختلط الشعور بالفرح مع الشعور بالحزن والكآبة لأن الميدالية الذهبية والإنجاز التاريخي لن يسجل باسم الكويت ويكفي شعور الرامي فهيد الديحاني بالحسرة عندما يقف على منصة التتويج وﻻ يسمع النشيد الوطني ولا يرى علم الكويت يرتفع عاليا وهو شعور شاركه فيه كل أهل الكويت بسبب الفشل الذريع للحكومة وكذلك المجلس في اﻻنصياع لمطالب اللجنة الأولمبية الدولية ورفع الإيقاف كما حدث في سنة 2012 عندما تعهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بتعديل القوانين وتم رفع الإيقاف آنذاك وكان ممكن أن تتعهد الحكومة بتعديل القوانين وتدعم الأبطال الكويتيين حتى يشاركوا تحت علم الكويت ،إن البطل الرامي فهيد الديحاني لم يفرح أهل الكويت بل إنه شرف العرب في الأولمبياد لأنه البطل الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز حتى الآن فهو فخر للعرب وللكويت ولكن هذا البطل خسارة في حكومة ومجلس مشغولين عن الشباب الكويتي والرياضة الكويتية بأمور تافهة مثل رفع أسعار البنزين فقد عقدوا عدة اجتماعات ولم يتفقوا على شيء ولم يكن في حساباتهم الإنجاز التاريخي للرامي فهيد الديحاني لأنهم فاشلون ﻻيشعرون بطعم النجاح. نحمد الله أن المشاركة الرمزية للأبطال الكويتيين تحت العلم الأولمبي لم تذهب سدى وكان ختامها ذهب ومسك، وﻻينفع الحكومة والمجلس بعد الآن أي تحرك لرفع الإيقاف لأنهم ضيعوا الفرصة الذهبية للمشاركة تحت العلم الكويتي بالمكابرة وعدم الشعور بالمسؤولية والمثل يقول (إذا فات الفوت ماينفع الصوت) وعلى الحكومة والمجلس أن ينشغلوا في أمور أخرى لأنهم فشلوا في المجال الرياضي وقد يكون هذا الأولمبياد هو الأخير للمشاركة في البطوﻻت الدولية لأن عدم المشاركة حفظ لماء الوجه وعدم تشويه سمعة الكويت بالخارج لأنها الدولة الوحيدة من بين 207 دول تشارك تحت العلم الأولمبي بالإضافة للاجئين السوريين . كان بالأمس السواد يطغي على وجه الحكومة والمجلس لسببين أوﻻ الفشل في رفع الإيقاف عن النشاط الرياضي والثاني الفشل في التوصل ﻻتفاق حول زيادة البنزين والإصرار على تنفيذ القرار والبياض يطغي على وجه الأبطال المشاركين في أولمبياد ريو دي جانيرو حيث إنهم أثبتوا وجودهم في الأولمبياد إضافة إلى تحقيق إنجاز تاريخي للبطل الرامي فهيد الديحاني. ﻻندري هل وصلت الرسالة للحكومة والمجلس ويعترفوا بالخطأ إن لم تكن الجريمة التي ارتكبوها بحق الكويت بحرمان أبطال الكويت المشاركين وكذلك أهل الكويت من سماع النشيد الوطني ورؤية العلم الكويت يرفرف خفاقا بين أعلام الدول أم أن الحكومة وكذلك المجلس سوف ينسون ماحدث من إنجاز تاريخي وتعود حليمة لعادتها القديمة في العناد والمكابرة على حساب مصلحة وسمعة الكويت والتفرغ لوثيقة الإصلاح اﻻقتصادي الخرطي التي تحرق جيوب المواطنين وتنفخ كروش التجار وتضخم أرصدتهم بالبنوك. أحمد بودستور

مشاركة :