ناصر الجابري (أبوظبي) استضاف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس الأول محاضرة بعنوان التنمية ودورها في مواجهة الإرهاب بمقر المركز في أبوظبي، ألقاها اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، بحضور الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وفضيلة الشيخ علي الهاشمي المستشار الديني بوزارة شؤون الرئاسة، ومعالي الدكتور رياض ياسين وزير خارجية جمهورية اليمن السابق، وعدد كبير من الدبلوماسيين، وكبار الشخصيات، ورجال الأعمال، وممثلي وسائل الإعلام. وأشاد اللواء خالد فودة في بداية المحاضرة بالدور الريادي الذي يقوم به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في تنوير الفكر، والعقل، وبإسهامات مديره العام الدكتور جمال سند السويدي من خلال مؤلفاته الثريّة، وكتبه النيّرة، مؤكداً متانة العلاقات الإماراتية المصرية، التي تعد علاقة تاريخية تشهد لها المواقف، والأحداث. وقال اللواء فودة: «إن قضية الإرهاب تشكل خطراً جسيماً على المجتمع، نظراً إلى ما تؤدي إليه من تهديد للأمن، والممتلكات، وانتهاك للحرمات، وتدنيس للمقدسات، وخطف، وقتل للآمنين، فآفة الإرهاب التي تعانيها الإنسانية اليوم، امتدت لتشمل معظم دول العالم، كما أسهم التطور العلمي في المعلوماتية، ووسائل التواصل الاجتماعي في تكوين دائرة فاعلة للإرهاب عبر محاولتهم لاستقطاب الشباب، واستغلالهم عبر هذه الوسائل». وأضاف: «الإرهاب هو أي عمل يهدف إلى ترويع الفرد أو الجماعة أو الدولة بغية تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين، ومن المهم معالجة مفهوم الإرهاب، بأقسامه الفردية، والجماعية، والدولية، فالإرهاب الفردي هو الذي يرتكبه الفرد لإرهاب غيره بشكل يتعارض مع القوانين الدولية والمجتمعية، وقد يرجع هذا النوع إلى أسباب فكرية أو عقائدية أو مجتمعية، أما الإرهاب الجماعي المنظم فهو الذي تمارسه جماعات أو هيئات أو دول سعياً لتحقيق أهداف سياسية أو دينية والمثال على ذلك ما تمارسه الجماعات المسلحة، أما الإرهاب غير المنظم فهو ما تقوم به العصابات غير المنظمة بشكل عشوائي إما لتحقيق أهداف خاصة أو لإخلال الأمن العام، أما الإرهاب الدولي فهو ما تقوم به دولة لتحقيق هدف سياسي عن طريق تسخير مواردها، أو علاقاتها الدبلوماسية في الضغط على الدول الأخرى». وأشار فودة إلى تداعيات الإرهاب المختلفة التي تتمثل بالتداعيات المحلية، وهي استنزاف الموارد، وزيادة الأعباء الاقتصادية، وزعزعة الشعب في قيادته، وخروج المستثمرين من الدولة، وتهديد نسيج المجتمع، وزيادة الأعباء الأمنية، وتشتيت جهود الجيش والشرطة، أما التداعيات الإقليمية فتتمثل بتشتيت جهود السياسة الخارجية للدولة، وإثارة التوترات حول المناطق الحدودية، والتأثير السياسي على علاقات التعاون الاستراتيجي، وإضعاف قدرة الدولة على التأثير في المستوى الإقليمي، بينما تتمثل التداعيات الدولية في تشويه صورة الإسلام، وإضعاف الموقف السياسي والدبلوماسي، والتعرض لضغوط خارجية، وفرض قيود على التحركات السياسية والاقتصادية». ... المزيد
مشاركة :