«نوموفوبيا» رهاب مدمني التكنولوجيا والهواتف الذكية

  • 8/12/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر متخصصون في علوم النفس، والاجتماع، والتكنولوجيا الذكية، وأمن المعلومات، أن إدمان شريحة كبيرة من الشباب في المجتمع الإماراتي لاستخدام تكنولوجيا الهواتف والأجهزة الذكية المتحركة، وتحولها في حياتهم من أداة مساعدة إلى إحدى الممارسات اليومية الأساسية، يزيد من فرص إصابتهم بنوع من الرهاب والقلق المرضي، مرتبط بهذا النوع من التقنيات، ويسمى نوموفوبيا أو الخوف من ابتعاد الهواتف المتحركة أو فقدانها. وأوضحوا أن طريقة استهلاك هذا النوع من التكنولوجيا يعد المؤشر الأهم إلى إدمانها، فمتوسط دورة تغيير الهواتف المتحركة في السوق المحلية يراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، فيما تتجاوز نسبة انتشار الهواتف المتحركة والاشتراك في خدماتها 200% من إجمالي عدد السكان في الإمارات. في حين أكد مستخدمو الهواتف وجود علاقة ارتباط دائمة مع هواتفهم، فلم تعد أداة للاتصال فحسب، بل هي أساس لنمط حياتهم. * 500 ألف هاتف شهرياً، متوسط مبيعات الهواتف المتحركة الذكية في الدولة. * مستخدمون يشعرون بالضياع في حال نسيان هواتفهم. * نوموفوبيا: قلق مرضي يصيب مدمني استخدام التكنولوجيا الذكية. 222 %نسبة انتشار الهواتف في الدولة وفقاً لإحصاءات الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات في الدولة، فإن نسبة انتشار الهاتف المتحرك في الإمارات وصلت إلى 222.3% حتى نهاية يونيو الماضي، إذ بلغ عدد اشتراكات خدمات الهاتف المتحرك في الدولة 22 مليوناً و679 ألف اشتراك. وتفصيلاً، أفاد الدكتور استشاري الطب النفسي في مستشفى راشد، الدكتور عادل الكراني، بأن الأبحاث العالمية رصدت خلال الأعوام الماضية التي بدأت تشهد الانتشار الكبير للأجهزة الذكية المتحركة، خصوصاً الهواتف المتحركة، حالات من القلق أو الرهاب النفسي، التي تحدث لأشخاص وصل حد الاستخدام لديهم لهذه الأجهزة إلى ما يشبه الإدمان، وتسمى نوموفوبيا أو القلق النفسي لعدم وجود الهاتف، إذ تتسبب الحالة في ظهور أعراض الصداع الشديد، والرعشة، وضيق التنفس، في حال اكتشف الشخص عدم وجود هاتفه المتحرك معه. وأوضح أن دراسة أجرتها شركة سكيوريتي انفوي في بريطانيا على عينة واسعة من الشباب، تضم آلاف الافراد، أكدت أن 66% من كل 1000 شخص شملتهم الدراسة يعانون الـنوموفوبيا، و70% من الإناث اللاتي شملتهن الدراسة يعانينها، فيما تصل النسبة للذكور إلى 61%. وأشارالكراني إلى أن حالة القلق النفسي هنا تأتي من تحول الهاتف المتحرك من أداة مساعدة إلى أساس مهم جداً في الحياة اليومية، ووسيلة حصرية للتواصل عبر أشكال عدة مع المجتمع، فيصل الأمر بهذه الفئة من الأشخاص إلى حمل الهواتف في كل مكان يذهبون إليه، كغرف النوم، ومكان العمل، وأثناء سيرهم واستخدامهم المصعد، وحتى أثناء دخولهم دورة المياه، لذا تنتابهم حالة نفسية سيئة، تشمل أعراضها الصداع الشديد، والرعشة، وضيق التنفس، في حال فقدان الهاتف. وأوضح أن الـنوموفوبيا لم يصل إلى حالة المرض النفسي الذي يحتاج إلى تدخل علاجي كيميائي، فهو مازال محصوراً في حدود القلق النفسي الذي يمكن التعامل معه عبر دورات إعادة التأهيل النفسي، للتخلص من العادة السيئة التي يمكن أن تؤثر في صحة الأشخاص. استهلاك حد الهوس وعن حجم استخدام التكنولوجيات الذكية والإقبال عليها، أفاد رئيس قسم حلول الاتصالات في شركة جامبو لتوزيع التكنولوجيا في الإمارات ودول الخليج، آجاي بتاك، بأن متوسط مبيعات الهواتف المتحركة الذكية في الدولة يصل إلى 500 ألف هاتف شهرياً، بما يعادل 100 مليون دولار، الأمر الذي يضع الدولة، رغم قلة تعدادها السكاني مقارنة بدول عدة في الشرق الأوسط، ضمن الدول الأربعة الأعلى في مبيعات هذه السلع على مستوى المنطقة. وأوضح أن حركة استهلاك التكنولوجيا الذكية في السوق الإماراتية يمكن أن تصل إلى حد الهوس، خصوصاً بالهواتف المتحركة الذكية، فمتوسط عمر تغيير الهواتف لدى فئة الشباب يراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر كحد أقصى في فئة الهواتف مرتفعة السعر، التي تزيد على 1300 درهم، وستة إلى ثمانية أشهر في متوسطة السعر 800 إلى 1299 درهماً، وهو المعدل الأعلى في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن حالة الإقبال الحاد على امتلاك هذا النوع من التكنولوجيا والارتباط بها يمكن ملاحظتها في امتلاك الشخص هاتفين أو أكثر، وحرصه الدائم على حملها معه بشكل دائم. ولفت إلى أن مصنعي الهواتف الذكية كافة يسجلون نسب نمو عالية في مبيعاتهم في السوق المحلية، فالعلامات المعروفة ذات السمعة العالمية تحقق نسبة 15 إلى 30% سنوياً، والأخرى التي ظهرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية من العلامات الصينية والهندية تسجل سبعة إلى 10% نمواً. من جانبه، قال نائب رئيس عمليات البيع لمنطقة الشرق الأوسط في شركة إل جي إلكترونيكس، محمد اليسير، إن معدلات تغيير المستهلكين للهواتف المتحركة الذكية، التي رصدتها الشركة على منتجاتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، تراوح بين شهرين وثلاثة أشهر للفئة مرتفعة القيمة، وستة أشهر للمتوسطة. علاقة ارتباط من جهتهم، أكد عدد من مستخدمي الهواتف المتحركة الذكية في الإمارات وجود علاقة ارتباط دائمة مع هواتفهم، فلم تعد أداة للاتصال فحسب، بل أساس لنمط حياتهم. فقالت حصة البلوشي إن مجرد التفكير في فقدان الهاتف المتحرك يمكن أن تسبب لها انتكاسة نفسية، موضحة أنها ناشطة على برامج التواصل الاجتماعي، ولها متابعون عديدون، لذا لا يمكن أن يفارقها الهاتف، كونها تدوّن خواطرها وآراءها بشكل فوري، حتى حبها للقراءة تحول بشكل يتلاءم مع خواص الهاتف، إذ باتت تعتمد على الكتب الإلكترونية المسموعة التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية. وترى العنود سالم أنها لا تستطيع أبداً ترك الهاتف النقال من يدها، ولا تتخيل نسيانه لأي ظرف، موضحة أنها تقضي معظم يومها في استخدام برامج التواصل الاجتماعي للتواصل مع أقرانها. وتقسّم حصة عمر يومها بين استخدام متواصل للهاتف المتحرك لما يزيد على أربع ساعات يومياً، واستخدام متقطع بقية اليوم. وتشعر منى مصطفوي بالضياع، على حد تعبيرها، حال نسيانها أو فقدانها للهاتف المتحرك، فالاكتئاب والاحباط هما النتيجة الحتمية في حال تم منعها من استخدامه أو على الأقل وجوده معها. أما بدر عبدالله فهو مدمن على الألعاب الإلكترونية المتوافرة في هاتفه الذي لا يكاد يفارقه، أسوةً بعلي محمد الذي يلازمه الهاتف للبحث والتعرف إلى الأخبار الجديدة أولاً بأول.

مشاركة :