أضحت ثورات الربيع العربي نذير شؤم ألقى بكل ثقله على شعوب الدول التي قامت فيها تلك الثورات، وسياسة الأرض المحروقة كانت نهج قادت تلك الدول ومناهضيهم، فكانت كالمجهرالذي سلط الضوء على شوائب تلك القيادات وحقيقتهم المبهمة في وأد الحريات، ولم يبقَ لشعوبهم مخرجًا إلا الولوج إلى دوائر صراع طائفي لا ناقة لهم فيه ولا جمل. عمد أولئك الطغاة إلى سوق الحجج المغلوطة والتبريرات الزائفة، وقلب المشهد رأسًا على عقب، وفي ظل ما ينعمون به من تغييب تام للعقل والمنطق تهاوى تحت أقدامهم ربيع الحرية، وبات المُطالِبون بها إرهابيين يحاربون من كل حدب وصوب!!. إن الوضع الراهن في العراق وسوريا واليمن وليبيا لم يكن إلا أنموذجًا قائمًا للعلة والسبب، وكانت الشعوب في كل ما جرى ويجري اليوم وحدها كبش الفداء، فهل تفقه القذائف هدفها لتتخطى رؤوس الطغاة وتحصد أرواح الأبرياء!؟. في شرعة الغاب يغيب العهد عندما تتنامى الغنائم، فلا جماعة ولا حليف وكل يتنصل عن مسؤوليته ودوره ليحظى بنصيب الأسد منها، ومن يقرأ في التاريخ جيدًا يدرك أنه لا أمريكا وحلفاؤها ولا إيران وأتباعها كانوا يومًا ما دعاة حق، فحشد العدة والعتاد لم يكن عبثًا، وآلة الحرب لم تدق في تلك الدول عبثًا،. وما بين الآلة والطائفية نُقِضَت الغنائم عرى المواثيق عروة عروة. فمن يملك القرار؟. ومن أعطى لنفسه حق التحكم بإرادة الشعوب؟. ومن أشعل الضوء الأخضر لتمادي الصراع وتوسعه؟. ومن حول الحلم إلى كابوس ملطخ بالدماء؟. ومن جعل من الأحداث مستنقعًا التهم وحله تلك الشعوب وحدها؟. بالأمس خلد التاريخ على صفحات الخزي.. ماركوس، وسوكارنو، وشاه إيران. واليوم انضم إلى تلك القائمة.. معمر القذافي.. وغدًا.. وإن غدًا لناظره قريب.. أي مآل ستنقلبون إليه.. وتحت أي مسمى سيخلد التاريخ سيركم؟. aybkf1@yahoo.com
مشاركة :