الجوكم يكتب عن مؤامرة القريني

  • 2/7/2014
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعرف السر وراء تضخيمنا للأمور بشكل فج للغاية، والاستئناس بخلق مشكلة من لا شيء، وتحويلها لقضية رأي عام للأسف الشديد. بصراحة أكثر، كل شيء في وسطنا الرياضي يغلي، حتى ان البعض يريد أن يلغي المشاعر والعواطف الإنسانية، لا لشيء سوى لهزيمة عابرة هنا، أو ميول هناك. تواجد المشرف العام على المنتخب الأول سلمان القريني مع ناديه النصر، عقب الفوز بكأس ولي العهد، لا يحتاج لزوبعة واتهامات، وفوضى ليس لها أول ولا آخر، فالأمر طبيعي للغاية، فكل عضو من أعضاء اتحاد القدم، وفي أي اتحاد آخر، هو في الأصل ابن أحد الأندية، وتقديم التهنئة والفرحة بالإنجاز لأي عضو حق مشروع سواء لناديه الأصلي أو أي ناد آخر، طالما أنه لم يستخدم الميول ولا الخروج عن النص في مهام عمله تجاه الأندية الأخرى. وما ينطبق على القريني، ينطبق على عبد الله البرقان ومحمد النويصر، وحتى على رئيس الاتحاد أحمد عيد، طالما أن فرحتهم مع أنديتهم أو لأنديتهم لم تمس الأطراف الأخرى بظلم أو مؤامرة أو تقصد أو تعمد أو حتى استفزاز. صدقوني لو أن الاتفاق على سبيل المثال، أو الفتح حققا أي بطولة، وصعد عدنان المعيبد أو محمد السليم للمنصة واستلام الميداليات، والابتسامة تعلو محياهما، وهما عضوان في اتحاد الكرة، لكان الأمر اعتياديا للغاية، بل لن يثار لا على المستوى الجماهيري ولا الإعلامي، لسبب بسيط جدا، وهو أن عضوا الاتحاد ممن يمثلون الاتفاق والفتح، لا يدخلان ضمن الصراع الإعلامي أو الجماهيري لما تمر به الكرة السعودية في الوقت الراهن، ولكن أن يكون هذا الاسم مرتبطاً بالنصر أو الهلال أو حتى الاتحاد والأهلي، فإن الجميع جاهز لنسج القصص والخيالات في الراويات المختلفة، والتي تخضع لسيناريو الميول الذي يصل للقذف والتشكيك في الذمم في بعض الأحيان. تأصل هذه الثقافة في مجتمعنا الرياضي، لاسيما تقديم سوء النوايا في أعضاء الاتحاد، لمجرد تهنئة أو زيارة لرئيس أو ناد أو عضو شرف أو لاعب، يسبب الاحتقان، ويزرع الشوك في الساحة الرياضية، وشاهدنا الكثير من الآراء التي تدعم هذه الثقافة السيئة، والأسوأ أن هناك من يغذيها حتى ممن يفترض منهم خلق أجواء ومناخات سليمة وسط الأمواج المتلاطمة التي تقود الحركة الرياضية في وقتنا الراهن. في كل اتحادات العالم، هناك أسماء مرموقة ومعروفة تنتمي لأندية كبيرة تنافس على الألقاب ولها قاعدة جماهيرية خارج حدود بلادها، لكن لغة التشكيك لا نسمع نغمتها إلا هنا، علما أن بعض نجوم العالم المنتمين لاتحادات بلادها قد يتواجدون في تدريبات فرقهم قبل النهائيات، وتنقل وسائل الإعلام المختلفة حضورهم وابتساماتهم وضحكاتهم عبر الشاشة، وعبر الصحف، لكن ثقافة الآخرين تختلف عن ثقافتنا، لذلك لا نسمع مثل هذه الاتهامات التي تحيط بأعضاء اتحاد القدم هنا، حتى وصل الأمر لتفسير مصافحة أحدهم لرؤساء الأندية مؤامرة ضد الآخرين، يا ساتر. مقالة للكاتب عيسى الجوكم عن جريدة اليوم

مشاركة :