هدنة الـ 3 ساعات في حلب تنهار في يومها الأول على وقع الهجمات المتبادلة

  • 8/12/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يسرِ أمس اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات الذي أعلنته روسيا في يومه الأول، إذ تواصلت المعارك بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وقوات المعارضة وحلفائها من جهة أخرى، إثر اشتباكات اندلعت مساء أول من أمس الأربعاء في حلب، لم يحرز فيها أي من الطرفين تقدمًا استراتيجيًا. وعوضًا أن يكون الإعلان عن الهدنة التي تسري لمدة ثلاث ساعات يوميًا، فرصة لنجاحها وتطويرها لهدنة شاملة، وتعميمها على محافظات أخرى، أفاد ناشطون ومعارضون سوريون بمقتل العشرات من المدنيين في «قصف جوي نفذته طائرات روسية ونظامية»، هو الأعنف منذ مطلع الشهر الحالي، استهدف محافظتي الرقة وإدلب. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن الفترة الزمنية المخصصة لوقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا، بين الساعة العاشرة والواحدة ظهرًا بهدف تيسير توصيل المساعدات «شهدت اشتباكات متقطعة بين الطرفين على محاور ريف حلب الجنوبي وغربي الحلب، وتحديدًا في منطقة الراموسة، تخللها قصف متقطع»، مشيرًا إلى أن مدة الهدنة المعلنة «لم تشهد طلعات جوية أو غارات بالطائرات». وقال عبد الرحمن إن استمرار المعارك «يؤكد أن الهدنة لم تسرِ في يومها الأول، كونه لم تلتزم به روسيا ولا النظام». وأشار «المرصد السوري»، إلى اندلاع معارك عنيفة استمرت حتى صباح الخميس في أطراف مدينة حلب، على أن تتوقف صباح أمس وفقًا للهدنة التي أعلنت عنها روسيا، التي لم تلتزم بها لا روسيا ولا النظام، حيث كان هناك قصف جوي على مدينة حلب وأطرافها، ولم يجرِ إدخال أي مواد غذائية، أمس، إلى أحياء حلب الشرقية، في حين دخلت عشرات الشاحنات المحملة بالأغذية والخضار والمحروقات، إلى الأحياء الغربية من المدينة. واندلعت اشتباكات عنيفة على محور الراموسة، إثر محاولة قوات معارضة بقيادة القاضي الشرعي لـ«جيش الفتح» عبد الله المحيسني، التقدم إلى المنطقة وتوسيع الثغرة التي فتحتها المعارضة السبت الماضي، بغرض تأمين خط العبور إلى أحياء حلب الشرقية. غير أن النظام «صد الهجوم، وشن هجومًا معاكسًا على الأطراف الجنوبية لمشروع 1070 شقة سكنية»، كما قال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط»، أكد أن النظام «استطاع استعادة السيطرة على مبنى البلدية لفترة لا تزيد على ساعتين، قبل أن تصد المعارضة الهجوم وتوقفه، وتجمع قواها مرة أخرى وتستعيد السيطرة على مبنى البلدية». وأشار المصدر إلى أن قوات النظام «استطاعت التقدم بشكل مؤقت تحت غطاء جوي، لكن المواجهة المباشرة التي أجبرت النظام على التراجع، قتل خلالها العشرات من قوات النظام». ولفت المصدر إلى أن النظام «لم يستطع الدخول إلى منطقة الدباغات في الراموسة، بعدما تصدى له المقاتلون بقوة». وأكد أن الهجمات «لم تتوقف بغرض توسيع معبر الأمان إلى أحياء حلب الشرقية، وتأمينه». وكان التلفزيون السوري أفاد بأن جيش النظام أحرز تقدما تحت غطاء من الضربات الجوية باتجاه مواقع بالقرب من مناطق استولى عليها المعارضون الأسبوع الماضي. لكن وكالة «رويترز»، نقلاً عن متحدث باسم حركة نور الدين الزنكي التي تقاتل أيضا في حلب، قولها، إن قوات النظام استولت على بعض المواقع لكنها سرعان ما أجبرت على التراجع عنها. من جهته، أكد «المرصد السوري» أن الطائرات الحربية والمروحية نفذت عشرات الغارات على مناطق في أطراف مدينة حلب الغربية والجنوبية والجنوبية الغربية، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في أطراف المدينة، ترافق مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر في محور معمل الإسمنت - الدباغات جنوب حلب، ومحور الحمدانية - مشروع 1070 شقة ومحور أرض الجبس ومحاور أخرى بالراموسة جنوب غربي حلب، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي. وانسحب القصف الجوي على محافظتي إدلب والرقة في تصعيد هو الأعنف منذ مطلع الشهر الحالي، حيث أفاد «المرصد السوري» بمقتل 30 شخصا وإصابة 70 آخرين بجروح الخميس في قصف جوي روسي عنيف على مدينة الرقة ومحيطها، معقل تنظيم داعش في سوريا. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «شنت طائرات حربية روسية عشر غارات جوية على مدينة الرقة وضواحيها في شمال سوريا»، ما أسفر عن «مقتل 30 شخصا بينهم مدنيون ومتشددون فضلا عن إصابة 70 آخرين بجروح». وفي إدلب، نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في أطراف بلدة سراقب وبلدة حزانو ومنطقة الصواغية بريف إدلب الشرقي، فيما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدتي الدانا وسرمدا بريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى بينهم مواطنة وطفل إضافة لسقوط جرحى بعضهم في حالات خطرة، كذلك قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة إدلب وأطراف بلدة كفرنبل بريف معرة النعمان الغربي. وكذب بريتا حاجي حسن، رئيس بلدية حلب في جانب المعارضة، إعلان روسيا عن هدنة، واصفا إياه بأنه «مجرد دعاية إعلامية». وقال حسن لوكالة الأنباء الألمانية، في رسالة عبر موقع «فيسبوك»: «إن طائراتهم لم تغادر سماء حلب».

مشاركة :