تقدم خدمة تجميد البويضات فرصة عظيمة للنساء للمحافظة على خصوبتهن لأسباب طبية، مثل الخضوع لبعض علاجات السرطان، أو في حال تأخير قرار الإنجاب بسبب المهنة أو الوظيفة أو غيرها من ظروف الحياة. وعندما تكون الظروف مواتية للمرأة، يمكن استخدام البويضات بعد أن يتم تخزينها والمحافظة على جودتها، وتجنبت التبعات الناجمة عن تقدم في العمر. لقد تطورت التقنية تجميد البويضات خلال السنوات العشر الماضية، وحققت معدلات نجاح كبيرة. ومع أن التقنية ذاتها يتم العمل بها منذ فترة طويلة، لكنها مرت بتطورات كثيرة داخل المختبرات منذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحالي. ويعود السبب في ذلك إلى اعتماد أحدث الأساليب التكنولوجية في إجراء طريقة التزجيج التي يتم تطبيقها الآن لتجميد البويضات. وخلال السنوات الماضية، كان يتم اعتماد أسلوب التجميد البطيء للبويضات البشرية، لكن تم تطوير طريقة جديدة تسمح بتجفيف البويضات والاحتفاظ بأقل نسبة من المياه داخلها، ما يعني تكوّن الحد الأدنى من بلورات الثلج التي تعد أحد الأسباب الرئيسية لتلفها. لذلك فإن التجفيف يساعد على إنجاز عملية التجميد بشكل أسرع، والاحتفاظ بالبويضات بصحة جيدة لفترة أطول. وتتفاوت معدلات نجاح عملية التجميد لعوامل عديدة، ويتراوح من 80% إلى 85% من خلال العامين الماضيين، علمًا بأنها لم تكن تكن تتجاوز ما نسبته 50% قبل ذلك. وتعد معدلات بقاء البويضات على قيد الحياة أحد العوامل التي تدخل في قياس النجاح الحقيقي لعملية تجميد البويضات. ومع ذلك، فإن العنصر الرئيسي لقياس النجاح يتمثل في إمكانية حدوث الحمل، ومن ثم إنجاب طفل، وهو الغرض الأساسي من وراء عملية التجميد. وفي فترات سابقة، كانت معدلات النجاح وفرص الحمل وإنجاب أطفال لكل بويضة في أدنى مستوياتها، نظرًا لاعتماد المراكز على تقنية التجميد البطيء، لكننا نشهد حالياً نسبة تصل إلى 60% في أوساط النساء اللاتي تقل أعمارهن عن 35 سنة، شريطة أن يتم تجميد من 8 إلى 10 بويضات. وأمكن تحقيق المزيد من التطورت التكنولوجية خلال السنوات العشر الأخيرة، ولا تزال تحرز المزيد التطور والازدهار. وفي الآونة الأخيرة، أصبحنا نعتمد على البويضات المجمدة في ما يقرب من نصف عمليات أطفال الأنابيب، كما أن التقنية تنجح بشكل جيد جداً أثناء تطبيقها. وهناك الكثير من النساء يخضعن لعملية تحفيز الإباضة للحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، في إطار عملية أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي داخل المختبر، بينما تفضل نساء أخريات كسر تلك الدورة المرهقة من خلال تجميد البويضات، ومن ثم العودة في وقت لاحق لإتمام عملية نقل الأجنة إلى الرحم وإتمام عملية الحمل. ويساعد ذلك في إعطاء أجسامهن وقتاً للتعافي والراحة من المحفزات الهرمونية التي خضعن لها، والحصول على قدر كافٍ من الاسترخاء الضروري لإتمام العملية على أكمل وجه. ومن الناحية العملية، فإن فرص حدوث الحمل يتوقف على عاملين رئيسيين، وهما العمر واحتياطي البويضات الذي تمتلكه. ويعد التحفيز على الإباضة الاختبار الكلاسيكي الذي يتم القيام به سريريًا لتقييم قدرة المرأة على إنتاج البويضات. وخلال عملية التحفيز تلك، تعطى المرأة عقاقير تحفز المبيض على إنتاج المزيد من البويضات. أما في ما يتعلق بنسب النجاح، فيتم تحديدها بناءً على عمر المرأة، وما إذا كان هناك احتياطي من البويضات في المبيض. وإذا كان عمر المرأة متقدمًا نسبياً، قد يكون هناك شك في جودة البويضات بسبب إمكانية وجود شذوذ للكروموسومات داخل البويضات. وعادة ما تستخدم تقنية تجميد البويضات للنساء اللواتي يعانين من فقر في احتياطي المبيض، وذلك من أجل الحصول على أكبر عدد من البويضات ليتم تجميدها في دورات معينة. وبذلك تتاح لهن فرصة جيدة ومعقولة لحدوث الحمل مقارنة بالنساء اللاتي يمتلكن احتياطيًا طبيعيًا في المبيض. ويمكن أن ينطبق ذلك أيضاً على النساء المسنات، إلا أن عوامل نوعية وجودة البويضات وإمكانية بقائها على قيد الحياة قد تختلف من امرأة لأخرى. وتبقى إمكانية نجاح البويضات في حدوث الحمل تعتمد في المقام الأول على عمر المرأة.
مشاركة :