لم يُطلق اسم برازيل أفريقيا بالصدفة على منتخب غانا لكرة القدم، فكل متتبعي وعشاق الساحرة المستديرة، يشهدون بجمالية طريقة لعب النجوم السوداء التي لطالما صالت وجالت في مختلف ملاعب القارة السمراء، لتمتع الجماهير العاشقة للكرة الأفريقية بفضل مهارات اللاعبين ومراوغاتهم منذ سنوات السبعينات إلى يومنا هذا. وعلى غرار كل المنتخبات الـ19 الأخرى، سيكون منتخب غانا على موعد مع بداية تصفيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA في الثلث الأخير من السنة الجارية، بعدما أوقعته القرعة في مجموعة قوية تضم كل من مصر، وأوغندا والكونجو. وفي هذا الصدد، تحدّث موقع FIFA.com مع المدرب السابق للمنتخب الغاني كواسي أبياه عن حظوظ زملاء أسامواه جيان في بلوغ نهائيات كأس العالم FIFA ورأيه في المنافسين، حيث قال المدرب الذي قاد غانا في العرس العالمي الأخير بالبرازيل "أنا أؤمن أنه في كرة القدم الحديثة، لا توجد منتخبات كبيرة وأخرى صغيرة، فكرة القدم تطورت في أفريقيا وكل المنافسين أقوياء، والطريقة الوحيدة التي ستسمح لغانا بالتأهل هي التحضير الجيد والجدي لكل المباريات." وأضاف "لا يجب أن نعتمد على تاريخنا الكروي كي نضمن مكاناً لنا في روسيا 2018، ويجب دراسة مصر وأوغندا والكونجو جيداً بداية بطريقة اللعب الجماعية والفردية لأحسن اللاعبين، فإذا لعبنا جيداً سنتأهل لكن الطريق لن يعود معبداً لغانا." كان كواسي أبياه ضمن الطاقم الفني الذي أوصل غانا إلى أحسن نتيجة لها في تاريخ كأس العالم FIFA خلال دورة جنوب أفريقيا 2010، عندما بلغت النجوم السوداء الدور ربع النهائي وواجهت أوروجواي قبل أن الخروج بركلات الترجيح أمام عملاق أمريكا الجنوبية. وعن تلك التجربة، يقول أبياه "مفتاح الإنجاز الذي حققناه في جنوب أفريقيا 2010، كان قرار المدرب ميلوفان راييفاتش بتدعيم المنتخب الأول خلال كأس أفريقيا بأنجولا بلاعبي منتخب أقل من 20 سنة، الذين توّجوا سنة من قبل بكأس العالم FIFA التي نظمت في مصر، وبعد كأس أفريقيا تحسن مستواهم كثيراً وواصلنا بنفس التشكيلة إلى غاية كأس العالم، والشيء الإيجابي أنهم كانوا شباناً ويسمعون لنصيحة الطاقم الفني، دون نسيان أن المنتخب كان كتلة واحدة ومتلاحمة ما ساهم في النجاح." وأضاف "كما عرفنا كيف ندرس جيداً الخصوم، سواء دفاعياً أو هجومياً وفي وسط الميدان، ودرسنا جيداً خصومنا ومستواهم فوق الميدان، وبهذه الطريقة تحصلنا على معلومات كثيرة عن المنافسين وهو ما ساعدنا كثيراً، وعلى هذا الأساس بنينا خطتنا التكتيكية لدخول المباريات." حلم المربع الذهبي لا يختلف اثنان أن غانا، كانت قريبة جداً من بلوغ نصف نهائي كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، ولم يصل أي منتخب أفريقي للدور ربع النهائي في آخر نسخة بالبرازيل، ورغم ذلك يبقى حلم كل الغانيين الوصول للمربع الذهبي يوماً ما ولم لا في روسيا 2018. وعن هذا الحلم، يقول أبياه "أظن أنه أمر بإمكانه أن يتحقق ابتداء من كأس العالم المقبلة بروسيا، لكن هذا يعود إلى مستوى تخطيط الإتحادات والبلدان الأفريقية التي تريد النجاح لمنتخبات بلدانها، فضلاً عن الظروف العامة التي تحيط بالمنتخب، دون نسيان عاملي الإستمرارية والإستقرار على مستوى التشكيلة، فمنتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم الأخيرة حافظ على نفس التشكيلة ونفس الطاقم الفني منذ سنوات عديدة، مع إضافة لاعب أو لاعبين بسبب الإصابات وكبر سن بعض اللاعبين، وكل هذا يدخل في التخطيط الذي ينقص المنتخبات الأفريقية لكي تصل إلى أدوار متقدمة في منافسات مثل كأس العالم." وأضاف "أظن أن غانا تملك لاعبين ممتازين ولديها تشكيلة قوية، وفي حال حضّروا بشكل جيد وخططوا لدورة روسيا جيداً، فلديهم حظوظ كبيرة في بلوغ نصف نهائي روسيا 2018، لأن غانا لا تملك فقط 11 لاعباً بل تملك على الأقل 23 لاعباً بإمكانهم اللعب كأساسيين في المنتخب الأول وهم يلعبون في أندية كبيرة، وحتى في حال تعرض بعض اللاعبين لإصابات، يملكون الإزدواجية في المراكز وكل لاعب يمكنه أنه يعوّض زميله بكل سهولة." وقبل أن يختم الحوار، منح كواسي أبياه بعض النصائح للمنتخبات الأفريقية التي ستتأهل لكأس العالم FIFA المقبلة لكي تذهب بعيداً في مشوارها وقال "في أفريقيا لا نخطط للأربع سنوات المقبلة أو للثمانية سنوات القادمة على عكس المنتخبات الكبيرة، وفي كل مرة لما نشارك، نبحث عن اللاعبين الجاهزين في الفترة الحالية من دون البحث عن الإستقرار في العمل وبأهداف مستقبلية. لذلك على الأفارقة أن يباشروا التخطيط على المدى البعيد، لأننا نملك لاعبين ممتازين في القارة السمراء." وأضاف "كأس العالم ليست فقط ثلاث مقابلات في الدور الأول، لهذا قلت يجب التخطيط المسبق وإدخال عقلية الفوز والذهاب بعيدا في كأس العالم في أذهان اللاعبين من أجل الوصول لنصف النهائي."