ابن خلدون في مقدمته ذكر بأنه زار (قرية بلا نساء)، فسكانها ذكور فقط؛ وهي (شامرهان) بلدة فارسية هَــرَبت منها النساء خوفاً من بطش سلطانها الجائر الذي كان يكره جنس حَـوّاء؛ بسبب خيانة مَــن أحبها وأخلص لها في شبابه!! هذا في الزمن الماضي، أما في الحاضر فهناك قُــرَى لا رجال فيها (أزواج)؛ فهي خاصة بالنساء الأرامل أو المطلقات وأبنائهنّ فقط!! صدقوني تلك حقيقة واقعة ومن تلك القرى النسائية (لِـيْـخ) في أرمينيا التي يغادرها الرجال معظم أيام السنة للعمل في روسيا، أما الأغَـرب فـ (قَـرية السّـمَـاحَـة)، التي تقع في أقصى صعيد مصر، وتبعد عن شمال (مدينة أسوان) بنحو (120 كيلو متراً تقريباً)! وهي عبارة عن مجموعة من المزارع التي تمتلكها وتديرها (300 من الـنّـسْـوَة)؛ حيث مُـنِـحَـتْ لهُـنّ مع منازل فيها ضمن مشروع نفذته وزارة الزراعة المصرية عام 1988م، أما الهدف فمساعدة الأُسَــر المعيلة التي فقدت الأب على توفير مصدر رزق لها؛ لكي تحافظ على مستقبل أبنائها، وتحميهم من الانحراف أو التشرد أو الضياع! تقول إحدى سيدات (السَّـمَـاحَـة) نستيقظ كل يوم في الصباح الباكر، وبعد إعداد الأبناء للذهاب للمدارس ننطلق إلى الأراضي الزراعية المخصصة لنا، لنعمل فيها دون كَـلَـل أو مَـلَــل بأدوات بِــدائية؛ فقد تعوَّدنا على العيش دون حضور ومساعدة أزواج! النساء في قريتهنَّ تلك اشتكين من سوء الخدمات البلدية والصحية والتعليمية، ولكن معاناتهن الأكبر أن مَــن تتزوج منهنّ، وتعلن الأفراح والليالي الملاح تفقد حق الانتفاع بالأرض والمنزل، ويلزمها مغادرة المكان؛ وفقاً للعقود الرسميّة! فما رأيكم أعزائي بمثل تلك القرى؟! وذاك المجتمع الغريب الذي لاصوت فيه للرجل؟! وهل النساء فعلاً قادرات على العيش دون الرجال؟! أو العكس؟! aaljamili@yahoo.com