أكدت الشرطة البرازيلية أنها احتجزت رجلين للاشتباه بتورطهما في أنشطة إرهابية، في ظل سعيها لضبط الأمن خلال أولمبياد ريو دي جانيرو حتى 21 آب (أغسطس) الجاري. وبقي خمسة آخرون قيد الاحتجاز بتهم معلقة، فيما أطلق سراح شخصين بعد التحقيق معهما، بحسب ما ذكرت الشرطة المحلية في بيانها، التي عادت وأكدت أن المتهمين الخمسة برازيليو الجنسية. وتأتي التوقيفات جزءاً من عملية «وسم» التي أطلقتها الشرطة، وأفضت إلى اعتقال 12 شخصاً في تموز (يوليو) الماضي. وذكرت وسائل إعلام برازيلية أول من أمس (الخميس) أن عمليات الدهم والاعتقال حدثت في ساو باولو. وأورد موقع «جي وان» الإخباري أن الشرطة لم تعمد إلى إطلاق سراح الرجلين حتى بكفالة، كونهما يشكلان جزءاً من المجموعة التي ألقي القبض على عدد من أفرادها الشهر الماضي. والسبب الكامن خلف توقيف الرجلين عائد إلى مجاهرتهما بالدفاع عن «داعش»، علماً بأن مسؤولين برازيليين ذكروا إبان التوقيفات الشهر الفائت أنه لا علاقة مباشرة تربط هؤلاء بالمنظمة الجهادية. واتهم الرجلان بإرسال رسائل نصية عبر خدمة «واتساب» يدعوان فيها إلى التآمر واستخدام العنف خلال أولمبياد ريو. وسبق للسلطات البرازيلية أن أعلنت تجنيد 85 ألف رجل أمن (47 ألف رجل شرطة و38 ألف جندي) بغية ضمان سلامة ما يزيد على 10 آلاف رياضي يخوضون غمار الألعاب الأولمبية، إضافة إلى 500 ألف سائح سيأمّون البرازيل خلال الألعاب. وفي سياق متصل، ردت البطلتان البرازيليتان رافايلا سيلفا وجوانا مارانياو على إهانات عنصرية وجنسية تسببت في حسرة ودموع، قبل وأثناء ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية. وصفت سيلفا، التي منحت بلادها ذهبيتها الأولى في وزن تحت 57 كلغ في منافسات الجودو ضمن ألعاب ريو 2016، بالـ«قردة» بعد خروجها من ألعاب لندن 2012، فيما تقول السباحة مارانياو، التي تعرضت لتهديد بالاغتصاب في الأيام الأخيرة، إنها ستستخدم الحقد من أجل التغيير. وقالت سيلفا وهي تدمع عن استهدافها بعد خروجها من تصفيات أولمبياد لندن 2012: «هذه الميدالية (رد) على كل الذين قالوا إنه يجب أن أكون في قفص». وتابعت: «قد يكون هذا الأمر مثالاً للأطفال الفقراء». ووصفت سيلفا بالقردة بعد أولمبياد لندن 2012، لكن العنصرية ضد سكان مدن الصفيح (فافيلا) كانت أعنف بكثير: «إذا كنت أسود البشرة نظر الناس إليك في الشارع بارتياب. إذا اقتربت من أحدهم أخفى محفظته». ونحو نصف سكان البرازيل البالغ 204 مليون نسمة، هم من أصحاب البشرة السوداء أو العرق المختلط. يوصف غير البيض بأنهم من بين الفقراء والأقل تعليماً، كما أن أسماءهم موجودة بكثرة في لائحة الجرائم والقتل لدى الشرطة. الانقسام العرقي ينطبق أيضاً على الألعاب الأولمبية، إذ يهيمن على مدرجات الملاعب المشجعون البيض، ولو أن معظمهم من الأجانب، فيما معظم عمال النظافة وأفراد الأمن من اللون الأسود أو الملون.
مشاركة :