على الرغم من مرور أعوام عدة على تطبيق الاحتراف في المسابقات السعودية لكرة القدم لتطوير اللعبة ودعم المنتخب باللاعبين المميزين ليتمكن من المنافسة على الألقاب في مختلف البطولات القارية والعالمية وإيجاد الاستقرار الوظيفي للاعب من أجل تقديم كل ما لديه وارتفاع مستواه بشكل مستمر، إلا أن الأهداف المرجوة لم تتحقق بصورة كاملة، فنتائج الأخضر تراجعت بشكل كبير وغاب عن آخر نسختين في كأس العالم بعد أن شارك قبلها أربع مرات متتالية، وفوق ذلك تضخمت الديون لدى الأندية بسبب التعاقدات المبالغ فيها وافتقاد الأندية للمواهب. لماذا يكره اللاعب السعودي الانضباط في التدريبات؟.. ومن المسؤول عن عدم تطبيق اللاعبين للاحتراف الحقيقي؟ سؤالين طرحتهما الرياض على عدد من المدربين السعوديين لمعرفة أسباب المشكلة. في البداية يقول المدرب السعودي محمد الخراشي: هناك نسبة كبيرة من البشر لا تحب القيود والنظام وترغب في أن تعمل وتعيش كما تريد وربما تكون غريزة إنسانية ولكنها تتغير إلى العكس تماما عندما يكون هناك شخص يقلب المعادلة بالقانون واللوائح والأنظمة التي تجعله يلتزم بها ليحصل على قوته حتى يؤدي عمله على أكمل وجه وحسب ما يريد المسؤولين عنه، والمسؤول عندما يفتقد إلى موهبة القيادة ولا تتوفر فيه صفات الإداري القادر على السيطرة وفرض عقوبات على غير الملتزمين نشاهد الخروج عن النص وعدم احترام القانون ويحدث مالا يحمد عقباه وتحدث لدينا بكثرة لأن الأمور تسند إلى غير أهلها، وهو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه الأن من مستويات فنية متواضعة. مشيرا إلى أنه: يوجد لاعبين نماذج وقدوة حسنة ولكنهم قلة للأسف، وتحتاج الأندية إلى عمل كبير حتى نرى الجميع يطبق الاحتراف بشكل كبير. ويشدد مدرب المنتخب السعودي الأول ب الوطني يوسف عنبر على: أن عدم أداء اللاعب السعودي للتدريب بشكل احترافي يعود ذلك لعدم التزامه بمواعيد الراحة والنوم باكرا وسوء التغذية ونوع الوجبات، كل ذلك كفيل بعدم قدرة للاعب للانضباط داخل الملعب وأداء دوره التكتيكي بمستوى عالٍ. وأضاف: لابد من تظافر الجهود حتى يتم تغيير فكر اللاعب والخوض في مرحلة احترافية كاملة يكون مردودها على مستواه اللاعب بأداء احترافي عالٍ. وعلق المحلل الرياضي والمحاضر في الاتحاد السعودي والآسيوي المدرب بندر الأحمدي على هذه القضية بالقول: الأصل في اللاعب بصورة عامة هو الانضباط ومتى ما وجد النظام والتعليمات فإنه يستجيب لاحترام النظام والعمل وهذا يحتاج انضباطا مسبقا من النادي بتوفير كامل التجهيزات داخل الأندية والتي يجد اللاعب من خلالها ما يجذبه للنادي ومن ناحية أخرى الالتزام بتأمين كامل حقوق اللاعبين ومستحقاتهم المالية وبعدها وضع لائحة انضباط تضمن تحقيق الاحتراف الحقيقي داخل الأندية هذا إذا ما أردنا علاج المشكلة بشكل طارئ. وأضاف: الأسباب التي أدت لعدم انضباط اللاعبين في التدريبات وكسر لوائح الاحتراف فهي تعود لثقافة اللاعب السعودي وعدم اهتمام الأندية من الصغر بتطبيق النظام وتأصيل احترام النظام لدى الناشئة وهذا هو الدور الحقيقي للأندية إضافة إلى ضعف الجانب الإداري في الأندية فأصبحنا نرى الأندية تعج بالإداريين الغير مؤهلين لهذا العمل ولا يملكون التأهيل العلمي ولا الخبرة ولا الشخصية القيادية التي تضمن سير العمل بشكل مثالي. واختتم الأحمدي حديثه بقوله: أما المسؤولية فأراها مشتركة بين اتحاد القدم والأندية لغياب اللوائح والأنظمة وعدم وجود أدنى توصيف وظيفي للعاملين في الأندية وترك الحبل على الغارب لكل من أراد العبث بالأندية، وعلينا الاهتمام بالرياضة والتعامل معها كحرفة وصناعة وترفيه في آن واحد، ونحن بحاجة لثقافة مجتمع ولوائح وتوصيف وظيفي لكل العاملين بالأندية. لاتعمموا الظاهرة طالب المدرب الوطني تركي السلطان بعدم تعميم هذه الظاهرة على جميع اللاعبين وقال: إذا أردنا أن نعرف مدى حجمها مهم جدا عمل دراسة علمية ميدانية، صحيح هناك بعض اللاعبين لديهم ممارسات خاطئة بعضها يتعلق باللاعب شخصيا وبعضها يتعلق بالمجتمع الذي يعيش فيه وأقصد مجتمعه الأسري أو مجتمعه خارج الأسرة وأيضا هذه الأسباب إذا أردنا الاطلاع عليها بشكل دقيق وواضح نحتاج الى الدراسة أو البحث العلمي. وأضاف: شخصيا أرى أن تأهيل اللاعب من الفئات السنية بشكل منظم ومتدرج ووفق المبادئ العلمية الرياضية يقلل بشكل كبير جدا المشاكل التي نراها عند البعض منهم عندما يصلون للمنافسات القوية سواء على مستوى فرقهم او منتخباتهم. وعن مسؤولية عدم تطبيق الاحتراف الحقيقي للاعبين، قال: تقع المسؤولية أولا على عاتق أصحاب القرار في الأندية سواء كانوا فنيين او إداريين، ويشاركهم أيضا الاتحاد المعني باللعبة من خلال اللجنة المختصة. وقال المدرب الوطني والناقد الرياضي نايف العنزي: كره الانضباط ليس حكرا على اللاعب فقط، فإن الموظف يكره الانضباط والعامل والذي يمشي بالشارع والذي يقود سيارته ولكن كل ما سبق يحب الانضباط ويمشي به إذا وجد أن مخالفته سينال عليها العقاب والجميع ينتظم متى ما رأينا ان الذي أمامنا لن يسمح بالمخالفة وموظف القطاع الخاص أكثر انضباطا لأن المخالفة تعني حرمانه من أشياء كثيرة. وأضاف: الأندية ومن يديرها غير محترفين ومهما حصل لن تجد انضباط اللاعب الياباني والكوري الذي وصل إلى أكبر الأندية بوقت كنا نعتقد انه من المستحيل بسبب تطبيق الاحتراف الحقيقي، وفي نظري لن يطبق مالم تخصخص الأندية بمعنى هناك حساب للداخل والخارج. ويقول مدرب أبها ومنتخب عسير سابقا المدرب الوطني سعد البشري: على الرغم من مرور حوالي 20 عاما فالتجربة الاحترافية غير كاملة وتتركز على احتراف اللاعب من دون الاحتراف الإداري، ولابد من تأمين النواحي المالية اللاعب، إذ إن الأندية لا تستطيع محاسبة المقصرين وهي لا تملك المبالغ المالية، والاحتراف بدأ من دون التركيز على تثقيف اللاعبين والإداريين أي أنه لم يساعد على الارتقاء بثقافة اللاعب، وتساءل البشري: هل المسؤولين استعانوا بمن سبقنا في مجال الاحتراف من اوروبا وغيرها؟، هناك ايضا عدم الاهتمام بالأكاديميات وبالفئات السنية والبراعم وتثقيفهم قبل خوض التجربة، والتجربة بدأت من اعلي من الفريق الأول، الاهتمام ببنية اللاعب السعودي وغذائه، كل ذلك لابد ان تكون هناك دراسة شاملة لتدارك الوضع من اجل النهوض بالكرة السعودية. واختتم حديثه بالقول: هناك اسباب اخرى غير متعلقة بأسباب الاحتراف ومنها، تأثير الحواري على اللاعب السعودي أكثر من تأثير الاندية وهذا ساعد على تفضيل اللاعب للحواري. وأيضا العادات السلبية مثل السهر وعدم وضع برنامج غذائي متكامل، والتدخين، وعدم ملائمة البرنامج التدريبي، عندما يقدم المدرب الأجنبي برنامجا إعداديا قويا يتناسب مع اللاعب الأوربي ويطبقة على اللاعب السعودي وهو لا يعرف العادات السلبية للاعب السعودي مما يتسبب في إصابات قوية ولعلنا شاهدنا إصابات الرباط الصليبي في ملاعبنا، والحل من خلال الأندية ولجنة الاحتراف التي عليها توظيف مندوب من اللجنة أو من الاتحاد مهمتة تطبيق اللوائح على اللاعبين، لكل نادي موظف يكون اتصاله باللجنة مباشرة، ولكن بعد توفير رواتب اللاعبين وعدم تأخيرها أسوة بموظفي الدولة وهذه مهمة الهيئة العامة بالتنسيق مع وزارة المالية أو أي جهة ذات العلاقة بالرواتب، وإذا لجنة الاحتراف لم تستطع توفير النواحي المادية فالحل هو الخصخصة. عنبر: اللاعب لديه سوء تغذية وفكره يحتاج لتغيير الأحمدي: الأندية تعج بالإداريين غير المؤهلين السلطان: اتحاد الكرة شريك في غياب الالتزام العنزي: غياب الخصخصة وراء عدم انضباط اللاعبين البشري: الأندية لا تستطيع محاسبة المقصرين
مشاركة :