الألم نعمة تستوجب الشكر

  • 8/13/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم قصر كلمة الألم إلا أنها من أصعب الكلمات وصفاً، ولكن المتعارف عليه أنه شعور ينتاب الإنسان نتيجة ترجمة دماغه لوجع أصابه حسيا كان أم معنويا. ومدى الشعور به يختلف من شخص لآخر، فقد نجد شخصين أصيبا بشكة من دبوسين متماثلين أحدهما يصرخ والآخر لا يحرك ساكناً! والتفسير المنطقي للأمر يصعب تفسيره ولكن الجينات الوراثية وشخصية الإنسان تلعبان دوراً مهماً في ذلك. قد تكون الآلام الحسية الناتجة من مرض أو غيره شديدة إلا أن الآلام المعنوية أدهى وأمر، كألم فقدان حبيب، الخيانة، القهر والظلم؛ لأنها لن تختفي بتناول دواء وراحة لثلاثة أيام. بغض النظر عن فسيولوجية الألم ما يهمنا الآن هو كيفية احتواء هذه الآلام والتنفيس عنها، فالبعض وخصوصاً النساء يلجأن للبكاء، وآخرون يريحهم الصراخ وتحطيم ما حولهم، وغيرهم يفضلون البوح بهدوء لشخص عزيز أو حتى غريب ليكون لهم صندوقاً يحمل ما بهم من آلام ويذهب بها بعيداً بلا عودة، والبعض يوفقون للتقرب إلى خالقهم فيزيل عنهم آلامهم، ولكن الخطر يحوم حول الفئة التي تفضل كتمان آلامها ومحاولة تجاهلها ظناً منهم أنهم أقوياء كفاية لتحمل وكبت هذا الشعور لينتهي بهم المطاف بالاكتئاب ثم الانتحار أو إيذاء من حولهم. قد تكون هذه الجملة غريبة بعض الشيء إلا أنها تحمل حقيقة علينا إدراكها، وهي أن الألم نعمة تستوجب الشكر، فلولا الألم لما علم المرضى بمرضهم، ولربما فقدوا حياتهم نتيجة لدائهم الصامت!. ومن الناحية المعنوية أيضاً فلو لم نذق مرارة الألم لما علمنا حلاوة الراحة، ولباتت حياتنا لوحة باهتة، ولفقدنا عبادة الشكر لعدم شعورنا بالنعم التي أكرمنا الله بها، فالحمد لله دائماً وأبداً. رزان علي صيرفي

مشاركة :