مجموعة من النساء (الناشطات في مجال حقوق المرأة) كما هي العبارة الدارجة والألقاب الجاهزة بَـعْـثْـنَ برسالة لسماحة المفتي وهيئة كبار العلماء بخصوص قيادة المرأة للسيارة، وأهمية السماح لها بذلك؛ هذا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الأسبوع الماضي! وهنا هذه القضية هامشية جداً جداً فالمرأة قادت ماضياً (الجَـمَـل والناقة والحمار) وغيرها من الدّواب ووسائل النقل، بل وحتى (جَــدّة) صديقي الكاتب المكي محمد السحيمي (الآنسَــة حَـمْــدة) كان عندها وانِـيْـت أحمر والــرّفَـارِف سُــود!! فمن العجيب اختزال كُـلّ مشاكل وأزمات وقضايا المرأة السعودية عند بعض عضوات مجلس الشورى الموقّـرَات، وبعض أدوات إعلامنا بـ (قيادتها للسيارة)!! وليت هذا اقتصر على الإعلام الداخلي، ولكن تمّ تصدير القضية وتدويلها في الميادين ووسائل الإعلام الخارجية، ولعلي أذكر فقط بأن الهاشتاق الذي صُـنِـع عبر تويتر قبل أشهر لدعم هذا التّـوجّــه شارك فيه أكثر من (600 ألف تغريدة) من خارج المملكة كما أكد أحد المختصين!! ومع الإثارة الإعلامية التي تتجدد لهذه القضية يتكرر السؤال: هل كل صور معاناة وأزمات المرأة السعودية حُـلّـت ولم يبق إلا أن تجلس خلف مقود المركبة؟! أين الضغط الإعلامي والحقوقي على قضايا تعانيها حواء السعودية كـ (العنف والعَـضْـل والعنوسة وضياع حقوق المطلقات والأرامل وحرمان ورثة المتوفيات من التقاعد؟!) ولماذا لا تطرح وتعالج قضايا استسلام طائفة من فتياتنا للتدخين وبعض التقليعات والعادات المخالفة ؟! وأين وسائل الإعلام تلك التي لا هَـمّ لها ولا قضية إلا تلك القضية عن تسليط الضوء على نماذج متفوقة ومشَـرّفَـة من بناتنا، ومبادرات رائعة منهنّ لخدمة مجتمعهنّ، ومما برز حديثاً (حملة فيهنّ خير) التي أطلقتها نخبة من فتيات مكة المكرمة لنشر فضيلة التطوع واحتضان أفكاره! وكذا المشاركة الفاعلة لفتيات المدينة المنورة في برنامج (حياة 2 التطوعي) الذي يرعاه فريق (تميزي تطوعي) في جامعة طيبة؟! وأخيراً صدقوني لو قُـدّر وقادت (السّعودية) السيارة، فسيبحث أولئك عن قضية إثارة أخرى؛ لأن القضايا المفصلية للمرأة السعودية وخدمتها ليست ضمن أجندتهم؛ بل المرأة السعودية ما هي عندهم إلا مجرد أداة لِـغرس فكرهم ونمط حياتهم في المجتمع؛ فهل نُـدرك؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :