اكتشافات جديدة حول الاكتئاب.. فهل هو مرضٌ جيني؟

  • 8/13/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اكتشف علماء بريطانيون في دراسة حديثة، أن 17 اختلافاً جينياً منفصلاً تعمل على زيادة المخاطر التي يواجهها الشخص المصاب بالاكتئاب. وتكشف تلك النتائج التي توصل إليها البحث من خلال تحليل الحمض النووي DNA لأكثر من 300 ألف شخص من عدة جنسيات أوروبية، أول ارتباطات جينية بالمرض. وبحسب تقرير نشرته صحيفة البريطانية، فإن العلماء يقولون إن البحث سيسهم بدوره في التوصل إلى حالة تفهم أفضل لطبيعة المرض، بل وربما يقود أبحاثاً أخرى نحو التوصل لعلاج جديد، كما يأمل العلماء أن يخفف ذلك البحث من وطأة الأعراض السيئة التي قد تصاحب المرض. ووفقاً لما ذكره المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية (Nice) التابع لوزارة الصحة بالمملكة المتحدة، فإن ما يقرب من 10% من الأشخاص الذين خضعوا للرعاية الأولية التي يوفرها الأطباء، كانوا يعانون من الاكتئاب السريري، مع وجود أعراض مصاحبة لتلك الحالة المرضية بما فيها استمرار الحالة المزاجية السيئة، وقلة الثقة بالنفس، والصعوبة في اتخاذ القرارات، وأيضاً نقص الطاقة. ويُعتقد أن ثمة عوامل جينية وبيئية تقف خلف الاكتئاب، كما اتضح من الدراسة أهمية الربط بين نوعي تلك العوامل. إلا أن هذه الاختلافات الجينية الكثيرة يُعتقد أن كل منها يسهم بدرجة ضئيلة في مخاطر تطور الحالة، ما يمثل تحدياً كبيراً أمام الكشف عن هويات تلك الاختلافات الجينية. تأكيد على أن الاكتئاب مرض عقلي وقال روي بيرليز من مستشفى ماساتشوستس العام، الذي شارك في كتابة البحث، "إنه فقط يؤكد أن الاكتئاب فعلاً مرض عقلي. فالاكتئاب متعلق بالعلم الأحياء، وأنا أعتقد أن ذلك الأمر سيكون مفيداً لبعض الناس كي يخفف من وطأة الأعراض المصاحبة له، كما أنه سيغير الطريقة التي ننظر بها إلى الاكتئاب". وقد فحص العلماء البيانات التي جمعتها شركة 23andme، التي تجري اختبارات وراثية على المستهلك، وذلك بهدف تمحيص مسألة الارتباطات الجينية المحتملة مع المرض. فمن بين 300 ألف شخص خضعوا للدراسة كان ثمة 75607 أشخاص قالت التشخصيات إنهم يعانون من أعراض سريرية متعلقة بالاكتئاب أو إنهم كانوا يتعاطون علاجاً لحالتهم. وعند مقارنة ترددات الاختلافات الجينية الشائعة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب مع الأشخاص الذين لا يعانون من المرض، اكتشف العلماء أن ثمة زوجاً من المناطق بالجينوم الواحد لديهما ارتباطات بتلك الحالة، إذ إن أحدهما كان متصلاً مسبقاً بحالات الصرع والإعاقة الذهنية. دليلٌ على بيولوجية المرض ورغم أن الاختلافات الجينية التي اكتُشفت يعتقد أنها تسهم في الغالب بنسبة ضئيلة في المخاطر العامة المتعلقة بالاكتئاب، فإن تلك النتائج لا تزال قيّمة، حسبما يقول بيرليز، الذي أردف قائلاً إن "السبب الذي يجعل منها ذات أهمية أنها تأخذ أبصارنا نحو علم الأحياء المرض". كما أضاف أن تفهّم ما الذي تفعله الجينات والطريقة التي تتواصل بها قد يقودنا نحو التوصل لعلاج أفضل للاكتئاب. وتتفق اليزابيث بايندر التي اشتركت بالدراسة والتي تعمل بمعهد ماكس بلانك للطب النفسي في ألمانيا، مع تلك الأطروحة. تقول بايندر، "لا يمكننا شرح الكثير من الأمور المتعلقة بالاكتئاب من خلال تلك الورقة البحثية وحدها، بيد أنها بحق تُعدّ أول أطروحة جوهرية ومتاحة متعلقة بالجينات، والآن يمكننا أن نذهب لأبعد من ذلك كي ننظر إلى تلك النتائج، وأن ننظر إلى ما يرتبط بها وبالفعل نبدأ في تفهم المرض". رأي مغاير أما جوناثان فلينت من جامعة كاليفورنيا بلوس آنجلوس، فيحذر من أن استخدام تلك البيانات المعتمدة على التشخيصات القائمة على التقارير الذاتية، قد يحمل إشكالية. ولا يعود السبب لأن كثيراً من الأفراد الذين يعانون من أعراض مرتبطة بالاكتئاب من المرجح أنهم لم يحصلوا أبداً على تشخيص وحسب، بل إن آخرين قد يكون تشخيص حالتهم يفيد بأنهم يعانون من الاكتئاب، لكن ذلك التشخيص لا يوافق المعايير المرتبطة بتشخيص المرض. وأوضح قائلاً، "ربما ما نحن بصدد أن نحدده هنا شيء مرتبط بما يمكن القيام به مع سلوكيات المصابين أكثر من كونه ما يمكن القيام به حيال الأمراض النفسية". وقال بيرليز، "في العموم قد تحذو بنا تلك النتائج تجاه الاعتقاد بأن احتمالية وجود ارتباطات جينية مع المرض قليلة وليست كبيرة"، مضيفاً أن الباحثين وجدوا ارتباطاً قوياً لدى المجموعة العرقية الواحدة بين الاكتئاب والحالات الأخرى المرتبطة به مثل القلق والسمنة وعدم القدرة على النوم. وأوضح قائلاً: "في نهاية الأمر، هؤلاء هم الأشخاص الذين نرغب في أن نكون قادرين على إيجاد علاج لهم، وليس المشاركين في البحث، بل الأشخاص الذين شُخصت حالاتهم بأنها اكتئاب والذين يعالجون من الاكتئاب". هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط .

مشاركة :