بدأ بريق شعر المحاورة في الخفوق والتراجع من قبل الجمهور، بالرغم مما تشهده ساحة المحاروة من بروز شعراء جدد بعضهم خريج مسابقة شاعر المعنى والبعض الآخر أبرزه شعراء المحاورة الكبار وقدموه للجمهور، وعزا عدد من الشعراء المعروفين هذا التراجع والخفوق إلى أسباب عدة من أبرزها تخصيص بعض القنوات لفن المحاورة على مدار الساعة مما ولد تشبعا لدى الجمهور. وقد أوضح الشاعر محمد بن طمحي الذيابي أن هناك ثلاثة أسباب أدت إلى تراجع جماهيرية المحاورة رغم انتشار هذا الفن على اتساع رقعة الجزيرة العربية وأول هذه الأسباب ظهور القنوات الشعبية المتخصصة في هذا الفن والموروث، حيث سلطت هذه القنوات أضواءها على موروث المحاورة وأصبحت المحاورات عبر شاشتها تذاع على مدار الساعة مما ولد لدى الجمهور نوعا من الملل واكتفى البعض بمشاهدة المحاورات وهو في منزله عبر شاشات هذه القنوات الشعبية، معتبرا ذلك أفضل بالنسبة له خصوصا في ظل التنافس بين القنوات على تصوير الحفلات بدقة عالية وتسجيلها ونقلها عبر شاشاتها، والسبب الثاني كثرة الشعراء الذين غصت بها ساحة المحاورة فغلب الكم على الكيف وأصبحت الحفلة الواحدة بها عدد كبير من الشعراء، مشيرا إلى أن المحاورة كموروث تخطى حدود الجزيرة العربية وانتشر انتشارا كبيرا، خصوصا في ظل قيام المسابقات الشعرية المخصصة لهذا الفن كمسابقة شاعر المعنى بالمملكة التي تقوم عليها قناة الساحة ومسابقة شاعر الوطن التي أقيمت في الكويت. من جانبه، حمل الشاعر مصلح بن عياد الحارثي الشعراء انفسهم أسباب تدني مستوى المحاورة وتراجعها، وقال: إن الهبوط لأسلوب المهاترات وظهور شعراء جدد اتخذوا أسلوب المهاترات منهجا لهم للوصول إلى النجومية من أهم الأسباب التي جعلت بعض أصحاب المناسبات يعزفون عن دعوة شعراء المحاورة والاكتفاء بإقامة الأمسيات الشعرية متمنيا من زملائه الشعراء الحفاظ على المعاني الجزلة التي تحفظ قيمة المحاورة وترسخ هذا الموروث بين الموروثات، وأشار الشاعر الحارثي إلى أن الأمسيات الشعرية بدأت تزحف على شعر المحاورة وتقام في عقر داره، وقال: إنني أفضل دائما المحاورات على أي أمسية ادعى إليها لأن الأمسيات مكافآتها غير مرضية بالنسبة لي بل أن ما يدفع لشاعر المحاورة يفوق بكثير ما يدفع لشاعر الأمسية. وأشار الشاعر محمد المسعودي إلى أن هناك تراجعا طفيفا في حفلات المحاورة، وسبب هذا التراجع اكتفاء بعض أصحاب المناسبات بالأمسيات الشعرية التي تقام بدلا من المحاورات، مؤكدا أن شعر المحاورة ما زال في مضمار المنافسة مع الموروثات الأخرى ولكن لهذه الأسباب تراجع، وأضاف أن الأمسيات الشعرية التي بدأت تطغى على باق الموروثات والفنون أوجدت جوا شعريا جيدا يطلبه الجمهور، لافتا إلى أن المصداقية سبب أيضا من الأسباب التي تؤثر تأثيرا سلبيا على شعر القلطة، فعدم التزام بعض الشعراء بالحضور أو اعتذاره في وقت محرج لصاحب المناسبة أوجد خيفة لدى أصحاب المناسبات وحول اتجاههم إلى إقامة الأمسيات. من جهته، قال الإعلامي تركي السويهري: إن المصداقية هي السبب الأكبر لعزوف بعض أصحاب المناسبات عن دعوة شعراء المحاورة واقتصاره على دعوة شعراء النظم لإقامة أمسية بدلا من المحاورة إضافة إلى مطالب بعض الشعراء غير المنطقية من حيث المكافآت التي تقدم لهم نظير سويعات يحيي فيها المناسبة.
مشاركة :