في ليلة تميزت بالموروث الأصيل، أحيت فرقة الرندي للفنون الشعبية حفلاً لعشاق هذا اللون الغنائي، وسط تصفيق حار من الحضور في سوق شرق. ضمن فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي" في دورته الحادية عشرة، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قدمت فرقة الرندي للفنون الشعبية عدداً من الأغاني، والتي تعكس ملامح التراث الموسيقي الكويتي، على المسرح الروماني في سوق شرق، وسط تصفيق حار واستحسان من الحضور، الذين أعربوا عن فرحتهم لما قدمته الفرقة. حضر الفعالية مدير المهرجان سعود المسعود، إلى جانب باقة من عشاق التراث والفولكلور الكويتي، ولفيف من رواد السوق. بدأت فرقة الرندي للفنون الشعبية وصلتها الغنائة بعرضة حربية بعنوان "حنا فدا للبلد" للشاعر الكويتي الراحل مرشد البذال، فيما دقت طبول الفرح، وصدح صوت "الطار"، حتى أشهر أعضاء الفرقة سيوف الفخر والاعتزاز، ملوحين بأمجاد الآباء والأجداد في الدفاع عن الوطن الغالي. خاطري طاب بعد ذلك، تزيَّنت أركان المسرح الروماني بألوان الغناء الشعبي، وخاصة اللون المجيلسي في أغنية بعنوان "سلموا لي على غروٍ"، ويتكون المجيلسي من 15 عضواً فما فوق، يؤدون الأغاني وهم جالسون، ويميلون على إيقاع الأشعار والأغاني الغزلية، ثم قدمت الفرقة "مجيلسي" آخر بعنوان" خاطري طاب". «البارحة يا عبيد» تلتها بأغنية "سلمولي على الصاحب الجبلي" للشاعر سليمان الهويدي. كما شدا أعضاء الفرقة بواحدة من روائع الأغاني الشهيرة لدى أهل البادية للشاعر فهيد بن هباس، بعنوان" البارحة يا عبيد". ولم تغفل الفرقة تقديم ألوان شعبية أخرى، على غرار" السامري" و"العرضة النجدية"، وغيرهما من الألوان التي لاقت تفاعلاً وانسجاماً منقطعي النظير من الجماهير، فضلاً عن العرضة الوطنية ذات الإيقاعات السريعة والحماسية التي عزفت بقوة على شغاف القلوب، والتي تعتبر من أبرز الفنون الشعبية في التراث الكويتي خاصة والجزيرة العربية بشكل عام. أول فرقة حربية جدير بالذكر، أن فرقة الرندي للفنون الشعبية هي أول فرقة حربية في الكويت، أسسها المرحوم سليمان المسيعيد الرندي في مطلع القرن الماضي، قبل أن يتولى رئاستها عدد من أبناء العائلة، وآخرهم محمد عبدالعزيز الرندي.
مشاركة :