رائدة برازيلية ولحظة فريدة من نوعها

  • 8/14/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إنها ملكة كرة القدم النسائية البرازيلية. صاحبة القميص رقم 10 بلا منازع. هدافة لا كانارينيا الأكثر موهبة. الأكثر طلباً للحصول على التوقيعات. لا، لا نتحدث عن مارتا. لأن هذه العناوين تعود إلى سنوات التسعينات حين كانت مارتا في بداياتها. آنذاك كان القميص رقم 10 الأسطوري يحمل اسماً آخر، ابنة باهيا، سيسي. كانت سيسليدي ليما دو أمور لسنوات طويلة مرجعاً في بلادها ومن الأوائل اللواتي وضعن المنتخب البرازيلي على الخريطة الدولية. عاشت أعظم لحظات المجد خلال كأس العالم للسيدات الولايات المتحدة الأمريكية 1999 FIFA، حيث فازت، بالإضافة إلى الميدالية البرونزية، بجائزة حذاء adidas الذهبي مقتسمة إياها مع الصينية سون ون، وكذا الكرة الفضية. صرحت في حوار حصري خصت به موقع FIFA.com قائلة "كانت تلك البطولة العالمية مدهشة،" مضيفة "لا أزال أشعر بالقشعريرة عندما أتذكرها. كانت أجمل تجربة في حياتي." في جولتنا باللحظات التي لا تُنسى في 25 عاماً من تاريخ هذه المسابقة، كان من الضروري العودة بالذاكرة إلى تلك النسخة لاستحضار الهدف الرائع الذي قادت به سيسي البرازيل إلى الدور نصف النهائي. في مباراة الدور ربع النهائي يوم 1 يوليو/تموز 1999، واجهت البرازيل نيجيريا في واشنطن. بعد 35 دقيقة، كانت البرازيل متقدمة بنتيجة 3-0. ولكن في الشوط الثاني، نجحت النيجيريات في تعديل النتيجة في الدقيقة 85، وبالتالي الذهاب إلى الشوطين الإضافيين. "وقعنا في فخ الاسترخاء. وصلنا إلى فترة الاستراحة معتقدين أننا فزنا بالمباراة. وهذا ما لاحظته النيجيريات واستغللن ذلك." هكذا فسّرت سيسي الإثارة غير المتوقعة التي شهدتها المباراة. في الدقيقة 105 أعلنت الحكمة عن ضربة خطأ على بُعد 20 متراً من المرمى النيجيري. كانت الكرة في جهة اليسار. استنشقت سيسي الهواء ونفذت بقدمها اليسرى ركلة حرة متقنة اصطدمت بالعارضة قبل أن تستقر داخل الشباك. وعلّقت صاحبتنا على الهدف قائلة "في تلك اللحظة شعرت بأننا نصنع التاريخ وبأنه قد حان وقتنا." وتذكرت بكل فخر قائلة "ذلك الهدف... أتأثر كلما شاهدته. فتلك المباراة، بدون أدنى شك، غيّرت حياتي. كان الهدف الذهبي الأول في كرة القدم النسائية." في ذلك الوقت كانت لا تزال سارية المفعول القاعدة التي تضع حدّاً للمباراة بمجرد تسجيل هدف في الوقت الإضافي. لقد كان هدفاً تاريخياً ورائعاً أيضاً. عندما اهتزّ الشباك، ركضت سيسي دون اتجاه ولكن بنيّة واحدة: "أصبت بالجنون عندما ركضت في تلك اللحظة. كنت أريد أن أظهر للشعب البرازيلي أن الفتيات لديهن ما يكفي من الموهبة للعب كرة القدم. إنها ليست مسألة مقارنة مع الرجال، ما أردناه هو فرض أنفسنا في الساحة. في تلك اللحظة صرخت ليسمع الجميع أننا هناك ونستحق أن يحترموا عملنا ويعترفوا بإمكاناتنا." ثم اعترفت قائلة "وبعدها لم أستطع النوم لأن الأدرينالين كانت في ذروتها. فذلك الهدف كان واحداً من أهم الأهداف في حياتي." هدافة غير متوقعة كان هدفها السابع في البطولة. وهذا أمر مفاجئ إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار عاملين اثنين: "لم أكن لاعبة تسجّل الكثير من الأهداف. كان دوري أساساً هو إعطاء التمريرات الحاسمة. عندما بدأت أسجّل الأهداف في تلك البطولة العالمية فاجأني ذلك. فقد كنت صانعة اللعب، وليس من يهزّ الشباك." إلى جانب تحوّلها المفاجئ، كانت سيسي، التي كان عمرها آنذاك 32 سنة، قد وصلت إلى تلك البطولة مصابة. حيث تذكرت قائلة "قبل كأس العالم أصبت في وجهي عندما كنت ألعب كرة الصالات. نصحوني بإجراء عملية جراحية، لكنني رفضت لأنه لم أكن أرغب في تفويت موعد كأس العالم. لا أدري، كنت أحسّ بأن شيئاً خاصاً سيحدث. لعبت بكسر في الوجه، ولم أواجه أي مشكلة، لحسن الحظ." كان رهاناً محفوفاً بالمخاطر، ولكنه كان ناجحاً في نهاية المطاف. فالجوائز الآن توجد في مكان آمن في منزلها الذي يقع اليوم في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، حيث تعمل سيسي كمنسقة للفئات الدنيا لكرة القدم النسائية في كلية سولانو. وهنا أوضحت قائلة "القميص رقم 10 الذي حملته في تلك المباراة هو من القمصان القلائل الذين أحتفظ بهم لأنني عادة ما كنت أتبادلهم مع المنافسات. جلبت معي أيضاً من البرازيل الحذاء الذهبي والكرة الفضية. أحيانا أحملهما معي إلى النادي لكي تلتقط الفتيات الصور معهما. إنها طريقة جيدة لإلهامهنّ وتحفيزهنّ." سقط المنتخب البرازيلي يوم 4 يوليو/تموز في الدور نصف النهائي أمام منتخب البلد المضيف (2-0)، ولكن سيسي وزميلاتها استعدن توازنهنّ ليفزن بركلات الترجيح على النرويج في مباراة تحديد المركز الثالث. "لقد كانت بطولة تاريخية انتزعت الاعتراف الدولي لكرة القدم النسائية،" أكدت المدربة الحالية التي أتيحت لها الفرصة لمرافقة فاداو في بعض المباريات الودية التي خاضها المنتخب الحالي قبل انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية. وبالعودة إلى الحاضر، جدير بالذكر أن سيسي تعشق وريثة القميص رقم 10: "مارتا لاعب استثنائية. تعرّفت عليها عندما كنت ألعب في نادي فاسكو دا جاما على المستوى الاحترافي وهي كانت في فئة الناشئات. وكان من الواضح في ذلك الوقت أنها لاعبة استثنائية. يعتقد المشجعون أن هناك منافسة بيننا، ولكن على العكس من ذلك تماماً. لدينا أسلوبان مختلفان جداً. فهي وُلدت بموهبة فذة وأنا أحترمها كثيراً. لكلّ جيل مراجعه، ومارتا هي الآن أفضل من يُمثل كرة القدم النسائية البرازيلية."

مشاركة :