تؤكد التقارير الطبية، أن مرحلة التسنين تعتبر من أصعب مراحل النمو التي يواجهها الطفل؛ لأنها بداية شق الأسنان طريقها من اللثة وبزوغها إلى الخارج، وهذه العملية تدل على التطور الطبيعي لعملية النمو الصحيحة، وفي هذه المرحلة تظهر بعض التغيرات الجسمانية المصاحبة التي تؤثر في الطفل وتصيبه بالتعب والإرهاق والمرض، مثل إصابة الأذن ببعض الالتهابات، وغيرها من الأعراض المصاحبة لعملية التسنين، وهناك بعض الحالات من الأطفال الذين يتأخرون في عملية التسنين، وقد يكون هذا بسبب أنهم بدؤوا مبكراً في عملية الحبو أو الزحف، أو لديهم نوع من سوء التغذية، أو أن هناك نقصاً في كمية الكالسيوم أيضاً، وسنتعرض لهذه المشكلة لاحقاً، وهناك بعض المدارس الطبية التي تدعو الأم إلى عدم القلق عند تأخر عملية التسنين عند الطفل، حتى بلوغه عمر سنة، أمّا إذا طالت الفترة أكثر من ذلك، فعلى الأم أن تذهب للطبيب المختص، وتجري بعض الأشعة على الفكين، لمعرفة وكشف أسباب التأخر، وهل خنادق الأسنان موجودة، والموضوع فقط يحتاج وقتاً، فتبدأ الأم في إعطاء الطفل بعض أدوية الكالسيوم، وبعض الفيتامينات. وتشير بعض التقارير الطبية المتخصصة في هذا المجال إلى كيفية تعامل الأم مع الأوجاع التي قد تسببها مرحلة التسنين، وماذا تفعل كي تخفف عن طفلها هذا الألم؟، فهناك بعض الطرق المجربة ميدانياً، التي نصح بها المختصون، ومنها أن تقوم الأم بوضع العضاضة الصناعية في الثلاجة فترة حتى تصبح باردة، ثم تضعها على لثة الطفل، فتهدأ من الوجع، ويخرج فيها الطفل طاقة الألم، أو أن تقوم الأم بوضع قطعة من القماش المبلل في الفريزر لفترة حتى تتجمد، ثم تأخذها وتضعها على اللثة، وتجعل طفلها يعض على الجزء المجمد فهذا يخفف من الوجع، ويقلل من توتر الطفل وزهقه. وتوضح بعض الدراسات، أنه يمكن للأم القيام بعملية إشغال الطفل وإلهائه، حتى ينصرف عنه إحساس الألم، فتقوم الأم باللعب مع طفلها، وإحضار أدوات الألعاب المختلفة؛ حتى تلفت انتباهه، وينشغل في بعض الألعاب، ويحاول التفاعل معها، مما يؤدي إلى تخفيف الألم نوعاً ما، وأيضاً لا تنس الأم القيام بتدليل الطفل والغناء له ومداعبته، فهذا نوع من تخفيف الوجع، ولا يوجد مانع من أن تذهب الأم إلى بعض الأماكن العامة أو الحدائق والمتنزهات، فهذه السلوكيات تجعل الطفل ينشغل عن الأوجاع التي يشعر بها. أما عن الطرق الطبية التقليدية للعلاج، فيمكن أن تعطي الأم طفلها بعض الأدوية المسكنة، إذا كان الوجع مستمراً وغير محتمل، ولكن هذه الخطوة تكون بعد استشارة الطبيب المعالج عن نوع المسكن والجرعة المناسبة، وينصح الأطباء أن تقوم الأم باستمرار بتدليك لثة الطفل بعد غسل يديها جيداً، مع استعمال القليل من الجل المسكن، بعد استئذان الطبيب، وتؤكد الدراسات أن الطفل في مرحلة التسنين يكون في أشد الحاجة إلى الحنان والاهتمام، فهو يشعر بآلام شديدة ويتملكه الخوف من الأوجاع، وعلى الأم أن تقبل طفلها وتضمه إلى صدرها، وترضعه بكثرة فهو في حاجة إلى أن يشعر بأمان وحنان الأم. وتبين الدراسات أن الطفل إذا تجاوز الأشهر الستة الأولى من عمره، فيمكن للأم أن تقوم بتقطيع بعض الفاكهة والخضراوات إلى شرائح، ثم تضعها في الثلاجة لتبرد، ثم تقوم بعد ذلك بإعطائها الطفل ليأكلها، فالبرودة تعمل على تخفيف الوجع، فيمكنك أن تعطيه شرائح التفاح والكمثرى والجزر والخيار، فهي تساعد على تبريد الألم، ومن ناحية أخرى تغذي جسم الطفل، وتمده بالفيتامينات والعناصر المهمة التي يحتاجها في هذه الفترة، واحرصي أيضاً أن تعطي الطفل الأعشاب الطبيعية، مثل النعناع والتليو والكراوية، وتوجد في الصيدليات أعشاب أخرى مجهزة للأطفال الرضع، ولا تنسي في هذه الفترة إعطاءه بعض العصائر، واحرصي على أن تكون طازجة، والأفضل بأن تصنعيها بنفسك، فكل هذه الأشياء تعمل على تخفيف حدة الأوجاع التي تصيب الطفل نتيجة مرحلة التسنين. فالأطفال في فترة التسنين يعانون الألم الشديد والأوجاع التي قد تؤدي إلى تألم الأم أيضاً، عندما ترى طفلها يتوجع وشعورها بأنها لا تستطيع مساعدته، فلا تقلقي فهذه الطرق السابق ذكرها، سوف تساعد على تخفيف الآلام، فقط يجب عليك أن تتحلي بالصبر؛ لأن هذه الفترة ليس لها وقت محدد، فقد تكون أياماً أو شهوراً للانتهاء من آلام التسنين، وتبدأ مرحلة التسنين عند الأطفال من عمر ستة أشهر أو أقل قليلاً؟، وتستمر حتى إتمام الطفل سنتين، ويكون الوجع في قمته عند ظهور القواطع من الأسنان، ويهدأ الألم شيئاً ما، وقد يتعود الطفل على هذا الألم عندما يكبر، ونادراً ما يحدث في بعض الحالات أن يولد الطفل بأسنان، وتظهر عند الأطفال في البداية الأسنان اللبنية ثم تستبدل بها بعد ذلك الأسنان الدائمة، بعد بلوغ الطفل ستة أعوام. وكثيراً ما نجد بعض الأمهات قلقة من تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال، وتصاب بالحيرة والقلق، وتعتقد أن هناك مشاكل في نمو طفلها بالشكل الطبيعي، وفي الأغلب ما تتوجه للطبيب؛ لسؤاله عن السبب في هذا التأخر، ويقول المتخصصون، إن تأخر ظهور الأسنان عند الرضيع البالغ من العمر سنة أمر غير مقلق، فلا داعي لأن تنزعج الأم، وإذا كان هذا الأمر يقلقها كثيراً، فيمكن أن تطمئن نفسها بزيارة سريعة إلى الدكتور المختص؛ ليجري للطفل بعض الفحوصات اللازمة، فهناك أطفال يحتاجون إلى بعض الوقت لبزوغ الأسنان، وبعض الأطفال يعانون الضعف؛ بسبب سوء الغذاء الذي يتناوله، وذلك نتيجة عدم تناول الرضيع الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر اللازمة، والتي يحتاجها الطفل في هذه الفترة، مع نقص الكالسيوم أيضاً يؤدى إلى تأخر ظهور الأسنان. وتقول التقارير الطبية، إن على الأم أن تنتبه إلى احتواء الطعام الذي يتناوله طفلها على الفيتامينات والكالسيوم بالكميات المناسبة التي يحتاجها جسم الرضيع لإتمام عملية التسنين، وهناك أيضاً العوامل الوراثية التي من شأنها تعطيل عملية التسنين، كما أن قلة تعرض الطفل إلى أشعة الشمس يمكن أن تكون أحد أسباب تأخر التسنين؛ لأن أشعة الشمس تعوض الطفل نقص الفسفور ونقص فيتامين د، ولا غنى عن إمداده بهذا الفيتامين مع أشعة الشمس؛ لأنها ستفيد الطفل كثيراً في هذه المرحلة، وأحياناً يمكن أن يكون تأخر التسنين بسبب قصور في إفرازات الغدة الدرقية عند الطفل، وهذا سبب نادر الحدوث، ولكن ربما يصاب به قليل من الأطفال. وتقدم بعض الدراسات الكثير من النصائح للأمهات، التي يجب أن تحرص عليها، لإتمام عملية التسنين وتجنب التأخير، وهي أن تعطيه التغذية السليمة، التي تساعد طفلها على عملية النمو بالشكل الصحيح، وبالتالي يؤدي إلى نمو أسنان الطفل بصورة صحية، فلابد أن تداوم على أن تعطي الطفل الفيتامينات، ومنها فيتامين د والكالسيوم والفسفور، وذلك عن طريق تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه العناصر، مثل البيض ومنتجات الألبان والأسماك والفاكهة والخضراوات الطازجة، وأن تحرص أيضاً على تعرض الطفل لأشعة الشمس بدوام، ويمكنها أيضاً أن تلجأ إلى عمل أشعة على اللثة، بعد استشارة الطبيب؛ لتتأكد من عدم وجود مشاكل، فإذا حرصت الأمهات على فعل هذه النصائح، مع تنظيف لثة الرضيع بانتظام، فهذا سيؤدي إلى الإسراع في عملية التسنين. وكما ذكرنا أن ألم التسنين يمكن تسكينه، باستخدام جل التسكين وهو يباع في الصيدليات، ولكن يجب أن تتأكد الأم من أنه خالٍ من المواد الضارة، وأن المواد المستخدمة به آمنة، ويكون ذلك عن طريق وصفة الطبيب عن نوع الجل المناسب، فالهدف من الجل تخفيف الألم، فلا قلق منه فهو غير ضار، ولا يصل إلى الدم، فالجل يخفف من الألم الذي يشعر به الطفل، مع عدم الإفراط أيضاً في إعطاء الطفل الكثير من المسكنات، وهناك أيضاً طريقة أخرى تخفف الألم عن الطفل، وهى استخدام العضاضة التي يجب أن تكون من النوع الجيد، والمطاط المصنوع منه طبي ومعتمد خصيصاً للأطفال، ويتم وضعها في الثلاجة لتبرد، ثم يأخذها الطفل ليضغط عليها باللثة الساخنة، فتبرد ويتراجع الوجع قليلاً؛ لأن عملية التسنين تؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الطفل، وتجعل اللثة ساخنة، وعلى الأم أن تتأكد من نظافة العضاضة وغسلها جيداً، وتقوم بتعقيمها باستمرار عند سقوطها على الأرض، فمن المحتمل أن تصاب العضاضة بالتلوث، ولا تضعي بها رباطاً حول العنق؛ لأن الطفل يمكن أن يؤذي نفسه بالاختناق، ومن الأفضل للطفل أن تشتري الأم العضاضة التي يوجد بها جل، ليحفظ درجة البرودة بداخلها أطول وقت ممكن، عند خروجها من الثلاجة، فتبريد العضاضة يهدئ ويخفف من ألم الطفل، ويفرغ بها طاقة العصبية الناتجة عن ألم الأسنان. وتقدم بعض الدراسات طرقاً لكيفية العناية بالأسنان اللبنية عند الأطفال، ومنها ألّا تكثر الأم من إعطاء طفلها الحلوى، وتسرع في غسل أسنانه بعد تناول بعض الحلوى، ويمكن للأم أن تستعين بشرائح التفاح والخيار والجزر؛ لأنها مفيدة وفي نفس الوقت تعمل على تنظيف الأسنان، ومن المهم أن تحافظ الأم على مستوى الكالسيوم في جسم الطفل، وكذلك فيتامين د، فهما أساسيان لنمو العظام بالشكل الطبيعي، ويساعدان على سرعة نمو الأسنان، ولا مانع من أن تذهب الأم للطبيب المختص على فترات، لفحص أسنان طفلها وللوقاية أيضاً، وعمل اللازم إذا كان هناك خلل، وينصح الأطباء الأم بعدم التسرع والتعجل في خلع الأسنان اللبنية، وتنتظر حتى يحين وقت الاستبدال الطبيعي مع الأسنان الدائمة؛ لأن الاستعجال يؤدي إلى تشويه شكل الفكين وأيضاً الفم. كما توصي بعض الدراسات بالحفاظ الدائم على نظافة الأسنان والفم، خاصة في الشهور الأولى من عمر الطفل، وأيضاً عدم الإفراط في استخدام السكر المضاف إلى العصائر الطبيعية والمشروبات، والإكثار من إعطائه كميات من الماء بعد تناوله الوجبات، وغسل الفم بعد الأكل بالماء وتنظيفه جيداً من الطعام الذي يمكن أن يعلق بالأسنان، وعلى الأم ألّا تنتظر حتى ترى تسوس الأسنان لكي تذهب إلى الدكتور المختص، فعند شعور الطفل ببعض الأوجاع الطفيفة عليها أن تبادر إلى الذهاب للطبيب لعمل ما يلزم، وتقوم الأم بتعليم طفلها وتعويده على تنظيف أسنانه باستمرار منذ نعومة أظافره؛ لأن النظافة مهمة جداً لصحة وسلامة الأسنان وشكل الفكين؛ لأن المشاكل الصحية إذا استمرت مع الطفل يستفحل أمرها في الكبر، ولذلك الوقاية خير من العلاج، والاهتمام بأسنان الطفل وهو رضيع يحميه من أزمات البلوغ. آلام التسنين عند الأطفال من الأمور المزعجة للأم والأسرة والأطفال أيضاً، فيبدأ الطفل في التوجع والتألم بداية من الشهر الخامس تقريباً، وهناك بعض الأطفال يبدؤون من الشهر الرابع، حسب درجة وسرعة كل طفل في مرحلة النمو، وفي بداية التسنين حتى نهايته في عمر عامين، تبدأ رحلة العذاب للأم، فطفلها في الأغلب ما يستيقظ من النوم ليلاً من شدة الألم، ويتبدل ويتغير في مواعيد نومه، ما يزيد الأم تعباً وإرهاقاً، وتنتاب الطفل حالة من البكاء والزهق والالتواء من شدة الألم، ويصف الأطباء مرحلة شق اللثة لطلوع أول سنة من الأسنان بالمرحلة الصعبة على الطفل، ونحاول في هذا الموضوع تقديم بعض النصائح، وبعض نتائج الدراسات الحديثة، لكيفية تعامل الأم مع طفلها في هذه المرحلة التي تمتد حتى العامين، وتخفيف أوجاع الطفل الجسدية والنفسية، والوقوف بجانبه حتى يتجاوز هذه المرحلة الصعبة من عمره.
مشاركة :