سنغافوري صغير ينتزع الذهب من بين فكي الأخطبوط !

  • 8/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ريو دي جانيرو- ا ف ب : كان السنغافوري جوزيف سكولينغ في الثالثة عشرة من عمره عندما التقى مثله الأعلى الأمريكي مايكل فيلبس للمرة الأولى، لكن أيا منهما لم يخطر بباله أن اللقاء التالي بينهما سيكون في أحواض ريو وأن ذلك الصبي سيتحول الى قاهر الأسطورة وسيهدي بلاده أول ذهبية أولمبية في تاريخها. من المؤكد أن فيلبس لا يتذكر حتى بأنه التقى سكولينغ قبل 8 أعوام في سنغافورة حين كان بصحبة المنتخب الأمريكي في معسكر تدريبي تحضيرا لحملته الأسطورية في أولمبياد بكين 2008 حيث أصبح أول رياضي يتوج بثماني ذهبيات في نسخة واحدة. لكن ذلك "اللقاء" بين الاثنين ترك أثره على حياة سكولينغ الذي كان حينها في الثالثة عشرة من عمره وأفضل سباح في بلده الصغير في فئته العمرية. وعندما كان فيلبس يحطم الأرقام في أحواض بكين، اتخذ سكولينغ قراره وأدرك أنه اذا أراد السير على خطى مثله الأعلى يتوجب عليه مغادرة بلاده، فاتصل والداه بالمدرب الإسباني سيرخيو لوبيز الفائز مع بلاده ببرونزية 200 م صدر في أولمبياد سيول 1988. انتقل سكولينغ الذي أصبح الآن في الحادية والعشرين من عمره، الى الولايات المتحدة وتحديدا الى ولاية فلوريدا من أجل التمرن في مدرسة "بولس" في جاكسونفيل حيث عين لوبيز مدربا، ومن هناك بدأت القصة. اعتمد لوبيز مقاربة مختلفة مع سكولينغ وفضل التركيز على تقنيات السباحة عوضا عن التركيز على بناء العضلات لأنه رأى بأن هذه المسألة تتحقق بشكل طبيعي مع تقدم التمارين. وأثمرت مقاربة لوبيز لأن سكولينغ بدأ يصنع اسما لنفسه وفي 2011 توج بذهبيتين في ألعاب جنوب غرب أسيا التي أقيمت في إندونيسيا وتأهل أيضا الى أولمبياد لندن 2012 عن سباق 200 م فراشة لكنه لم يتمكن من تجاوز التصفيات. وواجه سكولينغ معضلة عام 2013 بعد أن أنهى مرحلة الثانوية في مدرسة "بولس"، فهو حصل على منحة جامعية من جامعة تكساس حيث هناك المدرب المعروف ايدي ريس لكن المشكلة أنه كان مطلوبا للخدمة العسكرية الإجبارية في إندونيسيا والتي تصل مدتها لعامين. كان سكولينغ نجما معروفا في سنغافورة لكن بانتقاله الى الولايات المتحدة تحرر من الضغط الإعلامي والاجتماعي المترافق مع النجومية في عالم الرياضة وسمح له بالتركيز على تطوير نفسه وهذا الأمر أثمر في 2014 عن حصوله على فضية 100 م فراشة في ألعاب الكومنويلث ثم أصبح لاحقا في العام ذاته أول سنغافوري منذ 32 عاما يحرز ذهبية في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في كوريا الجنوبية. وكان رئيس البلاد شاهدا على إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ الألعاب وعلى أعظم لحظة رياضية في تاريخ سنغافورة. هذه اللحظة التي شبهها غوردون بلحظة اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي قائلا "الناس يتحدثون عن لحظة كينيدي، عندما اغتيل كينيدي. ما حصل ليس بنفس الدراماتيكية لكن هذه لحظة كيندي بالنسخة السنغافورية حيث سيتذكر الناس دائما لحظة فوز جوزيف سكولينغ بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية". وختم: "الآن سيكون التركيز على جوزيف سكولينغ وكيف تمكنت سنغافورة من تحقيق ذلك".

مشاركة :