الرباط: لطيفة العروسني حقق شريط فيديو يظهر رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران يرقص في منزله مع حفيد له متابعة واسعة جدا على المواقع الإلكترونية، ونال تعليقات كثيرة في المواقع الاجتماعية، لا سيما أن الشريط يظهر للمرة الأولى شخصية سياسية مغربية في جو عائلي مماثل. ويظهر الفيديو، الذي لا تتجاوز مدته دقيقتين وسبع ثوان، ابن كيران في جو من المرح يرقص مع حفيده الصغير على أنغام أناشيد دينية، وهو يرتدي قميصا تقليديا باللون الأبيض، وبدا الحفيد منسجما للغاية مع إيقاع الأناشيد، ويجيد الرقص ببراعة بشكل يثير الضحك. وصور الشريط الذي نشر على «يوتيوب» أول من أمس بكاميرا هاتف جوال بسيط. وتوالت المئات من التعليقات على الفيديو، أغلبها استحسنه لطرافته، لأنه يظهر رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، كأي جد عادي يمرح مع أحفاده. لذلك كانت بعض التعليقات طريفة أيضا، إذ كتب أحد الأشخاص متسائلا «هل الرقص مع الحفيد واللعب مع الأحفاد منعه الدستور على رئيس الحكومة؟». وقال آخر «تشعر فعلا بأنك أمام مواطن عادي، وبالتالي رئيس حكومة صادق، يحاول أن يصلح ما أفسده المفسدون». وخضع الفيديو للتحليل الدقيق من قبل عدد من الذين شاهدوه، إذ لم يكتف المتتبعون بالتعليق على رقص ابن كيران مع حفيده، بل تجاوزوا ذلك إلى إبداء ملاحظات على بيت رئيس الحكومة من خلال الجزء الذي يظهر في ذلك الشريط. وكتب أحد المعلقين أن «شقة رئيس الحكومة عادية، وليست قصرا تحيط به الأشجار، كما أن الأثاث عادي، والطفل يرقص حافيا على البلاط من دون أن ينتبه إليه الجد. وهذه هي حياة العظماء لا يعيشون لأنفسهم وإنما يعيشون هموم الناس. ولا بأس بقسط من المرح مع الأسرة خصوصا صغارها، وإنما كنت أتمنى أن أراه يعلمه قراءة القرءان الكريم عوض الرقص. فهل يمكن أن نرى كيف يعيش رؤساء الأحزاب الآخرين؟». وكتب آخر «ابن كيران الرجل الشعبي البسيط في كل شيء، لاحظوا بساطة ملابسه وأثاث منزله وعفويته في مداعبة أحفاده.. رجل شعبي بمعنى الكلمة». وبما أن لكل شخصية سياسية معارضيها، فهناك من انتقد الفيديو بشكل ساخر، وكتب «ارقص يا ابن كيران.. منذ اليوم الذي تقلدت فيه مسؤولية رئيس الحكومة ونحن إلى الوراء مسحوقون: الغلاء المعيشي والبطالة والزيادة في المحروقات». وكتب آخر «لا نناقش معالي الوزير في شخصه، فذلك شأنه، إنما الذي يندى له الجبين هو السياسة الرعناء التي يحرك بها دواليب الدولة التي يجب أن يعاد فيها النظر قبل فوات الأوان». وذهب البعض بعيدا في تأويلاته وقال إن أجهزة حزب العدالة والتنمية سربت الفيديو لأهداف انتخابية، فيما قال آخرون إن الهدف من تسريبه إغاظة المعارضة التي تكتلت لمواجهة ابن كيران. وقبل مدة تسرب أيضا شريط فيديو يظهر ابن كيران في حفل زفاف ابنة عزيز الرباح وزير النقل والتجهيز الذي ينتمي للحزب ذاته، وهو يسلم على المدعوين واحدا تلو الآخر، بعفوية شديدة. ولم يألف المغاربة ظهور السياسيين في أشرطة فيديو تصور جانبا من حياتهم الشخصية والعائلية، وحتى في صور فوتوغرافية. وكلما تسرب فيديو من هذا القبيل قارن عدد من المغاربة بينه وبين سلوكيات رؤساء الحكومة السابقين، الذين كانوا شديدي التحفظ ومخلصين جدا لصفتهم الرسمية وما يفرضه عليهم منصبهم الحكومي سواء على مستوى الخطاب أو المظهر. إلا أن ابن كيران كسر هذه القاعدة منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة، إذ تحدث بنفسه أكثر من مرة عن بيته وعائلته وعلاقته بزوجته وطباعها في ندوات حضرها بصفته الحكومية. ويستعمل ابن كيران اللغة العامية في خطابه، لا سيما عندما يرغب في توجيه نقد لاذع لخصومه ومعارضيه، فكلما استعمل لفظا جديدا وأصبح حديث الشارع.
مشاركة :