قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستوقف العمل باتفاقية «إعادة القبول» التي تم التوصل إليها مع الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، لوقف تدفق اللاجئين صوب أوروبا، حال عدم التزام الأخيرة بتعهداتها التي نص عليها الاتفاق. وأوضح أردوغان في تصريحات صحافية أن «أوروبا لم تفِ بوعودها التي نصت عليها الاتفاقية، وإذا لم يتم اتخاذ ما يلزم فلا تؤاخذونا فنحن سنوقف العمل بها». تجدر الإشارة إلى أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى اتفاق «إعادة القبول» (دخل حيز التنفيذ في 4 أبريل الماضي)، بهدف مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، تقوم أنقرة بموجبه باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا. وينص الاتفاق على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما يجري إيواء السوريين المُعادين في مخيمات بتركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها (تركيا) إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها. كما جدد الرئيس التركي انتقاده لموقف أوروبا «غير الكافي» حيال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها بلاده منتصف يوليو الماضي. وأضاف في هذا الصدد: «لقد وقعت محاولة انقلابية ليلة 15 يوليو الماضي، وفي 18 يوليو اتصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنا لتقول: ينبغي ألا تكون الأحداث (في تركيا) بالشكل الذي يُقلقنا»، مؤكداً أن «هذا الكلام يُحزننا. نحن لا نفعل شيئاً بدافع الانتقام». وأشار أردوغان إلى أنهم كانوا يتوقعون وقوف أوروبا إلى جانب تركيا ضد المحاولة الانقلابية، كالموقف الذي تجمع به الأوروبيون في باريس ضد الإرهاب (على خلفية هجمات إرهابية شهدتها المدينة في أوقات سابقة)، مشيراً إلى أنه كان «ينبغي على كل دولة أوروبية إرسال ممثل لها إلينا، لكن ذلك لم يحدث». في سياق آخر، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم السبت، إن بلاده لا ترى أي مجال لحل وسط مع الولايات المتحدة بشأن طلب تسليم رجل الدين فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت الشهر الماضي. وأدلى يلدريم بهذه التصريحات لمجموعة من الصحافيين الذين نقلوا عنه قوله، إن جو بايدن نائب الرئيس الأميركي سيزور تركيا في 24 أغسطس، مضيفاً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور تركيا في شهر أكتوبر. ونقل المدير العام لقناة «سي.أن.أن ترك» -وهو أحد الصحافيين الذين حضروا المؤتمر الصحافي الذي عقده يلدريم- قوله «العامل الأساسي لتحسين علاقاتنا مع الولايات المتحدة هو تسليم غولن حيث لا مجال للتفاوض».;