دخلت أعمال الغزل والصوف «السدو» الحياة العصرية من أوسع أبوابها بعد عقود طويلة من الإقصاء، بعيدا في البادية حيث كانت تلك المشغولات اليدوية النسائية تؤمن الكساء والفرش والزينة، وحتى الخيام والأغطية الصوفية.. واليوم أصبحت هذه الأعمال الفنية الأنيقة تتصدر مجالس رجال الأعمال وقصور الأثرياء، ومخيمات كبار الشخصيات كلوحات جمالية تزين جدران مواقع شبه النار للتدفئة وصالات استقبال الضيوف، بل أصبحت من بين متطلبات الحياة اليومية كشنط الجوالات وحافظات الكمبيوتر المحمول والآيباد في تناغم وتواصل مع الأجيال، وتؤكد إحدى المبدعات في هذا المجال أن مهرجان الربيع كان له دور أساسي في إحياء هذا التراث. هديبا العرماني، والتي تشارك بمهرجان ربيع بريدة 35 تقول يوجد لديّ ما يحتاجه السوق حاليًا، حيث السدو والفرش والشنط ومعاليق منوعه وعقل للروس، وتلك المنتجات تطلب بشكل مستمر ومنها شنط الجوالات وحافظات الكمبيوتر المحمول، بل هناك أحيانًا طلبيات معنية للفرش والمعاليق وبمقاسات معينة وأشكال خاصة. وعن طريقة الصنع تقول إن هناك مواسم معينة يتم فيها (جز) الأغنام وهو قص غزلها كموسم حصاد الزرع، ومن ثم يتم تنظيفه وغسله وتجفيفه وصبغه بألوان متعددة ما عدا الأسود، ومن ثم يتم البرم بواسطة (المغزل) ليكون خيوطا، بعد ذلك يتم وضعه كسدو حسب المقاس والنوع.. وتضيف هناك أشخاص يتم التعرف على حاجياتهم من تلك المنتجات خلال المهرجان، ومن ثم إعدادها حسب الطلب، وهناك جزء من هؤلاء الذين يطلبون يعدونها كهدايا لأشخاص آخرين مهمين أو لهم اهتمام. وتقول روية عوض الحربي كل ما لدي أعمال يدوية ومشغولات استغرقت وقتا وجهدا ومالا لكن في آخر الأمر يكون عائدها مجزيا وأمر صناعتها وشغلها ليس كما قد يتصوره البعض بالهين، بل ساعات تقضى من أجل قطعة صغيرة، وهناك عودة كبيرة لهذا النمط من التراث تساهم المهرجانات في إحيائه ومهرجان الربيع عامل أساسي في التعريف بنا ومعرفة رغبات المستهلك. وتضيف روية: التراث شيء جميل وهو انعكاس جميل لماض أجمل، ومن هنا كانت الفكرة بتأليف كتب خاصة بهذا المجال، حيث لديّ كتاب عن السدو وحياة السدو والقربة والعكة ويحوي صورًا حية من أعمالي.. وتقول أم علي: إن الغزل والصوف صناعة يدوية قديمة أصبحت مطلوبة الآن حسب الميول لكل منتج فهناك المطرزات والميداليات والشنط ومحافظ الجوال وشنط أجهزة الكمبيوتر والآيباد وغيرها، والتي تطلب كنوع من التغيير والميل للماضي، الذي هو جزء من الحاضر وله نكهته الخاصة لدى الجنسين.
مشاركة :