عنوان هذا المقال هو آية من كتاب الله تعالى، واستعارتي للعنوان هو تعبير عن عقيدتي الجازمة بأن نجاحنا وفلاحنا باتباع أوامر الله وعلى طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقول رجال الدعوة . فالأحداث التي تمر بها الأمة تحتاج الى من ينير الدرب ويوجه الى الصواب ، ومن غير الله ورسوله؟ لا شك أن الصورة قاتمة لكن ذلك لا يعني غياب بصيص الأمل بالله (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون). ولا أظن أننا بحاجة الى نقل صورة ما يجري فالشاشات والمحطات تكفلت بذلك، فلنبحث عن العلاج لأن كثرة الحديث عن الداء تزيد في العلة بل هي داء إضافي، لهذا خصصت هذا المقال لمعالجة قضية أشغلت المجتمع الأردني وهي الإساءة الى رب الخلق عزوجل من قبل من لا خلاق له ولا فهم ولن أقول أكثر من ذلك فالمؤمن ليس بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذيئ كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن هو هذا المخلوق القزم الذي يتطاول على الله؟! لقد تطاول فرعون كما قال تعالى (إن فرعون علا في الأرض) نعم علا ولكنه في الأرض ، ولما وجد نفسه هالكاً لا محالة قال (آمنت ) ، لهذا أقول لكل مؤمن بالله لا يضيرنا مثل هؤلاء فمن هم؟ إن الله قد قال عن الإنسان الذي سلبت منه الذبابة جزءاً من طعامه ( وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه ضعف الطالب والمطلوب) فالذبابة ضعيفة والإنسان ضعيف . وهذا المتطاول على الله لا يتحدث باسم اي فريق محترم في مجتمعنا بل باسمه واسم أمثاله وهذا يجب أن يكون مفهوماً منا جميعاً ، ولهذا لا نحمل طائفته ولا عائلته ولا والده ولا ولده من سفهه شيئاً . تشكر الحكومة على تحركها ولتعلم أن الناس بانتظار رؤية العقوبة لمن تطاول ولا يحق لنا أن نكيل بمكاييل إذ كيف نوقف من قال قولاً حتى لو كان خطأ لشهرين ، في حين أن من تطاول على الله وعلى الإسلام الذي هو دين الدولة وحاول زرع شرخ في مجتمع نظن أننا نرعاه ليبقى موحداً لمواجهة أية مخاطر ، ويوالي دولاً لا تتفق سياسة دولتنا معها بل تناؤنا تلك الدول وتتمنى لنا الشر والزوال يريد البعض لفلفة الأمور أو حصر التهمة في إهانة الشعور الديني والذي ينص القانون على تغريمه عشرين ديناراً!! إن تقزيم المسألة يجعل فئران التطاول من الجنسين تخرج من جحورها ولعل الواحد منهم يجهز للخزينة مائة دينار ليتطاول خمس مرات وفق هذا النص القانوني. المسألة تتعلق بشتم وسخرية من رب العباد رب كل الناس رب العالمين ، وتتعلق بكيان الدولة التي ينص دستورها على أن الإسلام دبن الدولة ، وتتعلق بقائد الوطن الذي هو سليل آل بيت الرسول ،وتتعلق باسم المملكة فهي ( هاشمية ) نسبة الى عائلة الرسول ، وتتعلق بالأمن الاجتماعي فنحن في الأردن نحيا في عيش مشترك مسلمين ومسيحيين وكل من ينغص ذلك لا يجوز التهاون معه لانه يمارس الإثارة بالرغم من أنه ينطق باسم نفسه . إن العدل أساس الملك ، والله أمر بالعدل والميزان ( واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) وليس من العدل الحكم على من شتم مقاماً ثلاث سنوات بينما من يشتم رب المقامات ورب أصحاب المقامات يتم التساهل معه ، وهو تساهل أرجو أن لا يقع يصب في مصلحة تشجيع المتطرفين والتكفيريين والخوارج. نحن بانتظار يا أولى القرار وبصفة الاستعجال
مشاركة :