إسلام آباد: «الشرق الأوسط» استقبل الرئيس الباكستاني ممنون حسين في إسلام آباد مساء أمس، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودي الذي يزور باكستان رسميا بدعوة من حكومتها. ورحب الرئيس ممنون حسين بالأمير سلطان بن سلمان، مثمنا زيارته الأخوية التي تأتي في إطار العلاقات الأخوية المتينة والتاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين حكومة وشعبا، مشيرا إلى أن للمملكة في قلوب الباكستانيين مكانة خاصة باعتبارها بلاد الحرمين الشريفين والداعم الأول لباكستان في كل المجالات. وتمنى الرئيس الباكستاني أن يقبل السعوديون على الاستثمار في باكستان وبخاصة في المجالات المهمة مثل الطاقة المتجددة. من جانبه، نقل رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودي تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، للرئيس الباكستاني. وأعرب الأمير سلطان عن سعادته بزيارة باكستان التي ترتبط مع السعودية بعلاقات تاريخية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن البلدين يعدان ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة والعالم الإسلامي. وعبر رئيس هيئة السياحة والآثار عن شكره لحسن الضيافة والاستقبال الذي وجده في باكستان. واستعرض الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات. حضر اللقاء الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وسفير السعودية لدى باكستان عبد العزيز الغدير، والوفد المرافق. وكان الأمير سلطان بن سلمان استقبل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف صباح أمس، إثر زيارة شريف لمؤسسة سلطانة الخيرية في إسلام آباد، كما كان في استقباله الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وسفير السعودية لدى باكستان، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة سلطانة الخيرية الدكتور نعيم غاني، وعدد من مسؤولي المؤسسة. وعقد شريف لقاء مع الأمير سلطان رحب فيه بزيارته لباكستان، ونوه بما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات أخوية مميزة. ونقل رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لرئيس الوزراء الباكستاني، واستعرض الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات. وبعد اللقاء، حضر شريف والأمير سلطان بن سلمان الحفل الذي أقامته مؤسسة سلطانة الخيرية بحضور أساتذة وطلبة كليات المؤسسة، حيث ألقى الدكتور نعيم غاني كلمة عبّر فيها عن شكره وتقديره لنواز شريف والأمير سلطان بن سلمان لزيارتهما المؤسسة وتشريف حفلها. ورحب بالأمير سلطان في زيارته لباكستان، مثمنا ما قدمه الأمير سلمان بن عبد العزيز، والأميرة سلطانة السديري (رحمها الله)، وأبناؤهما من دعم للمؤسسة منذ تأسيسها. ثم ألقى الأمير سلطان بن سلمان كلمة أشاد فيها بمبادرة الدكتور نعيم غاني بإنشاء المؤسسة وجهوده في تطويرها والارتقاء بها إلى ما هي عليه اليوم، منوها بأن الدكتور نعيم كان إبان عمله في المملكة صديقا مخلصا ومحبا للخير. وأشار الأمير سلطان إلى أن باكستان دولة كبيرة، وترتبط بعلاقات وثيقة بالسعودية، وتطورت هذه العلاقات ونمت بشكل كبير خلال عهد الملك فيصل بن عبد العزيز (رحمه الله)، واستمرت العلاقة في تطور حتى اليوم. وأضاف أن «المملكة العربية السعودية تثق في باكستان وتثق في شعب باكستان، وبما أن باكستان دولة كبيرة تواجه اليوم عددا من التحديات، لكن لدينا إيمان راسخ في قدرة باكستان على التغلب على هذه التحديات بقيادة دولة نواز شريف». من جانبه، رحب رئيس الوزراء الباكستاني في كلمته بالأمير سلطان بن سلمان والوفد المرافق له، منوها بما يربط البلدين من علاقة أخوية وبما تحتله المملكة قيادة وشعبا من مكانة كبيرة لدى الشعب الباكستاني. وقال: «إنني أشعر بالاعتزاز لاستقبال سموكم في بلدكم الثاني باكستان، وأؤكد لكم أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تحظى بمكانة خاصة في قلب الشعب الباكستاني الذي يكنّ كل حب واحترام للمملكة وقيادتها الحكيمة، وينظر إليها كدولة إسلامية معتدلة وقفت دائما إلى جانب باكستان في كل المحن والأوقات الصعبة، فضلا عن دورها الريادي بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، كما أؤكد لسموكم أن المملكة مهمة للغاية بالنسبة لباكستان، وأعتقد أن باكستان أيضا مهمة بالنسبة للمملكة وشعبها الشقيق». وأشاد شريف بما تقدمه مؤسسة سلطانة الخيرية من عمل إنساني نبيل في دعم وبناء المجتمع ونشر التعليم الحديث لأبناء الشعب الباكستاني، مؤكدا: «إننا اليوم بحاجة إلى مثل هذا العمل لبناء قدرات الجيل الجديد ليتمكن من مواكبة التحديات التي تواجهها الأمة»، موجها شكره للدكتور نعيم غاني على إنشاء المؤسسة. يُذكر أن مؤسسة سلطانة الخيرية هي مؤسسة تربوية وتعليمية أسسها الدكتور نعيم غاني في إسلام آباد عام 1990، وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 1992، تبرعت الأميرة سلطانة بنت تركي السديري (رحمها الله) ببناء مجمع لكليات ومرافق المؤسسة, وتقديرا للدعم الذي قدمته وعطائها الإنساني في عدد من الدول الإسلامية أطلق مؤسسو الجمعية اسم الأميرة سلطانة على المجمع وبرامجه كافة، ليصبح باسم «مؤسسة سلطانة». وفي يونيو (حزيران) عام 1994 دشن الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز (رحمه الله) مبنى المؤسسة، الذي شمل إدارة التعليم الفني، وكلية التجارة، وكلية علوم الحاسب الآلي. وفي عام 1997 جرت ترقية إدارة التعليم الفني في المؤسسة إلى كلية، ودشنها الأمير سلمان بن عبد العزيز في عام 1998 أثناء زيارته لباكستان، وجرى إطلاق اسمه على الكلية لتصبح كلية الأمير سلمان للتعليم المهني، وتضم كليات العلوم، وعلوم الحاسب الآلي، والتجارة، ومعهد التكنولوجيا الذي حمل لاحقا اسم «معهد الأمير سلمان للتكنولوجيا». وفي عام 2001، أنشئت كلية الأميرة سلطانة الجامعية للنساء، التي توفر التعليم العالي للنساء في المنطقة للدراسات الجامعية والعليا. كما تضم المؤسسة إدارة للمدارس تضم تحت مظلتها مدرسة ابتدائية، وثانوية للبنات، وثانوية للأولاد، ومدرسة خاصة للأطفال، والمركز المهني، ومراكز محو الأمية الريفية، وبرنامج مسجد المدرسة. ويدرس في كليات ومدارس الكلية حاليا أكثر من ثمانية آلاف طالب وطالبة، بينما بلغ عدد خريجيها حتى الآن 6500 طالب وطالبة.
مشاركة :