بدأ سريان مفعول حظر موسم الروبيان مطلع فبراير الجاري بعد 6 أشهر من انطلاقة الموسم في أغسطس الماضي، حيث توقفت تماما رحلات صيد الروبيان في جميع مصائد الخليج العربي، فيما بدأ صيادو الأسماك التحول لصيد الأسماك، وتقديم الطلبات لدى إدارة أبحاث الثروة السمكية في المنطقة الشرقية للحصول على البطاقة «الزرقاء»، بدلا من البطاقة «الزهرية» الخاصة بصيد الروبيان. ووصف صيادون موسم الروبيان الأخير بالمتواضع والهزيل للغاية، حيث بدأت ملامح الضعف منذ انطلاقة الموسم. وسجلت كميات الصيد انخفاضا كبيرا وصل في بعض الأحيان لنحو 40 في المئة، بخلاف المواسم السابقة، مشيرين إلى أن الآمال المعقودة على الموسم تراجعت بشكل كبير منذ بداية الموسم، الأمر الذي انعكس بصورة واضحة على الحصيلة المالية، حيث انخفضت في الشهر الأخير «يناير» الماضي لمستويات متدنية للغاية، إذ لم تصل إلى 7 ــ 8 آلاف ريال في الرحلة الواحدة مقابل 15 ــ 20 ألفا في المواسم السابقة. وقالوا: إن موسم الروبيان يمثل طوق النجاة بالنسبة للكثير من الصيادين في الحصول على السيولة اللازمة لتسديد الأقساط المترتبة للصندوق الزراعي، حيث تصل الأقساط إلى 50 ــ 60 ألف ريال سنويا، وبالتالي فإن الجميع يسعى لاستغلال الموسم في الخروج بأكبر حصيلة مالية لتسديد تلك الأقساط السنوية، مشيرين إلى أن الموسم الأخير جاء مغايرا تماما للتوقعات التي سبقت الدخول فيه، إذ سجلت حصيلة الصيد في أغلب الرحلات التي تستمر لنحو 3 ــ 5 أيام في الغالب متواضعة للغاية، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على إجمالي الدخل، ولاسيما أن الرحلة الواحدة تتطلب مصاريف متعددة سواء بالنسبة لأجور الصيادين وفواتير الوقود وكميات الثلج أوغيرها من المصاريف التي تصل في الغالب إلى 1500ــ 2500 ريال في الرحلة الواحدة، وبالتالي فإن انخفاض كميات الروبيان في المصائد المعروفة طيلة الأشهر الستة الماضية أوجد نوعا من الإحباط لدى الغالبية العظمى من الصيادين بعدم القدرة على الوفاء بالالتزامات السنوية. وأوضحوا أن غالبية المراكب التي اتجهت لصيد الروبيان بدأت رحلة العودة مجددا لممارسة صيد الروبيان، ما يعطي نوعا من الاستقرار للسوق المحلي، الذي يعيش حاليا مرحلة غير مستقرة جراء غياب التوازن بين العرض والطلب، مضيفين أن جزءا كبيرا من المراكب استلمت البطاقة « الزرقاء»الخاصة بصيد الأسماك بعد سحب «الزهرية» التي بقيت في حوزتها خلال الأشهر الستة الماضية. وأوضحوا أن عملية الحصول على البطاقة «الزرقاء» لا يتطلب سوى مصادقة من إدارة حرس الحدود بقيام المراكب بإزالة جميع معدات صيد الروبيان، وبالتالي فإن إدارة الثروة السمكية تقوم باستكمال جميع الإجراءات بعد الحصول على مصادقة حرس الحدود. وأكد عيسى الصويتي «صياد» أن إدارة حرس الحدود امتنعت عن منح التراخيص الخاصة بصيد الروبيان مع دخول شهر فبراير الجاري، لافتا إلى أن العديد من المراكب العاملة في صيد الروبيان توقفت تماما عن الدخول في عرض البحر، ولاسيما أن العمالة تمتنع عن العمل في صيد الأسماك، الأمر الذي يدفعها لطلب العودة لبلادها لمدة 6 أشهر على أمل العودة مجددا مع انطلاقة الموسم المقبل، مقدرا حجم المراكب المتوقفة حاليا بنحو 150 مركبا تتوزع على مختلف المرافئ العاملة في المنطقة الشرقية، فيما بدأت المراكب الأخرى العمل على ممارسة صيد الأسماك.
مشاركة :