تترافق عملية البحث عن وظيفة بجهد وتوتر كبيرين، إذ يخشى العديد من الباحثين عن فرص عمل من عدم قدرتهم على ترك الانطباع الصحيح خلال إجرائهم للمقابلات، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الوقوع في فخ ترداد الجمل والتعابير المبتذلة والعبارات التقليدية لدى توجيه أي سؤال لهم خلال المقابلة. ووصفت مجلة «فوربس» هذه النقطة بـ «أحد أسوأ الأمور التي يمكن للمرء القيام بها خلال إجراء مقابلة عمل، فالهدف هو التميّز وليس الاندماج والتحول إلى فرد عادي ضمن المجموعة». وتابعت المجلة ان «إجراء مقابلة يختلف عن إجراء امتحان شفهي في المدرسة، والنجاح في الأولى ليس عن طريق إعطاء الإجابة الصحيحة كما هو الحال بامتحانات الدراسة، إذ إن الهدف هنا مختلف، وهو التأكيد للشخص المسؤول عن التوظيف قدرتك على التميّز وإنجاز أمور مختلفة وقيمة في مكان العمل». وذكرت المجلة 10 عبارات يتوجب على المرء الامتناع عن تردادها خلال إجراء مقابلة عمل، كونها تجعل الباحث عن وظيفة يائسا وحريصا جداً على إرضاء أصحاب العمل، بدل من أن تسمح له بترك انطباع جيد حول ما يتمتع به من مواهبة وثقة وكفاءة مهنية عالية. والعبارات هي على الشكل الآتي: 1 - أعمل بجهد كبير 2 - أستطيع التعلم بسرعة 3 - أريد هذه الوظيفة بشدة 4 - ستكون سعيداً جداً إذا ما وظفتني 5 - سأعمل لساعات إضافية، وسأقوم بكل ما توكله إليّ من مهام 6 - أنا على يقين من قدرتي على القيام بعمل عظيم 7 - أحتاج حقاً لهذه الوظيفة 8 - يمكنك أن تنهي عملية البحث فوراً، فأنا الشخص المطلوب لهذه الوظيفة 9 - هذه الوظيفة مناسبة جداً بالنسبة لي 10 - هل حصلت على الوظيفة؟ وأوضحت المجلة أن المشكلة الحقيقية بمثل هذه العبارات تكمن بأن الجهة المسؤولة عن التوظيف سبق وأن سمعتها مئات المرات من أشخاص مختلفين. ولا يمكن الوثوق بشخص تقابلة للمرة الأولى بمجرد أن يردد على مسامعك انه «يعمل بجهد» أو انه «سريع التعلم»، فالكلام بسيط جداً. فالوظائف اليوم باتت تعتمد على الفضول المهني والقدرة على إتمام العمل بشكل جيد جداً، وليس على قدرة المرء على العمل بجهد. وتابعت أن التشديد على أنك حقاً تريد هذا العمل لا تعتبر طريقة ناجحة للحصول عليه، فلابدّ من التأكيد على أنه يناسب أهدافك المهنية، والتركيز على الفرص التي سيتيحها لك، وليس عن نفسك. ولفتت المجلة إلى أن تقديم وعود بالعمل لساعات إضافية أثناء إجراء مقابلة العمل لا جدوى منه، فهناك اقتناع مسبق لدى الشركة أن الموظف سيعمل بأقصى جهده ما إن يتم توظيفه. فالشركة تريد توظيف شخص يتمتع بمصداقية عالية وليس شخصا يائسا قد يقول أي شيء للحصول على عمل. وأوضحت أن الاستراتيجية الأفضل لإجراء مقابلة عمل تكمن بطرح المزيد من الأسئلة حول الشركة وبيئة العمل والاستماع أكثر والتحدث أقل، دون أن تنهي المقابلة بسؤال المسؤول عن التوظيف إذ ما كان ينوي توظيفك، أو تقييم أدائك مقارنة مع مرشحين آخرين. وختمت «فوربس» ان جهة التوظيف الصحيحة ستلاحظ ما تتمتع به من موهبة وكفاءة دون الحاجة إلى المبالغة أو اعتماد الطرق التقليدية في الترويج لها. فوحدها الشركات القادرة على تبيان هذه المهارات هي التي تستأهل العمل لديها.
مشاركة :