حررت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية اليمنية، أمس، بإسناد قوات التحالف العربي، مناطق زنجبار وجعار والكود والمخزن والجول في محافظة أبين من الميليشيات الانقلابية والإرهابية، فيما أشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بدور قوات التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، التي تقدم تضحياتها ودماءها مع إخوانها وأشقائها اليمنيين في مختلف المواقع والجبهات في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والهوية والقومية الواحدة، كما تمكنت قوات الجيش والمقاومة، مسنودة بطائرات التحالف العربي، من تحرير مناطق الحمرة وتباب النخلة في مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء. وفي التفاصيل، قال محافظ أبين، الخضر السعيدي، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، إن مدن زنجبار وجعار شهدتا، أمس، عملية عسكرية واسعة، أثمرت استعادة الجيش والمقاومة السيطرة على المدينتين وطرد «القاعدة» في عملية عسكرية واسعة، مشيداً بالدعم الذي قدمته قوات التحالف العربي لقوات الجيش والمقاومة، من أجل تنفيذ هذه العملية. وأشار إلى أن الإسناد الجوي لقوات التحالف، كان له الدور الأبرز في نجاح هذه العملية، التي استمرت ساعات، وشهدت اشتباكات محدودة في منطقة دوفس على مدخل المحافظة، مضيفاً أن قوات الجيش والمقاومة انتشرت في شوارع زنجبار وجعار، لتأمينهما وسط ترحيب حار من أهالي وسكان المحافظة، الذين خرجوا للشوارع احتفالاً بنجاح العملية العسكرية. وقال مصدر عسكري مشارك في الحملة، لـ«الإمارات اليوم»، إن قوات الجيش تمكنت من تطهير مناطق الكود والشيخ عبدالله وحصن شداد، والسيطرة على مبنى السلطة المحلية، والتوغل في العاصمة زنجبار والسيطرة عليها، مؤكداً فرار العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي، عقب مواجهات شهدتها منطقة دوفس الواقعة مدخل المحافظة. وأضاف المصدر أن الإرهابيين فشلوا في استهداف قوات الجيش بسيارتين مفخختين، عقب استهداف طائرات الأباتشي إحدى السيارات قبل وصولها إلى تجمعات الجنود، في حين انفجرت الثانية على بعد، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود بإصابات مختلفة، مشيراً إلى أن الوضع في مدينة زنجبار وضواحيها مستقر، وأنه لا وجود لأي من العناصر الإرهابية، التي فرت إلى الجبال باتجاه مدينة شقرة. ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش واصلت تقدمها باتجاه مدينة جعار، عقب تأمينها بشكل كامل لمدينة زنجبار، مؤكداً دخولها المدينة وسط ترحيب الأهالي، ودون أي مقاومة تذكر من العناصر الإرهابية. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية، أن الرئيس هادي هنأ، خلال اتصالين هاتفيين أجراهما أمس، مع الخضر السعيدي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، واللواء الركن أحمد سيف اليافعي، القيادات الميدانية والجيش الوطني والمقاومة الذين استطاعوا تسطير النجاحات والبطولات على قوى التمرد والإرهاب. وقال «إن تلك الانتصارات المتوالية على قوى البغي والعدوان الانقلابية والإرهابية التي هي في الأصل تتبع أجندة واحدة، وتعمل على قتل الأبرياء واستباحت المدن ودمرت الممتلكات والبنى التحتية، في تناوب وتنسيق واضح في ما بينها عبر أجندة خفية لاستهداف الشعب اليمني والمواطنين الأبرياء». من جانبهما، أشاد محافظ أبين وقائد المنطقة العسكرية الرابعة بمواقف دول التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، لمساندتها الفاعلة في هذا الانتصار. وفي حين وصل نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، إلى مأرب شمال اليمن لقيادة معركة تحرير العاصمة، أكدت مصادر في المقاومة بنهم أن وصول الأحمر تزامن مع وصول مزيد من التعزيزات العسكرية إلى صرواح في مأرب ونهم، وهما جبهتان تقودان باتجاه تحرير العاصمة من جهتي الشمال والجنوب. وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش والمقاومة تواصل تقدمها، عبر ثلاثة محاور في مديرية نهم: المحور الأول باتجاه «محلي ومسورة والمحجر» في الشمال الغربي، والمحور الثاني تواصل تطهير قرى «النعيمات والحول وملح» وأجزاء كبيرة من «المدفون»، وباتت مدفعية الشرعية تسيطر على نقيل ابن غيلان الاستراتيجي وآخر نقطة في نهم، والذي يبعد 20 كيلومتراً عن مطار صنعاء الدولي. وفي المحور الثالث، تم إحكام الحصار على عناصر الميليشيات المتمركزين في بران وجبل الصافح والمناطق المجاورة لها، من اتجاهات عدة، ولم يبق أمامها سوى الاستسلام أو الموت، عبر المواجهة مع قوات الشرعية. وتمكنت قوات الشرعية من قطع الإمداد عن مسورة بسيطرتها على تبة الحمراء جنوب غرب نهم، وتباب النخلة، شمال شيحان والجزء الشرقي من القتب، واقتربت من مفرق أرحب، حيث تعتمد قوات الجيش والمقاومة استراتيجية «تقطيع الأوصال»، ومن ثم الحصار على مراكز ومعسكرات الميليشيات. وواصلت قوات الجيش والمقاومة، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف، تطهير عقبة المدفون والسلسلة الجبلية المحيطة بها، والتي تمتد باتجاه مركز مديرية نهم ووادي العقران وغيل الشليف الواقعة جنوب المديرية. وكانت مقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات مكونة من أربع آليات عسكرية عليها مسلحون بالقرب من قرية محلي بمديرية نهم، ما أدى إلى تدميرها ومقتل وإصابة من كانوا على متنها. كما شنت مقاتلات التحالف أعنف غاراتها على مواقع الميليشيات في صنعاء ومحيطها ومدن أخرى، مستخدمة أسلحة شديدة الانفجار، ولها تأثير كبير في تلك المواقع، وفقاً لمسؤولين عسكريين في صنعاء. واستهدفت مقر ألوية الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى في جبل عطان جنوب العاصمة، مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقاً)، والتي حولتها الميليشيات معسكراً ومقراً لقياداتها في شمال العاصمة بثلاث غارات عنيفة، وكذا قاعدة الصمع العسكرية التي تتمركز فيها ألوية من الحرس الجمهوري في أرحب، ومنطقة الأشراف بمديرية نهم، ومناطق دهينة والمعادي والدجرين في نهم أيضاً. واستهدفت الغارات تعزيزات للميليشيات في خط الأربعين شرق العاصمة، أثناء خروجها من أحد المخازن في جبل نقم، ومتجهة إلى جبهات القتال في نهم. كما استهدفت مقاتلات التحالف طرق الإمداد للميليشيات، بين صنعاء والمحويت، وضربت «جسر باب الشق» في منطقة بني سعد بالمحويت. وفي الجوف، نجحت قوات الجيش والمقاومة في كسر هجوم الميليشيات على صبرين للمرة الثانية خلال يومين، وكبدتهم عشرات القتلى والجرحى، وغنمت كمية كبيرة من الأسلحة، بينها مدافع هاون وبوازيك ومعدلات رشاشة. في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات نوعية على تعزيزات الميليشيات على تخوم مديرية الغيل جنوب المحافظة، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات ومقتل وإصابة عدد منهم، كما استهدفت معسكر السلان بمديرية المصلوب «أحد المعسكرات المهمة للميليشيات في الجوف». وفي مأرب، واصلت قوات الجيش والمقاومة، تساندها مقاتلات التحالف، عملياتها العسكرية في المخدرة وهيلان على جبهة صرواح ذات الأهمية الكبيرة للشرعية، باعتبارها تقود مباشرة إلى جنوب شرق صنعاء. وأكدت مصادر في المقاومة مقتل خمسة من عناصر الانقلاب، وإصابة آخرين في العمليات الأخيرة، وتدمير عدد من آليات الميليشيات، بينها عربات ودبابة وثلاثة أطقم عسكرية. وفي عمران، شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمع للميليشيات في منطقة السنتين بخمر شمال المحافظة، كما استهدفت تجمعاً لعناصر الميليشيات في مديرية حيدان بمحافظة صعدة، ما أسفر عن مقتل وإصابة 22 من تلك العناصر. واستهدفت معسكراً تدريبياً بمنطقة «جمعة بن فاضل»، بمديرية ساقين، ما أسفر عن مصرع مسؤول التدريب يحيى منصر أبو ربوعة، الذي لقي مصرعه مع ثلاثة من مساعديه، إلى جانب 10 من المتدربين. وفي حجة، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير مخزن كبير للأسلحة تابع للميليشيات، يضم صواريخ حرارية في إحدى المزارع بمنطقة فج بحرض، ودمرت خلال شنها 19 غارة على المنطقة دبابتين أيضاً، واستهدفت أيضاً تعزيزات عسكرية في وادي بن عبدالله، وتجمعاً لهم في مبنى البريد بمحيط مديرية ميدي الساحلية. وفي تعز، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من إيقاف زحف كبير لميليشيات الانقلاب، معززين بعشرات الآليات باتجاه طريق التربة الذي يربط تعز بالمحافظات الجنوبية، وهو الطريق الوحيد الذي يزود المدينة المحاصرة بالقليل من المواد الغذائية. وفي جبهة الصلو، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم لعناصر الميليشيات، على المنطقة الواقعة بين الصيرتين والصيار، وأجبرتها على التراجع والفرار بعد تكبيدها خسائر فادحة، فيما تمكنت من صد هجوم آخر للميليشيات في جبهة الشقب شرق صبر، في حين قتل تسعة، وأصيب 13 من عناصر الميليشيات بمديرية مقبنة غرب تعز. وفي إب، شنت مقاتلات التحالف أربع غارات على تجمع للميليشيات، يضم آليات عسكرية في مقر مديرية أمن بعدان والمعهد المهني شرق المدينة.
مشاركة :