شهدت أسواق العملات الأجنبية، الأسبوع الماضي، تباينات قوية على سعر صرف الدرهم، مقابل العملات الأجنبية الأخرى، في ظل استمرار الاختلاف في المؤثرات العالمية على العملات الأجنبية. ويرتبط سعر صرف الدرهم بسعر صرف الدولار الأميركي، وبالتالي فإنه يتأثر بشكل مماثل أمام العملات الأجنبية بالتغيرات المختلفة التي يشهدها الدولار عالمياً. وارتفع سعر صرف «اليورو» مقابل الدرهم بنحو 0.7%، خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى 4.0957 دراهم لكل «يورو» في نهاية التداولات عالمياً، مقارنة مع 4.0678 دراهم لكل «يورو» كان بدأ بها تداولات الأسبوع الإثنين الماضي. وفي الوقت نفسه، انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بنحو 1.2% ليغلق عند 4.74 دراهم، مقارنة مع افتتاح بداية الأسبوع عند 4.8 دراهم لكل جنيه إسترليني. وقال المدير في شركة «آي سي إم كابيتال» البريطانية، شعيب عابدي، في بيان صحافي ورد إلى «الإمارات اليوم»، عبر البريد الإلكتروني، إن «التراجعات القوية للجنيه الإسترليني، خلال الفترة الأخيرة، ترتبط بشكل كبير بالسياسة النقدية البريطانية، بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومحاولة صناع القرار في بريطانيا التخفيف من تبعات هذا الخروج، بالتوجه إلى السياسة النقدية التيسيرية، التي شهدناها قبل نحو 10 أيام، تتمثل في خفض أسعار الفائدة البريطانية إلى أدنى مستويات تاريخية لها عند 0.25%». وأضاف عابدي أن «الأسبوع الماضي حمل أخباراً تسببت في الضغط على الجنيه الإسترليني، بعد تقارير عن عدم قدرة بنك إنجلترا على الوفاء بأسعاره لبرنامج شراء السندات، والذي يعتبر إشارة إلى أن السياسة النقدية في بريطانيا قد تكون خرجت عن السيطرة، ما دفع بالجنيه الإسترليني ليتخلى عن الاتجاه العام للعملات الأخرى، وشهدنا هبوطه طيلة أيام الأسبوع الماضي». من جهته، قال مدير الشرق الأوسط في شركة «أكتيف تريدس» البريطانية، جورج البتروني، إن «الأخبار الأميركية جاءت لتعزز النظرة لتراجع احتمالات رفع الفيدرالي الأميركي للفائدة خلال عام 2016، بعد بيانات مبيعات التجزئة الأميركية التي أتت دون تغيير ولتخالف بذلك التوقعات بارتفاعها، الأمر الذي دفع الدولار إلى التراجع بقوة خلال جلسة الجمعة، ولتتمكن العملات الأجنبية الأخرى من تحقيق أرباح قوية باستثناء الجنيه الإسترليني». وأضاف البتروني أن «البيانات حول عمليات البيع والشراء للعقود المستقبلية، تستمر بإظهار توجهات المستثمرين القوية للتخلص من الجنيه الإسترليني، بل ولبيعه على المكشوف، إذ وصل عدد عقود البيع على المكشوف إلى أعلى مستوياته تاريخياً، بحسب بيانات هيئة تداول العقود المستقبلية على السلع في الولايات المتحدة». وأشار إلى أن «المضاربين أيضاً أظهروا تخليهم عن الدولار للأسبوع الثاني على التوالي، وفقاً لبيانات الهيئة، وهو ما يظهر تراجع توقعاتهم برفع الفيدرالي الفائدة هذا العام، على الرغم من البيانات القوية من سوق الوظائف الأميركية، التي تم الإعلان عنها قبل أسبوع».
مشاركة :