قالت وزارة النفط العراقية أمس إنها بدأت في تشغيل محطة جديدة لمعالجة الغاز الطبيعي المصاحب لعمليات استخراج النفط في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد. وبحسب "رويترز"، فقد ذكرت الوزارة أن المحطة التي تقع في محافظة ميسان على الحدود مع إيران ستعالج الغاز المصاحب للخام المستخرج من حقلي الفكة والبزركان، وسيتم ربط جميع الحقول النفطية في ميسان بالمحطة في المستقبل. ويحرق العراق ثاني أكبر بلد منتج للنفط في منظمة "أوبك" بعد السعودية نحو 70 في المائة من إنتاجه من الغاز الطبيعي بحسب شركة غاز البصرة التي تأسست بمشاركة شل وميتسوبيشي. وبدأت غاز البصرة أيضا هذا العام تصدير شحنات من مكثفات الغاز وغاز البترول المسال المعالج من الحقول في منطقة البصرة، ولا يزال العراق يعاني انقطاعات حادة في الكهرباء مع قلة عدد المحطات ونقص إمدادات الغاز. وكان مسؤولون في قطاع النفط قالوا في وقت سابق إن العراق توصل لاتفاق مع شركات "بي.بي"، و"شل"، و"لوك أويل" لاستئناف الاستثمارات المتوقفة في حقول النفط التي تطورها هذه الشركات بما يفسح المجال لاستئناف المشاريع التي توقفت في العام الحالي وزيادة إنتاج النفط الخام في عام 2017. وهذه الاتفاقات - التي جرى التوصل إليها في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) - تؤجل تنفيذ المشاريع إلى النصف الثاني من العام بعدما خططت الشركات الثلاث لتنفيذها في النصف الأول حيث تم تعليقها بسبب انخفاض أسعار النفط. وأشار المسؤولون إلى أنه من المنتظر أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى زيادة إنتاج النفط الخام العراقي بما يراوح بين 250 ألفا و350 ألف برميل يوميا في العام المقبل، وينتج العراق حاليا نحو 4.6 مليون برميل يوميا معظمها من المنطقة الجنوبية. وكانت شركات النفط الأجنبية العاملة في العراق حذرت في وقت سابق من أن مشاريع زيادة الإنتاج ستتأخر إذا خفضت بغداد الإنفاق بسبب تدني أسعار النفط، وكان مسح قد أظهر أن إمدادات من "أوبك" زادت إلى 33.41 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) مقابل 33.31 مليون برميل في حزيران (يونيو)، وكان إنتاج تموز (يوليو) الذي أعلنته "سومو" أعلى من الإنتاج العراقي الذي قدره المسح بنحو 4.32 مليون برميل يوميا. وارتفع إنتاج بغداد من النفط الخام في تموز (يوليو) ليصل إلى أعلى مستوى منذ كانون الثاني (يناير) مع عودة الإمدادات تدريجيا إلى مسارها الطبيعي على الرغم من انخفاض أسعار النفط، وذكرت شركة تسويق النفط‭‭‭ ‬‬‬العراقية (سومو) أن البلاد ضخت 4.632 مليون برميل يوميا من النفط الخام في تموز (يوليو) ارتفاعا من 4.559 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو) الماضى. وأفاد مسؤولون إن صادرات النفط من الموانئ الجنوبية للعراق زادت إلى 3.2 مليون برميل يوميا في المتوسط في تموز (يوليو) مقابل 3.175 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو) على الرغم من اضطراب صادرات الجنوب بسبب تسرب في أحد خطوط الأنابيب. ويتوقع محللون في قطاع النفط مزيدا من النمو في صادرات العراق في العام الحالي على الرغم من أنه سيكون بوتيرة أبطأ عن العام الماضي عندما حقق العراق أكبر زيادة في الإمدادات ضمن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".