تزدحم شبكة الإنترنت بالمواقع التي تقدم عروضا تبدو مذهلة سواء لحجوزات الفنادق أو الطيران أو العروض الترفيهية، لكنّ كثيرا من تلك العروض تنطوي على حيل وشروط معقدة تفقدها قيمتها. تبذل تلك المواقع جهودا مضنية لجذب هواة العروض المخفّضة والأسعار الرخيصة لتغريهم بتنفيذ عملية الشراء، قبل أن يُصدموا لاحقا بأن عليهم دفع مبالغ إضافية أو أن تلك العروض صالحة في أيام وأوقات محددة فقط. وعند تجولك في بعض مواقع "العروض المغرية"، تجد مثلا قيمة حجز غرفة في الفندق الذي تود الإقامة فيه بنصف سعرها. وإن أردت السفر وبحثت عن تذاكر طيران فتجد أسعار تذاكرك، في تلك المواقع، بقيمة خيالية مقارنة بسعرها الفعلي كما يبدو لك. وفي الواقع، فإن نحو 90 في المائة من تلك العروض ليست مغرية كما تبدو، ففي أغلب الأحيان تقوم الشركات التي تقدم سعرا مخفضا لخدمة ما بتقديم تلك الخدمة بشكل منقوص لا يظهر لك بشكل واضح للوهلة الأولى. وتعتمد مواقع على تقديم خصم يبدو كبيرا على خدمة ما، لكنها تفرض سلسلة من الشروط والأحكام الصعبة، وعند الإخلال بأي من هذه الشروط يجب على الشخص أن يدفع رسوما إضافية تجعل العرض بلا أي قيمة. بعض تلك العروض مثلا يقدم لك حجز فندقك المفضل بخصم يقترب من 50 في المائة، لكن عند زيارة الفندق تفاجأ بأن العرض سارٍ فقط في غير أيام عطلة نهاية الأسبوع. أما لو أردت الإقامة فيه في نهاية الأسبوع فإن عليك أن تدفع رسوما إضافية تعيد سعر الفندق إلى ما هو عليه دون أي عرض. وفي حيلة أخرى تغريك مواقع التخفيضات بحسم كبير يصل إلى 40 في المائة، ولكن في الواقع فإن السعر المذكور يكون دون احتساب الضرائب، كما يحذف بعض المزايا الأساسية مثل وجبة الإفطار. ومجددا فإن عليك أن تدفع مقابل تلك الخدمات حتى يفقد العرض المغري كل قيمته.
مشاركة :