حذر علماء روس من خطورة أن تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى تحرير فيروسات وأمراض معدية خطيرة من طبقات الجليد المتجمدة على مدى قرون، التي بدأت تذوب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عالميًا. وأشار العالم الروسي فيكتور شترو، مدير مركز الأبحاث القطبية، إلى أن هذا الأمر لم يعد مجرد توقعات يحذر العلماء منها، بل أصبح واقعًا، حيث شهدت مديرية يامال - نيميتسكي الواقعة في المنطقة القطبية شمال روسيا صيف العام الحالي، انتشارًا لعدوى الجمرة الخبيثة التي استيقظت بعد مضي 75 عامًا، وذلك نتيجة ارتفاع الحرارة بـ5 درجات عن المؤشرات الطبيعية في تلك المنطقة، وقد تسبب ذلك في وفاة طفل في الثانية عشرة من عمره. بينما كانت الخسارة الأكبر بين حيوانات الرنة الشمالية التي تسببت الجمرة الخبيثة بمصرع 2300 منها. ويروي العالم الروسي شترو، أن فريقًا من العلماء الروس بالتعاون مع فريق علماء فرنسيين عثروا خريف العام الماضي على نوع من الفيروسات العملاقة في طبقات الجليد السرمدية. وحسب تقديرات العلماء، فإن هذا الفيروس بقي حيًا في طبقات الجليد السميكة منذ 30 ألف عام. ويشبه العلماء الروس جليد القطب الشمالي بالثلاجة التي تحفظ فيروسات وأمراضًا معدية كثيرة تراكمت فيها من مختلف مراحل تاريخ الإنسان، بما في ذلك ضمن جثث لحيوانات أو بشر ماتوا في عصور سابقة، بسبب تفشي عدوى مرضية ما، وقد يؤدي ذوبان الجليد وتحرر تلك الجثث من «الثلاجة القطبية» إلى عواقب وخيمة على مستوى البشرية.
مشاركة :