صدام بين باحِثَيْن سعودِيَّيْن حول نسبة الإلحاد بالمملكة

  • 2/8/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وصف الباحث الشرعي سند بن خضر، الدراسة التي أجراها مركز "جالوب" حول نسبة الإلحاد بدول العالم، ومن بينها السعودية؛ بأنها "باطلة ومكذوبة، والنسبة الموجودة بها غير صحيحة". قائلا: "إذا شعب السعودية 30 مليونًا، فإن نسبة الإلحاد -وفقًا للدراسة- 5% تعني إلحاد فوق المليون سعودي، وهذا كذب ظاهر بدون نقاش. المراكز الغربية أشبه بصناديق الانتخابات في الدول الديكتاتورية التي تصل فيها النسب إلى 99%". وخلال حلقة أمس الجمعة من برنامج «حراك» الذي يقدمه الإعلامي عبد العزيز قاسم على قناة «فور شباب»، والتي حملت عنوان «الإلحاد في السعودية.. التطرف المضاد»، قال عبد الله الشهري الباحث المهتم بالشئون الفكرية بالمملكة: "إن هناك حاجة للتحقق من النموذج الذي سلكته الدراسة، لأن هناك ظواهر لا تعتبر إلحادًا، ولكنها لا تتجاوز مرحلة الشكوك"، مشيرًا إلى أن "الدراسة أعطت مؤشرًا فقط، لكن الدقة شيء آخر". وهنا رد «بن سند»، قائلا إن الدراسة تستهدف رفع أعداد المنحرفين فكريًّا بالمملكة، ومن ثم المطالبة بإنشاء مراكز لهم، أو ربما وزارة. وأضاف: "للأسف أغلبنا ينساق وراء هذه الدراسات، وبالتالي زعزعة المجتمعات، وضرب الاستقرار بها.. لا تزال الجزيرة العربية قبلة العالم الإسلامي.. الدول الغربية تتحدث منذ أكثر من 50 عامًا عن تطاحن بالمنطقة، ورغم ذلك لم يحدث شيء". فيما تحدث «الشهري» عن متابعته للشباب على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار 8 سنوات، مؤكدًا «وجود شباب ما بين (لا ديني.. ملحد.. مشكك) وشكوكهم ما بين عدم الاعتراف بالحجاب، أو بالصلاة وغيرها.. وأن الفتيات هن الأكثر شكوى»، لافتًا إلى أن ذلك يعود إلى تعدد مصادر المعلومات في ظل غياب ولي الأمر، أو عدم علمه بالتوعية، مهاجمًا الخطاب الشرعي والمدرسة الشرعية في المملكة، سواء في الأسلوب أو المضمون المتغير الذي يتيح الاجتهاد، مطالبًا بتحريك مياه الاجتهاد. على الفور تدخل «بن خضر»، قائلا: «الخطاب الشرعي حُمل ما لم يحتمل.. منذ عهد النبي والقرآن الكريم هو مصدر التشريع.. ليست وظيفتنا أن نقنع الناس بما لا يريدون أن يقتنعوا به»، متسائلا: «هل يريد الغرب أن نناظرهم بالمحاضرات الغربية؟!.. هذا غير منطقي». وخلال مداخلة هاتفية؛ اعتبرت «حصة آل الشيخ، كاتبة بصحيفة الوطن» أن «الملحد فقط هو المنكر لوجود الله، أما المشككون فموجودون منذ عهد الأنبياء، والشباب هنا هم من فئة المتشككين، وليس الإلحاد بمفهومه، والأجواء السعودية لا تتيح إعلان الإلحاد صراحة». وفي كلمات غير متوقعة، عاد الباحث الإسلامي خضر بن سند ليؤكد أن هناك خلايا وتنظيمات سرية لها أجندة خارجية تُمول لترويج فكر الإلحاد بالسعودية، مضيفًا: «أتحمل مسئولية هذا الكلام، كما أن هناك مقاهي يرتادها شبابنا تُزرع فيها أفكار غريبة، وتُلقى فيها محاضرات وندوات ليست لديها تصاريح». وأوضح الباحث الإسلامي أن «هناك قنوات على موقع يوتيوب أُقفل بعضها قبل أربعة أشهر، ونسبة المشاهدين فيها تصل إلى مليون مشاهدة، كانت تبث أفكارًا إلحادية، وتتلقى دعمًا ماليًّا ضخمًا من جهات مشبوهة». كانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قد نشرت دراسة لمعهد جالوب عن نسب الإلحاد في العالم، شملت 40 دولة، وأجريت في عام 2012، وذكرت الدراسة أن نسبة الإلحاد في السعودية تصل إلى 5% تضاهي بها إحدى البلدان الأوروبية، لتصبح المملكة أول بلد في العالم الإسلامي يتجاوز هذه النسبة. وبحسب الدراسة فإن 75% من السعوديين متدينون، و19% غير متدينين، في تجاوز للدولتين العلمانيتين المسلمتين تونس وتركيا.

مشاركة :