Image copyright AFP Image caption القتال في حلب ترك سكان المدينة دون حاجيات أساسية في أغلب الأحيان حظي السوري عبد الخليف، وهو مدرس للغة الإنجليزية ويعيش في مدينة حلب، ببعض المتع البسيطة التي تندر في الآونة الأخيرة بالمدينة. ويعتبر عبد الخليف واحدا من بين مليوني شخص بقوا في حلب، التي تشهد قتالا عنيفا خلال الأيام القليلة الماضية بين القوات الحكومية وقوات المتمردين للفرض السيطرة على المدينة الرئيسية. وقتل أكثر من 50 شخصا على مدار الأسبوع، كما يقول نشطاء، سقط معظمهم في غارات جوية على القرى التي تحيط بالمدينة. وتكشف تعليقات عن لمحة وجيزة لحياة المدنيين العالقين وسط قتال وقصف يومي لدرجة أن صوت الانفجارات كان يسمع أثناء إجراء المقابلة. وتحدث عن خوفه من أن يقتل أثناء ذهابة للسوق، ومخاوفه على ابنته البالغة من العمر ستة أشهر. وقال المدرس: "ابنتي تجعلني متفائلا. عندما أنظر إلى عينيها أرى مستقبلا أفضل." Image copyright Reuters Image caption المسادات الإنسانية بدأت في الوصول إلى السكان في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة منذ فتح ممر للإمدادات Image copyright r Image caption الوضع في المدينة لا يزال غير مستقر وعلى مدار سنوات، كانت السيطرة على حلب مقسّمة بين غرب المدينة الذي تسيطر عليه الحكومة والأحياء الشرقية التي تسيطر عليها قوات المعارضة. ويفتقر سكان حلب إلى الماء والكهرباء، كما تقول الأمم المتحدة. ويعيش معظم السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، غير أن قرابة 250 ألف شخص يُعتقد بأنهم يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. وفي يوليو/ تموز، فرضت القوات الحكومية حصارا على الأحياء الشرقية، وقطعت خطوط إمدادات المتمردين. غير أن مسلحي المعارضة ردوا بهجوم موسع، وفتحوا ممرا لإدخال المساعدات. وبدا أن الاشتباكات التي اندلعت الأحد تركزت في المناطق القريبة من ممر إمدادات المتمردين، ويقول مراقبون إن مسلحي المعارضة أرسلوا شاحنة مفخخة داخل منطقة تسيطر عليها الحكومة. وربما يكون ذلك محاولة من المسلحين، وهم من جماعات متمردة وإسلامية عديدة، لتأمين خطوط الإمدادات الخاصة بهم. وتشير تقارير من مناطق سيطرة المعارضة إلى تحسن طفيف منذ إنهاء الحصار الذي فرضته الحكومة. "حتى الآن، لم يتغير شيء"، حسبما قال سالم صباغ،الذي يعمل بقالا في شرق المدينة، لقناة "الجزيرة" الفضائية. وقالت روسيا، التي تواصل دعمها للقوات الحكومية، إنها ستراقب هدنة لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام للسماح بدخول مساعدات. لكن الأمم المتحدة تقول إن هذا غير كاف، وتطالب بهدنة لمدة يومين أسبوعيا. وعلى كل حال، فإن عبد الخليف كان محظوظا لوجود خضروات لديه، إذ قالت سورية أخرى في المدينة لبي بي سي إنها اضطرت لطهي أوراق الشجر حتى تنجو بحياتها. ويقول عبد الخليف إنه على الرغم من الوضع البائس في المدينة فإن الحياة مستمرة. وأضاف: "سأستيقظ كل صباح، وسأشاهد ماذا يحدث، ومن لقي حتفه. هذه هي الحياة التي نعيشها هنا."
مشاركة :