أطلقت الكاتبة والروائية الإماراتية المتخصصة في أدب الأطفال واليافعين، نورة النومان، أول دار نشر إماراتية متخصصة في قصص الخيال العلمي الموجهة إلى فئة الشباب، تحت اسم «مخطوطة 5229»، تماشياً مع الاحتفال بـ2016 عاماً للقراءة في الإمارات واستراتيجية القراءة. وجاء اختيار اسم الدار إشارة إلى مخطوطة عربية تعود إلى القرن العاشر الميلادي موجودة في متحف تركي، تحت الرقم «5229»، كما تم اعتماد كلمة «مخطوطة» بخط يد أحمد بن فضلان البغدادي، كاتب المخطوطة، التي سجّل فيها معلومات عن ثقافات الشعوب خلال رحلته إلى بلاد البلغار. ودشنت الدار نشاطها بإصدار كتابين، هما «مشاهد القتال في الأدب»، و«بريق العدالة». وتهدف الدار الجديدة إلى نشر وترجمة الروايات والقصص والكتب التي تعتمد على الخيال العلمي، والأساطير والحكايا الخرافية الشعبية، بكل ما تحفل به هذه الأجناس الأدبية من عناصر التشويق، والغموض، والظواهر الخارقة للطبيعة، لتلبي حاجة المكتبة العربية من هذا النوع من الأعمال، وتجذب في الوقت نفسه اليافعين والشباب إلى القراءة، وتحفز في نفوسهم الرغبة في البحث والسعي وراء الاكتشاف. وقالت المؤسس والرئيس التنفيذي لدار «مخطوطة 5229»، نورة النومان «جاء تأسيس دار (مخطوطة 5229) تماشياً مع احتفال الإمارات باعتماد 2016 عاماً للقراءة، وفي ظل المكانة المتميزة التي تحظى بها إمارة الشارقة في قطاع النشر، يسعدنا إطلاق هذه الدار التي ستقدم إلى القراء اليافعين والشباب ما يثري عقولهم بالأعمال الأدبية التي تنمي الخيال، وتثير في النفوس الكثير من حب الاكتشاف، والرغبة في التعرف إلى المجهول، خصوصاً في مجال الخيال العلمي والتاريخ الغامض والمثير». هوليوود والرحالة البغدادي في عام 1999 أنتجت هوليوود فيلماً خيالياً بعنوان «المقاتل الثالث عشر»، قام ببطولته الممثل الإسباني أنتونيو بانديراس. وتدور قصة الفيلم حول مغامرة لأمير عربي انضم إلى مجموعة من الفايكنغ لمقاتلة قبيلة شريرة، واستوحيت فكرة الفيلم من رواية للكاتب الأميركي مايكل كرايتن، الذي كتب في مقدمته للرواية أنه استوحى فكرته من قصة الرحالة العربي أحمد بن فضلان البغدادي. وأكدت أن دار «مخطوطة 5229» هي أول دار نشر إماراتية تتخصص، وتهتم بنشر قصص الخيال العلمي والأساطير والخوارق وما وراء الطبيعة الموجهة إلى شريحة الشباب. وجاء اختيار هذا التخصص الدقيق في الأدب، لسد الفراغ الذي تعانيه المكتبة العربية من هذه الروايات والقصص والكتب، وكذلك بهدف تحفيز الجانب العلمي عند الشباب لإلهامهم الابتكار والاختراع، خصوصاً أن كثيراً من العلماء البارزين في العالم نشأوا على حب قصص الخيال العلمي. وحول دلالات اسم الدار، أوضحت النومان أن الخلفية التاريخية لاسم الدار «مخطوطة 5229» تعود إلى القرن العاشر الميلادي، عندما قام الخليفة العباسي المقتدر بالله بإرسال أحمد بن فضلان البغدادي مبعوثاً له إلى ملك بلاد البُلغار، وفي أسفاره الطويلة التقى البغدادي بأقوام وثقافات عدة، وسجل ملاحظاته في مخطوطة من 420 صفحة، محفوظة في أحد المتاحف التركية تحت عنوان MS5229، وتكريماً لهذه المخطوطة التاريخية، تم إطلاق رقمها (5229) على دار النشر، كما تم نسخ كلمة «مخطوطة» في شعار الدار من خط يد أحمد بن فضلان البغدادي نفسه. ودشنت دار «مخطوطة 5229» أول كتابين لها، جاء الكتاب الأول بعنوان «مشاهد القتال في الأدب»، للكاتبة راين هول، وهو كتاب إرشادي موجه بالدرجة الأولى إلى الروائيين، ويقدم إليهم خبرات لتجارب في الأسس المنهجية لبناء مشاهد قتال تقوم على قواعد صحيحة. ويوضح الكتاب أن بناء أي عمل روائي يعتبر عملاً ذا طبيعة هندسية تستحق الدراسة، ولا يعتمد على الموهبة فقط. بينما حمل الكتاب الثاني عنوان «بريق العدالة»، وهو الجزء الأول من سلسلة «إمبراطورية رادتش»، للكاتبة آن ليكي، ويجسد هذا العمل الروائي الخيال العلمي، عندما يأخذ القارئ إلى عالم من الخيال. ويشكل هذا الكتاب خطوة أخرى في استكشاف عوالم وبيئات جديدة، تجمع بين الآلة والبشر على نحو جديد. تعتبر نورة النومان أول كاتبة وروائية إماراتية متخصصة في مجال الخيال العلمي، حملت أول أعمالها الروائية الصادرة عام 2012 عنوان «أجوان»، وفازت بجائزة «اتصالات» لكتاب الطفل عن فئة أفضل كتاب لليافعين في عام 2013. وكانت ألّفت قبل ذلك العديد من الكتب لشريحة الأطفال، ولها من الأعمال «القطة قطنة»، و«القنفذ كيوي»، و«شمسة والسوشي»، وهي كتب أطفال مصورة صادرة عن دار «كلمات»، كما أصدرت رواية «ماندان» في عام 2014 عن دار «نهضة مصر».
مشاركة :