العائدات السلبية تدفع صناديق السندات للتوجه نحو الأسواق الناشئة

  • 8/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ترجمة:وائل بدر الدين بدأت الصناديق الاستثمارية في السندات التي عادة ما يكون لديها شهية قليلة للمخاطرة بحزم حقائبها من أسواق الاقتصادات الناشئة، والتوجه نحو العمل في الأسواق الناشئة، وهي الخطوة التي ستعزز من الصعود الكبير للأسواق الناشئة على مستوى العالم. هنالك صناديق استثمارية عالمية عدة بدأت توسيع أنشطتها في الأسواق الناشئة خلال الأشهر الأخيرة، مثل بلاك روك إنك وليغ ميسون وأوبنهايمر فندز وغيرها، وهو الأمر الذي يعكس أن صناديق السندات حول العالم تأثرت بشدة بانخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، علاوة على النطاق السلبي للأسعار في اليابان ودول أوروبية عدة، حيث شهدت السندات الحكومية ذات العائدات السلبية ارتفاعاً إلى 11.4 تريليون دولار معظمها في أسواق الاقتصادات المتقدمة. وتسعى صناديق استثمارية عدة في السندات إلى توسيع أعمالها في الأسواق الناشئة بسبب عملائهم، إضافة إلى بعض صناديق التقاعد وشركات التأمين، التي يتم فرض القيود الكبرى على أموالها التي ترغب في استثمارها في الديون ذات العائدات السلبية، حيث تحتاج هذه الصناديق والشركات إلى سيولة نقدية تمكنهم من الوفاء بالتزاماتهم المتواصلة، إضافة إلى سعيهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من العائدات الاستثمارية. وشهد الأسبوع الأول من شهر أغسطس/آب الجاري ارتفاعاً كبيراً في أعداد الصناديق الاستثمارية التي بدأت في التحول تدريجياً إلى العمل والتوسع في الأسواق الناشئة بنسبة 10.6 مقارنة ب9.8% في فبراير/شباط الماضي، وهي النسبة الأعلى التي تتحقق منذ نحو عام كامل وفقاً لمعهد التمويل الدولي، رغم أن أعلى نسبة تحققت بلغت 14% عام 2013. وقد عزز تزايد اهتمام الصناديق الاستثمارية الكبرى في السندات، بجانب التدفق المالي الكبير الذي بلغ نحو 14.3 مليار دولار إلى أسواق ناشئة معينة في يوليو/تموز الماضي من الفوائد التي جنتها أسواق الدول النامية. وبلغت عوائد صناديق الاستثمار في السندات التي تعمل في اقتصادات الأسواق الناشئة وفقاً للبيانات التي أوردها بنك جي بيه مورغان تشيس آند كو 12.3% من المبالغ المستثمرة في يوليو الماضي. وبناء على ذلك شهد مؤشر سيتي العالمي للسندات الحكومية ارتفاعاً بمقدار 7.5% خلال نفس الفترة. ويبلغ متوسط مؤشر العائد على سندات بنك أوف أمريكا في أسواق الاقتصادات المتقدمة 0.56% مقارنة ب 4.44% للسندات السيادية المستثمرة في الأسواق الناشئة. كما يمثل عائد السندات من الأسواق الناشئة نحو نصف العائدات من هذين المؤشرين الرئيسيين مجتمعين، مقارنة ب 20% في عام 2008. وقال ريك ريدر مدير الاستثمارات العالمية في مؤسسة بلاك روك التي تعد أكبر مدير للأصول على مستوى العالم، إن شركته تعمل على توسيع أنشطتها في أسواق مثل الهند والبرازيل والأرجنتين وأندونيسيا، وأن نسبة 37% من الأصول التي تديرها المؤسسة تعمل في الأسواق الناشئة، مقارنة ب 25% في نهاية عام 2015، مشيراً إلى أن بلاك روك بدأت مؤخراً تقليص أنشطتها في الدول التي تحظى بنطاق سلبي في العائدات، مضيفاً أنهم لا يعتزمون الخروج نهائياً من أسواق العائدات السلبية رغم خسائرهم، بسبب أن قاعدتها أكثر متانة من الأسواق الناشئة التي توفر ربحية أعلى وقواعد اقتصادية أقل متانة. ورغم هذا التحول الكبير في توجه الصناديق الاستثمارية في السندات نحو الأسواق الناشئة، فقد حذر اقتصاديون من التقلبات المفاجئة التي تشهدها هذه الأسواق بين الفينة والأخرى، مستشهدين بالخسارة الكبرى التي تكبدها مستثمرو سندات الأسواق الناشئة العام الماضي، التي تراجعت بمقدار 15% نتيجة للتباطؤ الذي شهده الاقتصاد الصيني وانخفاض أسعار السلع العالمية والمخاوف التي ارتبطت بسياسة مالية أكثر تشدداً في الولايات المتحدة.

مشاركة :