المدينة العالمية للخدمات الإنسانية.. عطاء بلا حدود

  • 8/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمد ياسين تقوم المدينة العالمية للخدمات الإنسانية منذ نشأتها عام 2007 على تنفيذ رؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات والسير على نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم المحتاجين واللاجئين والمتضررين من الأزمات والكوارث الإنسانية، وأن تكون الإمارات عاصمة الإنسانية من خلال توفير مركز إنساني دولي لوجستي ليكون مقر انطلاق لكافة العمليات الإغاثية حول العالم من الموقع الاستراتيجي للدولة. حرصت القيادة الحكيمة على توفير مقر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بمساحة كبيرة تضم أكثر من 60 منظمة وهيئة ومؤسسة دولية مختصة بتقديم المساعدات بالقرب من ميناء جبل علي البحري ومطار آل مكتوم لتيسير سبل نقل المساعدات لكافة الدول بدعم وتسهيل من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. وفيما يلي تسلط الخليج الضوء على دور المدينة العالمية للخدمات الإنسانية منذ نشأتها وأهمية موقعها الاستراتيجي وتصدرها في مجال المشاركة وتقديم المساعدات الدولية وخططها المستقبلية. نشأة المدينة قال موسى الهاشمي، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، كل ما تقوم به دولة الإمارات من جهود هو بفضل والدنا وقائدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وعلى نهجه وإرث عطائه الذي لا ينضب تمضي قيادة دولتنا الحكيمة لتقديم الدعم اللازم لكافة المحتاجين واللاجئين والمتضررين من الأزمات والكوارث الإنسانية وإعادة تمكينهم مادياً ومعنوياً للاستمرار في حياتهم نحو مستقبل أفضل. وأضاف الهاشمي، أن إنشاء المدينة جاء تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتكون الإمارات عاصمة الإنسانية من خلال توفير مركز إنساني دولي لوجستي ليكون مقر انطلاق لكافة العمليات الإغاثية حول العالم من المقر الاستراتيجي للدولة وإمارة دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية. الأولى عالمياً ويذكر أن الإمارات تربعت على عرش المساعدات والمنح الإنمائية عالمياً حسب التقارير الدولية من 2013 وحتى 2015، مقارنة بمعدل الدخل القومي، لترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم لكل محتاج ومستغيث. حيث بلغت قيمة دعمها لمختلف بلدان العالم 5,9 مليار دولار خصصتها 38 جهة مانحة حكومية وغير حكومية لمساندة الشعوب الأكثر فقراً أو تأثراً بالأزمات، وللمساهمة في مشاريع تنموية في أكثر من 140 دولة حول العالم. كما احتلت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن لعام 2015، حيث جاءت في صدارة الدول التي تجاوبت مع الأزمة الناتجة عن التطورات الأخيرة في اليمن. مبادرات وحلول مبتكرة لا يقتصر عمل المدينة في تقديم التسهيلات لأكثر من 60 منظمة إنسانية بل تعمل المدينة من خلال منصاتها الأربع، تعاون وشارك وبادر وريادة للإنسانية لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة هذه التحديات وحيث تشارك المدينة في غرس أمل جديد في العالم لكل محتاج، وتتمثل جهود المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في تنفيذ مبادرات متعددة منها. 1 - استضافة المنتديات والفعاليات الإنسانية الإقليمية والعالمية بالتماشي مع خطة دبي 2021، حيث سيتم عقد المنتدى الإنساني العالمي في دبي في ديسمبر/كانون الأول 2016 ليجمع أهم المنظمات الدولية الإنسانية ويعرض آخر التحديات الإنسانية والمقترحات لمواجهة هذه التحديات، كما بدأت المدينة بعقد عدد من تدريبات المحاكاة العملية للأزمات الإنسانية العالمية بالتعاون مع خبراء منظمات الأمم المتحدة 2 - إنشاء بوابة إنسانية إلكترونية لنشر المعارف والخبرات، إضافة إلى مختبرات تعزز الابتكار تماشياً مع توجهات حكومة دبي الذكية، إضافة إلى إطلاق تحدي محمد بن راشد آل مكتوم، الإنساني وجائزة مالية قدرها (مليون درهم) للفائز بأفضل مشروع مبتكر إنساني. 3 - أما في مجال مشاركة القطاع الخاص في العمل الإنساني فقد تم إطلاق صندوق الأثر الإنساني الأول عالمياً كما ساهمت شركة ماستركارد في دعم الصندوق مالياً بقيمة مليون درهم إماراتي. وتسعى المدينة من خلال صندوق الأثر الإنساني إلى توجيه دعم القطاع الخاص لدعم الاستجابة الإنسانية وعدد من مشاريع التنمية بالتعاون مع المنظمات الأممية والإنسانية الدولية التابعة لعضوية المدينة. إنجازات لوجسية تجاوزت قيمة ما قدمته المدينة من مساهمات إنسانية منذ عام 2009 وحتى عام 2015 حوالي 273 مليون درهم إماراتي، وبلغت قيمة الشحنات الإغاثية التي تم إرسالها بواسطة المنظمات الأممية والإنسانية الدولية المسجلة في المدينة 1,7 مليار درهم إماراتي وبلغ عدد الشحنات 6311 شحنة إغاثة إنسانية. سرعة استجابة فيما يخص سرعة الاستجابة قال الهاشمي، أرسلت المدينة بالتعاون مع الشركاء كثيراً من الشحنات وكان من بينها شحنات خاصة بحملة تراحموا وسجل زمن الاستجابة 12 ساعة وبلغت إجمالي الشحنات 2.5 مليون دولار أمريكي وإعصار فانواتو بزمن استجابة 48 ساعة وبلغت قيمة الشحنة 260 ألف دولار أمريكي. كما أرسلت المدينة شحنة بالتعاون مع شركة يو بي أس لإغاثة متضرري زلزال نيبال - بزمن استجابة 24 ساعة وبقيمة 500 ألف دولار أمريكي، كما أرسلت شحنات مساعدات إلى اللاجئين السوريين في اليونان بزمن استجابة 36 ساعة - 90 طناً مترياً بقيمة 366 ألف دولار أمريكي. الرؤية المستقبلية وحول الرؤية المستقبلية للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية قال الهاشمي، إنها تأتي تجسيداً لرؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مجال العمل الإنساني والتنموي والمجتمعي العالمي نحو المساهمة بفاعلية في تحقيق الرؤية الإماراتية تجاه خطة التنمية الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومن ثم انضمت المدينة لمبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وهي أكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة تجمع تحت مظلتها 28 جهة ومؤسسة محلية تعمل في مجالات مكافحة الفقر والمرض ونشر المعرفة والثقافة والتمكين المجتمعي والابتكار. وتعد المدينة جزءاً من جهود قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة التحديات لمكافحة الفقر ونشر المعرفة وتمكين المجتمع وابتكار المستقبل، وعبر الهاشمي عن فخره بانضمام المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى المبادرات العالمية، حيث تلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية دوراً بارزاً في الدعم الإغاثي الإنساني وتمكين أكثر من مليوني أسرة للاعتماد على أنفسهم خلال السنوات العشر المقبلة. أما فيما يخص الاستراتيجية الجديدة للمدينة أكد المدير التنفيذي، أن توفير وتمكين الجهات الإنسانية الدولية للعمل من خلال بنية تحتية للخدمات اللوجستية والخدمات ذات القيمة المضافة والدعم الإداري، وتشجيع البحث ودعم عملية الابتكار في المجال الإنساني بالتركيز على الحد من المخاطر وسرعة الاستجابة في أصعب الظروف الإنسانية لمواجهة أصعب التحديات وتذليل الصعوبات للوصول لإغاثة المعوزين حول العالم، وتوفير الأمن والتمويل والشراكات الفاعلة في الميدان. الطاولة المستديرة لرواد القطاع الخاص طرحت المدينة بالتعاون مع القطاع الخاص في الفترة الماضية مبادرة سلسلة الطاولة المستديرة لرواد القطاع الخاص والتي تهدف إلى تفعيل التعاون مع القطاع الخاص لتحقيق أهداف العمل الإنساني. وتعد هذه المبادرة منتدى لمناقشة الأفكار واكتشاف طريق تفكير جديدة وتقديم التوصيات للتغلب على التحديات، كما أنها تعد من المبادرات الرائدة والتي تفعل الشراكات المستدامة. ويتم عقد كل دورة بقيادة أحد شركات القطاع الخاص بالتعاون مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بحضور كبار المشاركين الإقليميين والعالميين من الشركات الخاصة، ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، فضلاً عن القطاعات الحكومية، وقد عقدت بالفعل في نوفمبر/تشرين الثاني أولى الجلسات بالشراكة مع ماستر كارد ودار الحديث على نظم الأيكولوجية الإنسانية الذكية وتحدثت الجلسة الثانية التي عقدت في شهر إبريل/نيسان من العام الحالي بالشراكة مع يو بي أس حول خطة لمواجهة الأوبئة وستعقد الجلسة المقبلة بالتعاون مع مجموعة أم بي سي للحديث عن دور الإعلام في دعم العمل الإنساني. مشاركات دولية في قمم الإنسانية تحرص المدينة العالمية للخدمات على المشاركة في المؤتمرات الدولية، فقد كان للمدينة مشاركة مميزة في قمة العمل الإنساني العالمية الأولى التي نظمتها الأمم المتحدة في إسطنبول مؤخراً حيث تلتزم دولة الإمارات بتنفيذ جدول الأعمال الإنساني الخاص بها بهدف ضمان مستقبل زاهر لجميع البشر، وتعهدت الإمارات في القمة بإطلاق المنتدى الإنساني العالمي لشركاء مجتمع الخدمات الإنسانية الدولي، في دبي خلال شهر ديسمبر 2016، حيث سيجري تنظيم المنتدى تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسيجمع المنتدى رواد العمل الإنساني مرة كل عامين لمواصلة أعمال قمة العمل الإنساني العالمية والتزامات دولة الإمارات بالممارسات الإنسانية المستدامة. كما شاركت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في خلوة المنتدى الاقتصادي العالمي بجنيف والتي هدفت إلى جلب الانتباه إلى الحاجة العالمية والملحة لحل الصراعات في المنطقة.

مشاركة :