انقلابيو اليمن ينقلون القصر الجمهوري من «لجنتهم» إلى «مجلسهم»

  • 8/16/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في إجراءٍ صوري بحضور السفير الإيراني؛ واصل الانقلابيون في اليمن أمس تجاوزاتهم ضد الشرعية الدستورية وسلَّموا القصر الرئاسي الجمهوري إلى ما سموه “المجلس السياسي الأعلى” الذي لم يحظَ بأي اعترافٍ خارجي. وسلَّم قيادي حوثي هو محمد علي الحوثي، القصرَ الذي يضم المكاتب الرئاسية إلى قيادي حوثي آخر هو صالح الصماد الذي نُصِّبَ رئيساً للمجلس الجديد للانقلابيين. وسارعت طهران إلى إعلان تأييدها خطوتي الانقلابيِّين الأخيرتين، وهما دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد بالمخالفة لقرارات الشرعية والاتفاق على تشكيل ما سموه “المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد”. ورغم رفض الأمم المتحدة وعديد من الدول هاتين الخطوتين؛ عبَّرت وزارة الخارجية الإيرانية عن دعمها لهما، وقالت على لسان المتحدث باسمها بهرام قاسمي، إنها تؤيد الاتفاق بين جماعة الحوثي والفرع الموالي للمخلوع علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام. ووفقاً لموقع “المشهد اليمني” الإخباري؛ حضر السفير الإيراني في صنعاء سيد حسين نام تسليم القصر الجمهوري. وأشار “المشهد اليمني” إلى إلغاء الحوثيين ما يسمونه “اللجنة الثورية العليا” التي كان محمد علي الحوثي يرأسُها. واللجنة كيانٌ غير شرعي أنشأه الانقلابيون في يناير 2015 واعتبروه “قائداً للدولة” بدلاً عن الرئيس هادي، ثم قرروا مؤخراً استحداث كيانٍ انقلابي جديد سموه “المجلس السياسي الأعلى” وقالوا إنه يتألف من 10 مقاعد وُزِّعَت مناصفةً بين جماعة الحوثي وفرع المخلوع في المؤتمر الشعبي. مصر تجدِّد تأييدها للرئيس هادي .. وإيران تدعم تواطؤ الحوثي والمخلوع انقلابيو اليمن ينقلون القصر الجمهوري من «لجنتهم» إلى «مجلسهم» الدمام الشرق واصل الانقلابيون في اليمن، أمس، تجاوزاتهم ضد الشرعية الدستورية، إذ سلَّموا القصر الجمهوري إلى ما أسموه «المجلس السياسي الأعلى»، فيما جدَّدت القاهرة التأكيد على دعمها للرئيس عبدربه منصور هادي. ميدانياً؛ شدَّد نائب الرئيس، الفريق الركن علي محسن الأحمر، على جاهزية الجيش والمقاومة للرد على الخروقات الانقلابية، وزار مواقع عسكرية في مأرب. دعوةٌ إلى مواصلة المفاوضات ودعا الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إلى مواصلة المفاوضات اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة؛ سعياً للتوصل إلى حل سياسي للأزمة وفقاً لمقرَّرات الشرعية الدولية. ولفت الرئيس المصري، لدى استقباله أمس في القاهرة رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، إلى أهمية تجنب الدخول في صراع مسلَّح طويل الأمد. وأكد، بحسب بيانٍ رئاسي صدر عنه، دعمَ بلاده للحكومة الشرعية بزعامة الرئيس هادي، مشيراً إلى الحرص على استمرار التشاور الوثيق بين الجانبين. واعتبر السيسي أن التوصل إلى حل سياسي للأزمة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية سيفسح المجال لبدء عملية إعادة الإعمار في أقرب فرصة، متمنياً لليمنيين الاستقرار والتقدم. بينما شدَّد رئيس الحكومة الشرعية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، على محورية دور مصر بوصفِها قلب الوطن العربي والدعامة الرئيسة لأمن واستقرار الشرق الأوسط. وأفاد، خلال الاستقبال، بتطلُّعه إلى مواصلة القاهرة دعمها لبلاده، داعياً إلى تكثيف التعاون بين الجانبين على جميع الأصعدة في المرحلة المقبلة. ووفقاً لمتحدث الرئاسة المصرية؛ استعرض الجانبان العلاقات الثنائية وسُبل تكثيف التشاور بينهما. وأشار المتحدث، السفير علاء يوسف، إلى تأكيد الرئيس المصري حرص القاهرة على تقديم كافة أوجه الدعم الممكنة لليمنيين لتمكينهم من تجاوز الأزمة الراهنة والتركيز على مسار التنمية وإعادة الإعمار. ونقل بن دغر بدوره رسالةً من الرئيس هادي إلى السيسي أعرب فيها عن تقديره لمواقف القاهرة الداعمة للشرعية سواء في إطار التحالف العربي أو في إطار مجلس الأمن الدولي الذي تشغل مصر عضويةً غير دائمةٍ فيه. جاهزيةٌ للرد على الخروقات على صعيدٍ آخر؛ أكد نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، جاهزية الوحدات العسكرية وتشكيلات المقاومة الشعبية المسانِدة للرد على خروقات وتجاوزات ميليشيات عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وتفقَّد نائب الرئيس، أمس في محافظة مأرب شرقي بلاده، مقر اللواء 14 مدرَّع ومعسكر سبأ التابع للمنطقة العسكرية الثالثة، حيث اطَّلع على الاستعدادات والتقى قادة عسكريين وضباطاً وجنوداً، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وأثنى الأحمر، خلال لقاء موسَّع عقده في مقر المنطقة العسكرية الثالثة، بما قدمته دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من دعمٍ لمواطنيه وشرعيتهم. وعدَّ هذه التضحيات التي قدمها التحالف ودماء أبناء دوله التي امتزجت بدماء اليمنيين دليلاً على عمق الأخوة الصادقة وعلى المصير المشترك والهدف الواحد. وشدَّد «هي مواقف ناصعة ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ والأجيال». وأوضح الأحمر أن زيارته لمأرب تأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس هادي بالاطمئنان على أوضاع المحافظات المحرَّرة من الانقلابيين ومعاينة أحوال أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وجاهزيتهم للرد على الهجمات العدوانية من جانب الميليشيات. ونقلت عنه وكالة «سبأ» قوله خلال زيارته للمنطقة العسكرية الثالثة «العمليات العسكرية الحالية تأتي في إطار الرد على خروقات الميليشيا الانقلابية، وعدم انصياعها لخيار السلام، واستهتارها بالتهدئة التي تمهِّد لذلك، واستمرارها في الاعتداءات على المدنيين وقصف المدن والمنازل واختطاف المواطنين». وزار الفريق الركن الأحمر، أمس أيضاً، محافظة الجوف (شمال)، ووجَّه السلطةَ المحلية فيها بالمواطنين وتلمُّس احتياجاتهم والسعي إلى توفير الأمن في المناطق المحرَّرة. ونبَّه الأحمر إلى أهمية أن تعكس المدن المحرَّرة الأنموذج المناسب للدولة التي يتطلع اليمنيون إليها. طهران تؤيد خطوات الانقلابيين إلى ذلك؛ أعلنت طهران أمس تأييدها خطوتي الانقلابيين الأخيرتين، وهما دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد بالمخالفة لقرارات الشرعية والاتفاق على تشكيل ما أسموه «المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون اليمن». ورغم رفض المجتمع الدولي هاتين الخطوتين؛ عبَّرت وزارة الخارجية الإيرانية عن دعمها لهما وادَّعت على لسان المتحدث باسمها بهرام قاسمي أن الاتفاقَ بين جماعة الحوثي والفرع الموالي لصالح في حزب المؤتمر الشعبي العام إجراءٌ «مسؤول وذكي لملء الفراغ السياسي والقانوني». وكان الحوثيون وصالح فشلوا السبت الماضي في تأمين النصاب لجلسةٍ دعوا إليها في البرلمان، إذ تغيَّب عنها أكثر من نصف الأعضاء وسط تأييدٍ من جانب رؤساء كتلٍ نيابيةٍ للرئيس عبدربه منصور هادي، ولم يشارك فيها سوى المؤيدين للانقلاب. ورغم الفشل في تأمين النصاب للجلسة؛ سلَّم القيادي الحوثي محمد علي الحوثي القصرَ الجمهوري (المجمع الرئاسي) في صنعاء، التي يحتلها الانقلابيون، إلى رئيس ما سُمِّيَ بـ «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد. ووفقاً لموقع «المشهد اليمني» الإخباري؛ حضر السفير الإيراني في العاصمة اليمنية سيد حسين نام تسليم القصر. وأشار الموقع إلى إلغاء الحوثيين ما أسموه «اللجنة الثورية العليا» التي كان محمد علي الحوثي يرأسُها. واللجنة كيانٌ غير شرعي أنشأه الانقلابيون واعتبروه قائداً للدولة بدلاً عن الرئيس هادي، ثم قرروا مؤخراً إسنادَ «مهامه» إلى «المجلس السياسي الأعلى» برئاسة الصماد، وهو قيادي حوثي أيضاً. ولا تعترف الحكومة الشرعية بكافة هذه الإجراءات، وتعتبرها ضرباً لمسار المفاوضات السياسية التي جرت على مدى الأشهر الأربعة الماضية في الكويت.

مشاركة :